العام الـ36..الجمعية الفلكية بجدة: اليوم رأس السنة الجديدة على المريخ
كتب- يوسف عفيفي:
قال المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إن اليوم الأحد 7 فبراير 2021، تبدأ سنة المريخ الـ36، وبداية عام جديد في الكوكب الأحمر.
وأضاف أبو زاهرة عبر الصفحة الرسمية للجمعية، أن الأرض والمريخ تشكلت معًا في السديم البدائي العظيم الذي تشكلت فيه الشمس أيضًا، ويبلغ عمر كل من الأرض والمريخ حوالي 4.5 مليار سنة، وكما هو الحال على الأرض تم إنشاء نظام لضبط الوقت على المريخ، مقارنة بالتقويم الأكثر استخدامًا على كوكب الأرض وهو التقويم الجريجوري الذي يضعنا في عام 2021.
وأضاف: "أما تقويم المريخ أحدث بكثير، فقد كان العام الأول في المريخ في الاعتدال الربيعي الشمالي في 11 أبريل 1955، عندما هبت عاصفة ترابية كبيرة على المريخ في النصف الثاني من سنة المريخ تلك تسمى أحيانًا العاصفة الترابية العظيمة سنة 1956".
وتابع: "لا يوجد تسميات لسنوات المريخ ولكن نشر أول نظام لتحديد سنوات المريخ في ورقة بحثية علمية نُشرت في عام 2000، توضح التغيرات في درجات الحرارة على الكوكب الأحمر".
وأشار أبو زاهرة، إلى أن أسس النظام بناء على المدار لحساب سنوات المريخ وللمساعدة في مقارنات البيانات، وفي السنوات التي أعقبت ذلك، بدأ استخدام ذلك النظام الخاص بسنوات المريخ، وخاصة أولئك العلماء الذين يدرسون مناخ المريخ.
وتابع: "اعتبر اختيار 11 أبريل 1955 بدون مبرر، لكن العاصفة الترابية العظيمة عام 1956 - التي حدثت في عام المريخ الأول - تمثل علامة مناسبة".
وفي وقت لاحق، تم تمديد النظام بتحديد سنة المريخ (0) بداية من 24 مايو 1953، وبالتالي السماح بأرقام السنة السالبة، وذلك يشبه استخدام قبل أو بعد الميلاد في التقويم الجريجوري (أو مؤخرًا، الحقبة العامة أو الحقبة قبل العامة).
يذكر أن سنة واحدة على المريخ تساوي 687 يومًا من أيام الأرض، ما يعني بأن المريخ يستغرق ضعف الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران حول الشمس، وهذا يعني بأن عمر الإنسان سيكون أقل بكثير على المريخ، ويمكن حساب ذلك بسهولة من خلال قسمة عمر الشخص على 1.88 والناتج سيكون العمر على الكوكب.
وإن تحديد اليوم على المريخ، كما هو الحال على الأرض، من خلال الوقت الذي يستغرقه الكوكب في الدوران حول محوره، هذا يسمى يوم المريخ الشمسي وهو أطول قليلاً من يوم الأرض حيث يبلغ 24 ساعة و 39 دقيقة.
وكوكب المريخ له أربعة فصول: الشتاء والربيع والصيف والخريف، يتم تحديدها بناء على موقع الكوكب في مداره حول الشمس، وتبدأ السنة المريخية الجديدة مع الاعتدال الشمالي (الربيع الشمالي ، الخريف الجنوبي).
وأثناء حركة المريخ في مساره السنوي حول الشمس، يتسبب الميل المحوري للكوكب في تلقي النصف الشمالي من المريخ للمزيد من ضوء الشمس خلال الصيف الشمالي ، ويتلقى النصف الجنوبي مزيدًا من ضوء الشمس في الشتاء الشمالي - تمامًا كما هو الحال على الأرض، وعلى عكس الفصول على الأرض ، فإن الفصول على سطح المريخ ليست متساوية الطول، هذا لأن مدار المريخ حول الشمس أكثر بيضاوية من مدار الأرض، فعلى سبيل المثال ، يستمر الربيع بالنصف الشمالي (الخريف بالنصف الجنوبي) لأطول فترة ، 194 يوم مريخي، وخريف نصف الكرة الشمالي (ربيع نصف الكرة الجنوبي) هو أقصر موسم بطول 142 يوم مريخي
ويمكن أن يكون لمدار كوكب المريخ البيضاوي نتائج مهمة، فخلال الربيع والصيف الجنوبي ، يتحرك المريخ بالقرب من الشمس بشكل أسرع، وتؤدي الزيادة الناتجة عن اشعة الشمس إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي ، مما يؤدي إلى اضطراب يرفع الجسيمات الدقيقة جدًا من تربة المريخ، لهذا السبب ، غالبًا ما يتسم النصف الثاني من العام المريخي بعواصف ترابية شديدة يمكن أن تنتشر أحيانًا على مستوى الكوكب.
كما هو الحال على الأرض، يكون الشتاء باردًا والصيف دافئ على سطح المريخ ، ولكن درجة حرارة الكوكب الإجمالية أكثر برودة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 60 درجة مئوية تحت الصفر، ويشهد الكوكب ظواهر جوية مختلفة على مدار الفصول.
هناك ظاهرة جوية ترصد كل عام في الربيع او الصيف بالنصف الجنوبي للمريخ حيث تظهر غيمة من بلورات الجليد يمكن أن يصل طولها إلى 1800 كيلومتر فوق قمة جبل بركان "ارشيا مونس" ويتكرر ظهورها لمدة 80 يومًا مريخيًا على الأقل ثم تختفي خلال بقية العام.
فيديو قد يعجبك: