لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رئيس الوزراء يجري حوارًا مجتمعيًّا بشأن تطوير القاهرة التاريخية مع أهالي وسكان المنطقة

03:46 م السبت 13 مارس 2021

الدكتور مصطفى مدبولي

كتب- محمد غايات:

أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، حوارًا مجتمعيًّا بشأن تطوير القاهرة التاريخية مع أهالي وسكان عدد من مناطق القاهرة التاريخية، حول المشروعات التي تعتزم الدولة القيام بتنفيذها خلال هذه المرحلة؛ لاستعادة رونقها الحضاري.

واستهل مدبولي الحوار المجتمعي مع الأهالي والسكان باستعراض تجربته الشخصية مع هذه المنطقة، التي كانت مجال دراسته العلمية؛ الأمر الذي أكسبه خبرات ومعرفة متعمقة بالمنطقة وشوارعها وكل أثر قائم بها، مؤكدًا أنه من الصعب عليه أن يعاصر تدهور المنطقة وفقدانها قيمتها التراثية وتاريخها، دون التدخل لإنقاذها، لافتًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي ينتمي إلى هذه المنطقة التاريخية العظيمة، حريص على سرعة تنفيذ مخططات التطوير الشاملة لها، كما أن الحكومة تولي اهتمامًا شديدًا لتنفيذ ذلك بأقصى سرعة ممكنة، مؤكدًا أنه لن يوجد هناك مكان لا تمتد إليه يد التطوير.

وأوضح رئيس الوزراء أن مشكلة المنطقة تكمن في إهمالها لفترة طويلة من الزمن؛ الأمر الذي أسهم في إقامة مبانٍ عشوائية عديدة، فضلًا عن هدم البيوت القديمة الرائعة، واستبدال أخرى بها، إلى جانب حدوث اندثار تدريجي للحرف اليدوية التي تتميز بها المنطقة واستبدال أنشطة أخرى بها لا تمت بصلة إلى طبيعة المنطقة؛ مما استوجب من الدولة التدخل بشكل عاجل.

وأشار مدبولي إلى أن الحكومة عقدت العديد من الاجتماعات تحت قيادة الرئيس السيسي؛ لبحث سبل تطوير المنطقة، مطالبًا الأهالي بنقل رسائل واضحة من الحكومة إلى كل سكان المنطقة والمناطق الأخرى، مفادها أن الدولة المصرية هدفها الأول هو التطوير من أجل الحفاظ على المنطقة؛ لا سيما من خلال ترميم الآثار، فضلاً عن ترميم المباني القديمة، حتى إن لم تكن أثرًا لكونها تمثل طابع المنطقة وذلك بهدف الحفاظ عليها، إلى جانب تطوير الحرف القديمة التقليدية، كما نفى رئيس الوزراء الأخبار المغلوطة عن اعتزام الحكومة نقل الأنشطة الحرفية المميزة إلى أماكن أخرى.

وتطرق رئيس الوزراء إلى ما يتم ترديده من تشكيك في الجهود التي تقوم بها الدولة لتطوير المناطق التاريخية والتراثية، مؤكدًا أن الدولة ليس لها أي غرض من أعمال التطوير سوى الحفاظ على تاريخ مصر في هذه المناطق، إلى جانب الاهتمام بقاطنيها، باعتبارهم جزءًا من قيمتها، وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسي في هذا الإطار، لافتًا إلى أن قيمة المنطقة مستمدة من الأهالي والحرف التراثية الموجودة بها، التي نسعى إلى تطويرها والنهوض بها بمختلف الطرق المتاحة، وليس العمل على إخراجهم منها؛ حيث إن هذه المناطق مرتبطة بالأنشطة والحرف التي تشتهر بها.

وأشار مدبولي إلى أنه من الطبيعي تداول شائعات حول أي مشروعات تطوير؛ لكنه أعرب عن أمله في أن تكون رسائل الحكومة واضحة لأهالي المنطقة، بأن هذه الأعمال هي أعمال تطوير فقط، لافتًا إلى أنه ستكون هناك تغطيات إعلامية اليوم هدفها توضيح الصورة الحقيقية وطمأنة أهالي المنطقة، مكررًا التأكيد أنه لن يتم إخراج أي شخص، حفاظاً على الروابط الأسرية والبيئية التي يعيشها أهالي المنطقة، والتي تعد جزءاً من قيمة المكان، مؤكدًا أن المسؤولين سيوجدون على الأرض، بشكل يومي، وأنه سيوجد قدر الإمكان أيضًا للاستماع إلى كل المشكلات للعمل على حلها.

وفي الوقت نفسه، لفت مدبولي إلى أنه سيتم البدء في تطوير عدد من الأماكن داخل القاهرة التاريخية؛ بما يراعي متطلبات سكان تلك المناطق، خصوصًا أصحاب الأنشطة التجارية والحرفية، وضمان عدم التأثير على حياتهم اليومية، مؤكدًا أن ما سيتم من أعمال تطوير سيكون المستفيد الأول منه هم قاطنو هذه المناطق، قائلًا: ستكون الأولوية لقاطني المنطقة في الحصول على الوحدات التجارية التي نعتزم إنشاءها، وذلك في إطار توسيع كل الأنشطة التجارية والحرفية الخاصة بهم، معرباً عن أمله في رؤية المزيد من التوسع والنهوض للصناعات والحرف التراثية الموجودة بالمناطق التاريخية، وتوارثها عبر الأجيال.

ولفت مدبولي إلى أن هناك أشخاصًا لا يعلمون الكثير عن آثار المنطقة، ومن ثم فهناك ضعف في الإقبال على هذه الأماكن القيمة، لا سيما مع ضعف الحركة السياحية بشكل مؤقت بسبب أزمة جائحة كورونا.

وأشار رئيس الوزراء أيضًا إلى وجود بعض الأنشطة الدخيلة على المنطقة، التي تؤثر بصورة شديدة الضرر عليها، مؤكدًا أهمية توفير بديل لهذه الأنشطة، بما يحافظ على سلامة المنطقة ورونقها، وأكد أن باقي الأنشطة والحرف الموجودة لن يتم المساس بها.

وتناول مدبولي المقترح الخاص بالتطوير الذي يتضمن العمل على تطوير مختلف الشوارع وتزويدها بأنظمة إنارة حديثة، وكذا ما يتعلق بمشروعات الصرف الصحي، ومعالجة المياه الجوفية، إلى جانب المحافظة على المباني القائمة، والعمل على تعظيم الاستفادة من الأماكن المحيطة، وتطوير وإتاحة بعض الأنشطة والخدمات المرتبطة بالحركة السياحية، بما يسهم في جذب المزيد من الزائرين لهذه المنطقة؛ سعيًا للعمل على إعادتها لسابق عهدها من مكونها الأساسي، حيث كانت تمثل واحدة من أهم الأماكن التي يتوجه إليها الزائرون سواء محليًّا أو عالميًّا.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه من غير الممكن السماح ببناء أبنية من الطوب الأحمر في هذه المنطقة والمساس بطرازها الأصلي بأبنية غير معهودة منذ نحو أربعين عامًا، مقترحًا في هذا الشأن تطبيق آليه لإجراء تطوير مشتركة مع الملاك والأهالي للحفاظ على الطابع الأصلي دون المساس بالحقوق والملكيات الخاصة، مستشهدًا بأعمال التطوير التي تم إجراؤها في تل العقارب التي يطلق عليها الآن "روضة السيدة" والتي روعي فيها مطالب الأهالي أثناء عملية التطوير، وتم إعادة الأسرة إليها بعد استكمال أعمال التطوير بشكل لائق، مشيرًا إلى أن ذلك هو ما سيتم تطبيقه.

طالب رئيس الوزراء، خلال حواره مع أهالي المنطقة، بأهمية تفهم ما سيتم تنفيذه من أعمال تطوير للمنطقة، والمساعدة في تسريع وتيرة العمل، مشيرًا إلى أن تنفيذ أعمال أي مشروع تقاس بالأيام وليس بالأعوام، مجددًا تأكيد العمل على إعادة هذه المنطقة كجوهرة من الجواهر المصرية، مطالبًا نقل هذه الرسائل إلى جميع قاطني المنطقة، كما أعرب الدكتور مدبولي عن تطلعه إلى أن يتم تطوير المنطقة في أقرب وقت ممكن لاستعادة جمالها وتراثها المتميز، وهو ما رحب به أهالي المنطقة.

وبدورهم، أعرب الأهالي عن ترحيبهم الشديد بهذه الزيارة ولقاء رئيس الوزراء والمسؤولين المرافقين، مؤكدين أن هذه الزيارة أدخلت الطمأنينة إلى قلب أهالي المنطقة الذين قلقوا من تردد الشائعات حول إخراجهم من المنطقة؛ وهو ما انعكس سلبًا على الحركة التجارية في المنطقة؛ بسبب حالة عدم اليقين التي عايشوها خلال الفترة الماضية، وعقب رئيس الوزراء على ذلك بأنه لن يكون هناك إخراج للأهالي من المنطقة، كما أكد أنه سيتم تعويض أصحاب المحلات التي توجد في مبان آيلة للسقوط في المنطقة، وأن أعمال التطوير ستشمل العمل على زيادة عدد المحلات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان