لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوت ثقيل على الشاطئ.. لماذا يصعب تعويم سفينة قناة السويس الجانحة؟

02:17 م الخميس 25 مارس 2021

سفينة قناة السويس

كتب- أشرف جهاد:

لا يزال الوضع على حاله بعد مرور نحو 48 ساعة على جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة إيفر جفن (EVER GIVEN)، ما اضطر هيئة قناة السويس لإعلان تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتا، في مؤشر على الصعوبات التي تواجه تعويم السفينة الجانحة بالكيلو متر 151 ترقيم قناة.

وشاركت 8 قاطرات تابعة لهيئة قناة السويس -في مقدمتها القاطرة بركة ١ بقوة شد 160 طنًا- بالإضافة لحفارات ومعدات مختلفة في محاولات تعويم السفينة الجانحة منذ صباح الأمس، إلا أنها لم تنجح في تعويمها أو تجنيبها بما يسمح باستئناف حركة السير في الملاحة.

محاولة عبور لم تنجح

وأوضح بيان هيئة قناة السويس اليوم أن "حركة الملاحة بالقناة شهدت أمس الأربعاء، محاولة عبور ١٣ سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة وفقًا للتوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة الجانحة كان لابد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة".

وتظهر صور الأقمار الصناعية والتتبع الملاحي استمرار 5 قاطرات بينها قاطرتي تحيا مصر، في محاولة تعويم السفينة الجانحة، لليوم الثاني على التوالي، إذ يجري الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة.

ووقع حادث جنوح السفينة صباح أول أمس الثلاثاء، في حوالي الساعة 7:40 صباحاً بالتوقيت المحلي، وفق ما أفادت شركة " شوي كيسن كايشا" اليابانية المالكة للسفينة الجانحة. وأرجعت هيئة قناة السويس سبب الحادث لانعدام الرؤية الأفقية الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرًا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، إذ بلغت سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة وجنوحها.

وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها، الليلة الماضية، قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية".

8

ووفق نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة، لم تطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع السفينة الجانحة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ولا تزال عالقة.

ونفت الشركة التي تدير ناقلة الحاويات، برنارد شولت شبمانجمنت (بي إس إم)، صحة تقارير سابقة تحدثت عن أن الناقلة تم إعادة تعويمها جزئياً. وقالت الشركة في بيان رسمي إن "أولوياتها الملحة تتمثل في إعادة تعويم السفينة بأمان وفي الاستئناف الآمن لحركة الملاحة في قناة السويس".

4 عوامل تتحكم في تعويم السفينة

يرى مارتين شوتيفير المتحدث باسم شركة بوسكاليس (Boskalis Peter Berdowski)، وهي شركة هولندية عينتها الشركة المالكة للسفينة الجانحة للمشاركة في جهود تعويمها إن الأمر لن يكون سهلا، ويتوقف الوقت الذي قد تستغرقه جهود التعويم على عدة عوامل أبرزها مدى انغماسها ورسوخها على قاع ضفتي القناة.

وتعمل في شركة بوسكاليس فريق الإنقاذ SMIT Salvage، وهو وحدة أسطورية ينزل موظفوها بالمظلات من حطام سفينة إلى أخرى، وينقذون السفن أثناء العواصف العنيفة. وشاركت الشركة في أكثر عمليات الإنقاذ البحرية جرأة، بما في ذلك رفع غواصة نووية روسية غارقة في عام 2001، وإزالة الوقود من داخل سفينة الرحلات السياحية كوستا كونكورديا بعد أن جنحت في إيطاليا في عام 2012.

ووصل فريق Boskalis إلى مصر في الساعة الـ 4 من صباح الخميس، وقال متحدث الشركة: "الفريق المكون من 8 أشخاص سيفحص حالة السفينة، ويصعد على متنها، وفي الوقت نفسه، يتم جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الفنية حول ثقل السفينة، عبر الأقمار الصناعية. يقول بيردوفسكي: "فريق واحد يطير، والآخر يحسب بالفعل".

3

وقال بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس لبرنامج Nieuwsuur وهو برنامج تلفزيوني هولندي خاص بالشؤون الجارية، إن الأمر قد يستغرق أياما، وأشاد بالإجراءات المتخذة في مصر لإعادة تعويم السفينة، ووصفها بأنها "محاولة شجاعة".

وحدد أسباب صعوبة تعويم السفينة الجانحة قائلا: "هذه ليست قناة أمستردام-الراين حيث يكون لديك نفس العمق على العرض بأكمله. أنت تتعامل مع مجرى ملاحي في الوسط يصل عمقه إلى 25 مترًا، ولكن بعد ذلك بقليل يصل إلى 15 مترًا، إلى 11 مترًا. ثم أقل من ذلك قرب الضفتين. ويبلغ عمق السفينة 15.7 مترًا".

وأضاف: يمكنك أن ترى من الصور أن السفينة ترتفع بالفعل، "إنه حوت ثقيل للغاية ملقى على الشاطئ، إذا جاز التعبير".

7

وأوضح: هناك 20000 حاوية محملة بالكامل على السفينة. "هذا يعني أن هناك ثقلًا هائلاً على الشريط الرملي، في كل من الأمام والخلف."

وبحسب بيردوفسكي ، فإن ما يجب فعله بالضبط ما زال بحاجة إلى التحقيق. "أول شيء تفعله هو الحساب. لكنك توصلت إلى استنتاج مفاده أنه ليس من الممكن حقًا التراجع. أصبح ذلك واضحًا اليوم."

وفقًا لبيردوفسكي ، يمكن إزالة الماء والزيت من السفينة لفقدان أكبر قدر ممكن من الوزن. يمكن أيضًا إزالة الحاويات من السفينة وتجريفها. لأنه يجب أن ترتفع السفينة عن القاع.

وأكد: " كلما كانت السفينة أكثر استقرارا على القاع، استغرقت العملية وقتًا أطول. يمكن أن تستغرق أيامًا إلى أسابيع. ضع في اعتبارك أيضًا إحضار جميع المعدات التي نحتاجها، فهذا ليس قاب قوسين أو أدنى."

وتوجد بالفعل قوارب سحب حول السفينة تعمل للمساعدة في إزالتها، ولكن مع مثل هذه السفينة العملاقة، عادة ما تكون هناك حاجة إلى سفن أكبر ذات قدرة حصانية أكبر. ويأمل طاقم الإنقاذ في أن تكون فترات المد المرتفع خلال الأيام القليلة المقبلة مواتية للمساعدة في تحرير Ever Given.

اعتذار ياباني

والسفينة التي تزن 200 ألف طن، وبنيت في 2018 وتشغلها شركة نقل تايوانية تدعى "إيفرجرين مارين"، باتت محصورة بين جانبي المجرى يوم الثلاثاء في حوالي الساعة 7:40 صباحاً بالتوقيت المحلي (05:40 بتوقيت جرينتش).

وسدت الناقلة، التي يعادل طولها طول أربعة ملاعب لكرة القدم ويبلغ عرضها 59 مترًا، طريق السفن الأخرى التي علقت في طوابير في كلا الاتجاهين.

وقدمت الشركة اليابانية المالكة للسفينة اعتذارها، الخميس، على الحادث الذي أثار اهتمامًا عالميًا واسعًا بالنظر إلى أهمية المجرى المائي العالمي، مؤكدة أن الوضع "شديد الصعوبة".

وقالت في بيان على موقعها الإلكتروني الرسمي، إنها تعمل حاليًا على حل المشكلة، بالتعاون مع السلطات المحلية وشركة "برنارد شولت شيب مانجمنت"، لإعادة تعويم السفينة.

وأكدت الشركة اليابانية أن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات بين الطاقم أو تسرب نفطي. ويضم طاقم السفينة الجانحة "إيفر جيفين" 25 عاملًا من الهند، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضافت الشركة: "نعتذر للغاية للتسبب في قلق للسفن التي تسافر أو تخطط للسفر في قناة السويس، وجميع الأشخاص المرتبطين بها".

تكدس ملاحي

من جانبها، قالت شركة "ليث إيجنسيز"، مزود الخدمات في القناة، إن 150 سفينة على الأقل تنتظر تخليص السفينة الجانحة، بما في ذلك سفن بالقرب من بورسعيد على البحر المتوسط، وميناء السويس على البحر الأحمر، وتلك العالقة بالفعل في مجرى القناة في البحيرات المرة.

وقالت إن تكدس السفن أثر على السفن التي كانت بحاجة إلى السفر إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.

وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى، وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب.

2

وبحسب موقع Lloyd’s List المخصص في تحليل بيانات الشحن البحري فإن

الآثار المالية المترتبة على انسداد قناة السويس الممتدة كبيرة. وبحسب بيانات تتبع Lloyd’s List Intelligence ، فإن حوالي 165 سفينة تمثل 13 مليون طن من الوزن الساكن تنتظر حاليًا إما عند نهاية القناة أو ممنوعة من الخروج.

يشمل هذا المجموع:

41 ناقلة سوائب تحمل 2.9 مليون طن.

24 ناقلة نفط.

33 حاوية حاويات.

16 ناقلة للغاز المسال.

15 ناقلة منتجات بترولية بما في ذلك ثلاث سفن طويلة المدى. ومن المرجح أن تحمل هذه الشحنات 90 ألف طن من وقود الطائرات أو الديزل إلى أوروبا أو البحر الأبيض المتوسط.

ثماني ناقلات سيارات

ويمر نحو 30 بالمائة من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12 بالمائة من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.

والعام الماضي، عبرت قرابة 19 ألف سفينة عبرت القناة، بحسب هيئة قناة السويس- أي بمعدل 51.5 سفينة يوميًا.

ويبلغ طول قناة السويس حوالي 193 كيلومترًا وتضم ثلاث بحيرات طبيعية على طول المجرى الملاحي. وفي عام 2017، سدت سفينة حاويات يابانية القناة بعد أن جنحت في أعقاب تعرضها لأعطال ميكانيكية. واستخدمت السلطات المصرية قاطرات لإعادة تعويمها في غضون ساعات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان