لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أثريون يعلقون على نظرية زاهي حواس بشأن "سقنن رع": تحتاج مزيدًا من الدلائل

09:38 م الإثنين 22 فبراير 2021

(مصراوي):

ماتزال أصداء البحث العلمي الذي نشر في مجلة "Frontiers in Medicine"، يفجر ردود أفعال متوالية حول تفاصيل قصة الملك "سقنن رع تاعا" الثاني بالآشعة المقطعية، الذي مات في سبيل إعادة توحيد مصر في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وأجراه الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار، والدكتورة سحر سليم، أستاذة الآشعة بكلية الطب جامعة القاهرة.

وقدم الباحثان المصريان حواس وسليم، في بحثهما، تفسيرًا جديدًا للأحداث قبل وبعد وفاة الملك سقنن رع، استنادًا إلى صور الآشعة المقطعية ثنائية وثلاثية الأبعاد والتي تم تركيبها بواسطة تقنيات الكمبيوتر المتطورة، فيظهر تشوه الذراعين أنه يبدو أنه قد تم بالفعل أسر "سقنن رع تاعا" الثاني في ساحة المعركة، وقيدت يديه خلف ظهره، ما منعه من صد الهجوم الشرس عن وجهه.

وقالت الدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة في جامعة القاهرة والمتخصصة في علم الأشعة القديمة: "هذا يشير إلى أن سقنن رع كان حقًّا على خط المواجهة مع جنوده يخاطر بحياته مع جنوده لتحرير مصر".

كما كشف التصوير المقطعي لمومياء سقنن رع تاعا الثاني عن تفاصيل دقيقة لإصابات الرأس، بما في ذلك جروح لم يتم اكتشافها في الفحوصات السابقة؛ حيث أخفاها المحنطون بمهارة.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت دراسة التصوير المقطعي المحوسب عن تفاصيل مهمة حول تحنيط جسد سقنن رع تاعا الثاني، على سبيل المثال، استخدم المحنطون طريقة متطورة لإخفاء جروح رأس الملك تحت طبقة من مادة التحنيط التي تعمل بشكل مشابه للحشوات المستخدمة في الجراحة التجميلية الحديثة، وهذا يعني أن التحنيط تم في ورشة تحنيط بالفعل وليس في مكان غير معد، كما تم تفسيره سابقًا.

ورجحت الدراسة أن يكون سقنن رع تاعا الثاني هو الملك الوحيد الذي كان على خط المواجهة في ساحة المعركة.

موقع "مصراوي" تواصل مع بعض المتخصصين من علماء الآثار لاستطلاع رأيهم في نتائج هذه الدراسة، خلال السطور التالية..

يقول الدكتور محمد عبدالمقصود رئيس قطاع الآثار المصرية القديمة الأسبق: "هناك فرضيتين تحتاجين إلى أدلة تاريخية ووثائقية مثل نقوش أو برديات، وليس فحص طبي، وهما قضية أسر الملك في المعركة وتقييد يديه من الخلف، فالثابت تاريخيا أن الملك مات أثناء معاركه ضد الهكسوس والإصابات في الرأس ثابتة أيضًا، ووجد الباحثون في أوقات سابقة أن إصابته تمت بأسلحة موجودة في نفس العصر الذي قتل به، في منطقة تل الضبعة، أما أسر وتقييد وإعدام فهي أمور تحتاج إلى أدلة جديدة".

وأضاف عبدالمقصود: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف على مومياء الميك سقنن رع بالأشعة المقطعية، وبالتالي فإن النتائج التي أعلنها الدكتور زاهي حواس تحتاج إلى مزيد من الأدلة للاستيثاق منها، ولذا تظل فرضية أسر الملك وتقييده وإعدامه في ميدان الحرب فرضية مفتوحة للنقاش وليس مقطوع بصحتها".

أما الدكتور أحمد صالح عالم المصريات ورئيس منطقة آثار أسوان السابق فقال، وجدت مومياء الملك سقنن رع، ضمن مومياوات خبيئة الدير البحري واول فحص لها كان في 5 يونيو 1886 بواسطة الأثري ايوجين جريبو، وكان فحصا شكليا ولم تستخدم اي تقنية طبية وكل المعلومات كانت وصفية للجسد ومن ضمنها الجروح الموجودة في الرأس، وبناء على هذا الفحص ظهرت نظريتان لتفسير جروح الرأس وهي إما أن الملك مات على أرض المعركة، أو مات في مؤامرة أثناء نومه.

وأضاف صالح: "بعد ذلك تم فحص المومياء من رأسها بأشعة اكس في الستينيات بواسطة علماء أمريكيين وكانت نتيجة الفحص أن مخ الملك موجود داخل رأسه ولا يوجد مواد تحنيط مثل راتنج وكتان داخل الرأس، وقيل وقتها أنه أسوء تحنيط تم لمومياء ملكية، وظهرت الصورة المشهورة التي تحدد الخمس جروح الناتجة عن فحص الأمريكيين".

وأكمل: "في عام 2009 نشر الأثري جاري شو بحثا بمساعدة خبير في الأسلحة وهو روبرت ميسون مقالًا في دورية الجامعة الأمريكية، وخرجا بنظرية جديدة تتمثل في أن الملك الهكسوسي قتل بنفسه الملك سقنن رع في حفلة إعدام!".

وحدد صالح أن المعلومات الثابتة التي خلص لها العماء قبل فحص الدكتور زاهي حواس والدكتورة سحر سليم، كالتالي: "الجسد لم يحنط جيدا ولم يتم استخراج المخ ولا الاحشاء، الملك مات عن عمر العشرين طبقًا للفحص الطبي نتيجة خمس جروح مميتة في الوجه، الملك لم يمت مباشرة بل عاش لمدة شهرين بعد إصابته بدليل الجرح الملتئم أعلى الأنف ولكن أصيب بشلل في الذراعين بسبب إصابات الرأس، الملك مات في أرض المعركة بعد إصابته بضربة فأس قاتلة في جبينه فركع علي الأرض وتم توجيه ضربات أخرى".

وأضاف صالح: نخلص مما سبق أن فحص الدكتور زاهي حواس لم يخرج بجديد إلا في جزئيتين وهما:

1- الملك كان أسيرا: وهذه المعلومة لا يثبتها فحص طبي وإنما يثبتها نص تاريخي وطبعا لا توجد معلومات تاريخية تؤكد هذه الفرضية.

2- الملك كان مقيدًا: ولكن لم يقدم أدلة علي تقييد الملك وحتي الذراعين طبقا للفحوص السابقة أصيبت بالشلل نتيجة الضربات القاتلة في الرأس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان