"أنا وسأفعل" شعار اليوم العالمي للسرطان ٤ فبراير.. ماذا يمكن أن يفعل المريض؟ أطباء يُجيبون
"أنا وسأفعل".. شعار اليوم العالمي للسرطان ٤ فبراير لعام ٢٠٢١ وهو العام النهائي للمبادرة العالمية الموحدة التي يقودها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لزيادة الوعي في جميع أنحاء العالم، وهو المبادرة الوحيدة التي يمكن للعالم بأسره أن يتحد في إطارها لمكافحة السرطان، وفى مصر وتنفيذا لمعنى الشعار العالمى يبدو التساؤل "من أنت وماذا ستفعل؟" وكان للأطباء المتخصصين كلمتهم للتوعية بمرض السرطان وسرطانات الدم.
بداية أوضحت الدكتورة ابتسام سعد أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العينى يتحد العالم بأجمعه للإحتفال باليوم العالمي للسرطان في ٤ فبراير من كل عام، لنشر التوعية حول مرض السرطان وحشد دعم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والمجتمع الدولي للمساهمة في إنهاء المعاناة من هذا المرض.
وقدرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان في عام 2018 ارتفاع العبء العالمي للسرطان إلى 18.1 مليون حالة جديدة و9.6 مليون حالة وفاة1.
وأشارت إلى أن مرض السرطان يتفاقم عند اكتشافه في مرحلة متأخرة، لافتة إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان في مصر لا تختلف عن المعدلات العالمية ويعد سرطان البروستاتا أكثر أنواع الأورام شيوعا بين الرجال ويسبب العديد من الصعوبات وتشير الإحصائيات إلى أنه يتم إصابة أكثر من ٣ آلاف مريض بسرطان البروستاتا سنويا كما يتسبب المرض في وفاه أكثر من ألف مريض.
ولذا فإنه مع التوعية بأعراض المرض والتي قد لا ينتبه لها المريض (مثل الصعوبة في التبول أو كثرة التبول أو ظهور دم في البول) ازدادت نسبة تشخيص المرض في مرحلة مبكرة وارتفعت نسب الشفاء التام.
ويمثل سرطان الدم ٢٥٪ من مرضى السرطان في مصر، ويعتمد علاج هذه النوعية من الأورام على التشخيص الدقيق. وقد تطورت سُبُل علاج تلك الأورام إلى العلاج المناعي والجيني الذي يعتمد على وجود تحورات جينية معينة في بعض الخلايا السرطانية ويقوم بمهاجمتها وتدميرها، فيما يجب تحديد العلاج المناسب "المفصل" لكل مريض على حده بعد تحديد خريطته الجينية.
ومن جانبه قال الدكتور علاء قنديل أستاذ علاج الأورام كلية الطب بجامعة الإسكندرية، إنه في السنوات الأخيرة تعددت العلاجات الحديثة في مجال الأورام السرطانية وذلك أدى إلى زيادة نسب الشفاء بصفة عامة، مشيرًا إلى أن من أهم العلاجات الحديثة هو العلاج المناعي الذي يعتمد على تنشيط الجهاز المناعي للمريض بأدوية معينه مما يؤدي إلى قتل خلايا الورم بشكل مكثف، وقد أدى العلاج المناعي لاستجابة عالية في حالات متأخرة لم يكن يصلح لها العلاجات التقليدية.
ودخل العلاج المناعي بشكل كامل في كل التوصيات العالمية في علاج الأورام في مجال سرطان الثدي والرئة والمثانة البولية والكبد وغيرها وتطور الأمر بعد ذلك إلى إدراج العلاج المناعي في المراحل المبكرة وكذلك كعلاج وقائي لبعض الأورام.
ويعتبر العلاج الموجه من العلاجات الحديثة للأورام السرطانية بشكل فعال في صوره أقراص أو أدوية تعطى للمريض عن طريق الحقن الوريدي وأصبح العلاج الموجه جزء أساسي من بروتوكولات علاج الكثير من الأورام السرطانية بنسبه كفاءة عالية وآثار جانبية محدودة مقارنة بالعلاجات التقليدية.
وأضاف بأنه في مجال العلاج الإشعاعي تطورت تكنولوجيا العلاج بشكل كبير باستخدام التقنيات الحديثة وبرامج كمبيوتر متطورة لتلافي وصول الإشعاع للخلايا السليمة المحيطة بالورم.
وأوضح أن التوعية والكشف المبكر يظلان أهم سلاحين في علاج الأورام السرطانية.
وأشار الدكتور محمد عبد المعطى أستاذ ورئيس قسم طب الأورام وأمراض الدم وزرع النخاع بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة إلى أنه حتى الماضى القريب كان علاج الأورام يعتمد على الجراحة والعلاج الإشعاعى، والعلاج الكيميائي التقليدي ولكن حدث تقدم كبير في علم الأورام وجهود العلماء كشفت كثير من التغيرات البيولوجية والجينية التي تحدث عند الإصابة بالسرطان أثناء المرض، وأمكن استخدامها في تحديد ما يحدث عند إصابة المريض بحيث استخدمت كهدف محدد وموجه لعلاج تلك الأورام وتمكنوا من استنباط واكتشاف علاجات حديثة يطلق عليها العلاج الموجه والذى يركز على الخلية السرطانية دون إصابة الخلية السليمة، وأمكن استخدام هذا النوع في رفع نسب الشفاء سواء باستخدامه بمفرده أو بالمشاركة مع العلاج الكيميائي لتجنيب المريض الأعراض الجانبية المتعارف عليها.
وأكد أن هذا العلاج أحدث قفزة كبيرة بنسب الشفاء، لافتا إلى دور الدولة المصرية ممثلة في وزارة الصحة في إدخال تلك الأدوية الحديثة في المنظومة الصحية حيث تم استخدامها في علاج المرضى بدرجة كبيرة، وساهمت في الشفاء من الأمراض وخاصة في علاج أورام الثدى، وأورام الدم.
وعلى صعيد الكشف المبكر؛ قال الدكتور سيف الإسلام محمود النفيس أستاذ المسالك البولية بجامعة الإسكندرية والعضو المنتدب لمستشفى الإسكندرية للكلى والمسالك البولية: "أعتقد أن لفظ الكشف المبكر يخص ثلاث مجموعات أولهم من لديه أعراض مرضية مبكرة، ويمنعه الإنكار (وهو أمر شائع) خوفاً مما يظنه الأسوأ من استشارة الطبيب. مثال ذلك اكتشاف إحساس غير طبيعي تحت الإبط أو بالثدي، أو ظهور قطرات الدم مع البول أو البراز.. وثانيًّا هؤلاء من هم من عائلات تسري بها بعض الأورام تحديداً، مما يتطلب فحصاً روتينياً مبكراً وقائياً دون وجود أية أعراض، مثل من يكون سرطان البروستاتا قد أصاب أخوين من قبل ونحو ذلك في القولون أيضاً.. وثالثا السيدات والرجال عموماً (بدون ظهور أعراض) فيما يخص بعض (فقط بعض) الأورام، فعلى سبيل المثال، ينصح عامة الرجال بزيارة طبيب المسالك البولية وإجراء فحص بالدم يخص أورام البروستاتا كل سنة بعد سن الخمسين".
وتساءل الدكتور سيف الإسلام هل تحقق هذه الاستراتيجية فائدة للمريض؟ الإجابة نعم، لا شك أن ذلك ينتج عنه تشخيص الأورام في مراحل مبكرة، ولا شك أن هناك أدلة علمية أن علاج الأورام في مراحلها الأولى يصحبه احتمال أكبر للشفاء التام، أو أنه يمكن من استخدام طرق علاج أيسر وأخف في آثارها الجانبية وأقل تكلفة على المريض.
وأوضح الدكتور رامز محسن المدير التنفيذي لشركة "جانسن" للأدوية بشمال شرق أفريقيا والأردن -إحدى شركات جونسون آند جونسون العالمية الرائدة في مجال أبحاث وعلاج السرطان وأمراض الدم السرطانية كسرطان البروستاتا والمثانة والرئة والمايولوما المتعددة، أعرب عن تفاؤله بزيادة الاهتمام والوعي بأمراض السرطان، مشيرًا إلى أن الشركة تشارك في فعاليات هذا اليوم العالمى إيمانًا منها بحق المريض المصري في تلقى الرعاية الصحية المطلوبة.
وأضاف أن الشركة قامت برعاية حملتان مع الجمعية المصرية لدعم مرضي السرطان وهما حملة "غالي علينا" لرفع الوعي بسرطان البروستاتا وأهمية الكشف المبكر وحملة لنشر الوعي بمرض المايولوما المتعددة وكيفية التعايش معه.
على صعيد آخر؛ أوضح أن علم الجينات تطور بشكل كبير بحيث ان المرض الواحد انقسم إلى عدة أمراض، وأصبح هناك ما يعرف بالطب الدقيق، ووجود تحاليل باثولوجية، لتشخيص الطفرات الجينية لدى بعض المرضى التي تستدعى علاج معين ومناسب لحالة، وبناءً عليه ـصبحت الأدوية أكثر دقة في محاربة المرض الخاص بشخص محدد، ويعد هذا تطور مهم ويتيح للعلاج بأن يأتي بنتائج أفضل نظرًا لدقة رصد المرض.
فيديو قد يعجبك: