فايق: على المجتمع الدولي مسؤوليات كبيرة لدرء الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية
كتب- محمد نصار:
افتتح محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، أعمال المؤتمر الدولي حول "تعزيز المساءلة والمحاسبة على جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة.. فلسطين نموذجًا".
وقال فايق إن ذلك يتزامن مع صدور قرار الغرفة الابتدائية للمحكمة الجنائية الدولية بتأكيد اختصاصها بالنظر في الجرائم والانتهاكات المرتكبة في أراضي دولة فلسطين المحتلة، وأعقبه إعلان المدعية العامة للمحكمة بدء التحقيقات، وتأكيد ذلك بإرسال مذكرات رسمية إلى كل من دولة الاحتلال وحكومة فلسطين قبل أيام قليلة.
ويأتي هذا التطور المهم في توقيت بالغ الأهمية؛ حيث بات ما عُرف بـ"صفقة القرن" وما حملته من تهديدات خطيرة لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة بلا قيمة ولا معنى إلا إظهار النيَّات العدوانية ومدى الإصرار على استمرار الاحتلال، والفضل في ذلك أولًا وأخيرًا لصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه المشروعة ورفضه كل محاولات تقويض هذه الحقوق.
ويتزامن المؤتمر اليوم مع تطورات مهمة على صعيد تحقيق الآمال لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية إثر جولتين شهدتهما القاهرة برعاية القيادة المصرية، وأنتجت التفاهمات الجوهرية التي نتطلع لتطبيقها على نحو أمين بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في تجاوز الانقسام وتحقيق اللحمة الوطنية؛ بما يسهم في تعزيز صموده في مواجهة ضغوط الاحتلال الإسرائيلي وما يرتكبه من جرائم وانتهاكات منهجية، كما أن الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني بكل فصائله تضع الدول العربية كلها أمام مسؤولياتها نحو القضية الفلسطينية.
وأضاف رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان: "لم يخالجنا الشك في أحلك الظروف في اليقين بأن الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف لا بد أن يأتي يوم لنيلها؛ وهي آتية ولو طال الزمن طالما كان أصحاب الحق هم الشعب الفلسطيني الرفيع في الصمود والتحدي، كما لم يثنِ الشك أبناء هذا الشعب من قياداته وحركته الحقوقية الرائدة في العمل من أجل نيل حقوقه ومحاسبة المعتدين على جرائمهم".
وطالب فايق باغتنام هذه الفرصة؛ لتقديم التهنئة للحركة الحقوقية الفلسطينية على جهودها المتميزة في تحقيق هذه المرحلة المهمة من النجاح في مسيرة النضال القانوني، ومد هذه التهنئة أيضًا إلى القيادة الفلسطينية التي اتخذت القرار الصائب باستثمار القانون وقاعدة الحقوق في مسيرة النضال نحو التحرر.
وثمن رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان شجاعة المحكمة الجنائية الدولية بمختلف هياكلها لتمسكها بإعمال الحقوق بعدالة وإنصاف رغم الضغوط الهائلة التي مُورست ولا تزال تُمارس على المحكمة لإثنائها عن النهوض بواجباتها ومسؤولياتها، داعيًا أحرار العالم إلى مساندة المحكمة في مواجهة الضغوط غير المشروعة التي تواجهها.
وتابع رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان: "إن النجاح في النضال القانوني لا يغني عن المقاومة والنضال السياسي، وإذا كانت جولتي المصالحة بالقاهرة قد أنجزتا الكثير من الشروط الضرورية لتعزيز النضال السياسي، فإننا ندعو مختلف الأطراف السياسية الفلسطينية إلى الارتقاء لمستوى التطلع الشعبي الفلسطيني، ولمستوى المسؤولية والتحدي اللذين تفرضهما هذه المرحلة الدقيقة".
وواصل فايق: "على المجتمع الدولي مسؤوليات كبيرة لدرء الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية التي لها أثر متواصل ويومي على حياة أشقائنا الفلسطينيين، وعلى الاحتلال الإسرائيلي سلسلة مطولة من الاستحقاقات بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان والتي لا يمكن التحلل منها أو التأخير في تلبيتها؛ خصوصًا رفع الحصار والإغلاق وضمان معاملة الأسرى وحماية المدنيين وإزالة العراقيل على وصول المواد الغذائية والمستلزمات الدوائية وغيرها من مقومات استمرار العيش".
واختتم رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان: "لا يفوتني في الختام أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان، والشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ورئيسها، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان".
فيديو قد يعجبك: