بأعراض جديدة.. لماذا ترتفع إصابات كورونا في الصعيد حالياً؟
كتب - أحمد جمعة:
تشهد محافظات صعيد مصر ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الفترة الأخيرة، في الوقت الذي يتوقع مسؤولون وأطباء اقتراب البلاد من الموجة الثالثة للجائحة خلال الأسابيع المقبلة.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، إن مصر على أعتاب الموجة الثالثة لكورونا، بعد أن تخطت الموجتين الأولى والثانية بأقل الأضرار.
الزيادة الكبيرة دفعت النائبة عن محافظة الأقصر، زينب السلايمي، إلى تقديم بيان عاجل إلى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، بشأن تفاقم الوضع الصحي بمستشفيات المحافظة.
وقالت النائبة إن أعداد مصابي كورونا في تزايد مستمر، خاصة بمستشفى إسنا التخصصي، ما يُنذر بخطر كبير، مطالبة بضرورة علاج كافة المصابين وتوفير احتياطات الحماية للفريق الطبي.
ولا تصدر وزارة الصحة بيانا تفصيلياً بأعداد الإصابات في كل محافظة على حدة، لكن بيانها اليومي يشهد ارتفاعا تدريجيا منذ نحو 10 أيام، لتسجل أمس 644 حالة إيجابية، و45 حالة وفاة، رفعت العدد الإجمالي إلى 194771 من بينهم 149489 حالة تم شفاؤها، و11557 حالة وفاة.
السياحة وعدم الالتزام
لا ينكر الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بوزارة الصحة، هذه الزيادة بالفعل في محافظات الصعيد.
وقال عبدالفتاح لمصراوي، إن هناك زيادة طفيفة بالفعل في بعض المحافظات، مثل محافظة أسوان.
وأرجع هذه الزيادة إلى عدّة أسباب من بينها استعادة نشاط السياحة الداخلية، وعودة المدارس، وعدم التزام المواطنين بإجراءات العزل المنزلي، مضيفًا: "الناس زهقت من كورونا وبدأوا يعتقدون أنها نزلة برد وبياخدوا أدوية من نفسهم، ولم يلجأوا لمنشأة طبية حكومية، وبالتالي فجلوسهم في المنازل يتسبب في زيادة عدد المخالطين وانتقال العدوى لهم".
وأشار عبدالفتاح إلى تعامل الوزارة مع هذه الزيادة عبر وضع مجموعة من الضوابط الاحترازية على رأسها تفعيل إجراءات العزل المنزلي، ومناشدة الناس بالالتزام بالتباعد الاجتماعي، والتأكيد على المنشآت والمؤسسات بتطبيق الإجراءات الاحترازية كاملة وعدم التهاون فيها.
الوضع على الأرض
تواصل مصراوي مع الدكتور شريف موسى، رئيس الفريق الطبي ومدير العناية المركزة بمستشفى إسنا بالأقصر، والذي أكد أن محافظات الصعيد لا تزال تشهد ذروة الموجة الثانية من الجائحة حالياً.
وقال موسى إن المنحنى الوبائي لمحافظات الصعيد يختلف عن باقي محافظات الجمهورية، مضيفًا: "مواطنو الأقصر وأسوان يحصلون على العدوى مثلهم مثل الأجانب، وليس وفق المنحنى المصري، ففي الموجة الأولى سبقوا محافظات القاهرة الكبرى والوجه البحري وكانت قوية عندهم، ولكن الموجة الثانية جاءت متأخرة وحاليا نشهد ذروتها".
ولفت إلى أن هناك مجموعة من الأسباب تقف وراء هذه الزيادة، على رأسها فتح حركة السياحة منذ شهر نوفمبر الماضي في الأقصر وأسوان، مرجحًا انتقال السلالة البريطانية إلى تلك المحافظات.
لكن الدكتور محمد حساني، مساعد وزيرة الصحة لمبادرات الصحة العامة وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، وضّح لمصراوي أنه لم يتم رصد السلالة البريطانية أو الخاصة بجنوب أفريقيا في مصر إلى الآن، بعد إجراء 291 تحليل تسلسل جيني.
وعاد رئيس الفريق الطبي بإسنا للتدليل على اعتقاده بظهور هذه السلالة، بملاحظة تغير أعراض الإصابة على المرضى خلال الأسابيع الماضية.
الأعراض تشمل: الحالات المصابة بجلطة في المخ أو القلب، أو جلطة رئوية، وبعد البحث اكتشفنا ارتفاع درجات الحرارة بين عدد من أفراد الأسرة، وبعد ذلك ثبت إصابتهم بكورونا، إضافة إلى أعراض مثل "عدم الانتباه" فهناك بعض الحالات لا تتذكر وتكون مشتتة وليست حالة عامة، ودون أثر في المخ والأعصاب له علاقة بالانتباه، ثم بالتحليل نجده إيجابيا لكورونا، بحسب موسى.
وقال إن الأعراض تشمل حالات التهاب البنكرياس، وزيادة كبيرة في عدد الكرات البيضاء اللمفاوية.
وشدد "موسى" على أن التخلي عن الإجراءات الاحترازية، وعدم تشديد الجهات الرسمية عليها ساهم في زيادة حالات الإصابة، فضلًا عن تحجيم استقبال المصابين بالمستشفيات.
فيديو قد يعجبك: