الصحفيين تحتفل بمرور 80 عامًا على تأسيسها.. القصة الكاملة لـ "قلعة الحريات"
كتب- مينا غالى:
تحتفل نقابة الصحفيين، اليوم، بالعيد الـ80 لإنشاء النقابة يوم 31 مارس 1941، وذلك بعد كفاح مستمر ومحاولات مضنية على يد جيل من عمالقة الصحفيين بالقانون رقم 10 لسنة 1941، الذي تقدم به رئيس الوزراء المصري الأسبق علي ماهر إلى مجلس النواب، والذي كان يتضمن مشروع إنشاء نقابة للصحفيين في مصر.
وتوج هذا القانون نضال عدد من الآباء المؤسسين لمهنة الصحافة، الذين شكلوا أول نقابة تحت التأسيس في العام 1912، على يد عدد من أصحاب الصحف القومية، وانتُخب في الجمعية العمومية الأولى، مسيو "كانيفيه" صاحب جريدة "لاريفورم" بالإسكندرية نقيبًا، وفارس نمر وأحمد لطفي السيد وكيلين، لكن الأمر لم يستمر طويلا، فقد تسببت الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الحرب العالمية الأولي في تأجيل الفكرة لفترة، قبل أن تعود مجددا في عشرينيات القرن الماضي، بعد تأسيس أول رابطة للصحفيين علي يد 5 من الصحفيين وهم "داود بركات وإسكندر سلامة ومحمد حافظ عوض وجورج طنوس"؛ وأعلن المؤسسون في هذا الوقت أن هدف الرابطة هو السعي باتجاه إنشاء نقابة تضم الصحفيين المشتغلين بالمهنة في مصر.
في العام 1924، صعّد الصحفيون المصريون مطالبهم، وتقدم ثلاثة منهم وهم: أمين الرافعي ومحمد حافظ عوض وليون كاسترو، بطلب إلى رئيس الوزراء حينذاك لإصدار قانون لإنشاء نقابة للصحفيين، ودعا الصحفيون الخمسة جميع المشتغلين بالمهنة إلى سلسلة من الاجتماعات لإعداد مشروع قانون النقابة التي أعلنوا قيامها في نفس العام، قبل أن يصدر في العام 1936 مرسوم باعتماد نظام "جمعية الصحافة"، في عهد وزارة علي ماهر، لكن عدم اعتماد البرلمان لهذا المشروع، حال دون اكتمال الفكرة ودخولها حيز التنفيذ.
وتقدم رئيس الوزراء علي ماهر في 27 نوفمبر من العام 1939 بمشروع قانون لإنشاء نقابة للصحفيين إلى مجلس النواب المصري، قبل أن يقر مجلس النواب مشروع القانون في العام 1941 بعد عامين من الجدل.
وعقدت أول جمعية عمومية لنقابة الصحفيين يوم الجمعة 5 ديسمبر 1941 بمحكمة مصر بباب الخلق، ولم يزد عدد الأعضاء فيها عن 120 صحفيا فقط، ولم يحضر الجمعية الأولى سوى 110 صحفيا فقط، وكان أشهر صحف القاهرة في ذلك الوقت: الأهرام، المقطم ، السياسة، المصري، البلاغ، مصر، بمعدل 20 صحفيا من كل مؤسسة، وانتخبت هذه الجمعية أول مجلس نقابة منتخب مكون من 12 عضوا وأول نقيب للصحفيين كان محمود أبو الفتح .
وحتى ديسمبر 1942 لم يكن للنقابة مقر رغم موافقة الحكومة على إنشائها، وسارع الصحفي محمود أبو الفتح بالتنازل عن شقته بعمارة الإيموبيليا لتصبح أول مقر لها، وفى العام التالي طلب أبو الفتح من مسئولي الحكومة تخصيص أرض فضاء بجوار نقابة المحامين لبناء مقر أوسع للنقابة عليها وكانت تحت أمر القوات البريطانية، وحتى يبحث الأمر، أعطى وزير الداخلية فؤاد سراج الدين مبنى من طابق واحد بشارع قصر النيل مقرا مؤقتا للنقابة .
وحاول حافظ محمود صاحب البطاقة الصحفية رقم 1 الحصول على قطعة الأرض بتوجيه إنذار إلى القوات البريطانية بالجلاء عن الأرض التي أمر النحاس باشا رئيس الوزراء بتخصيصها للنقابة وبعد جهود طويلة استجابت القوات البريطانية وأخلت الأرض من معسكراتها، ثم وافق رئيس الوزراء الجديد محمود فهمى النقراشي على تخصيص مبلغ 40 ألف جنيه لبناء النقابة وفرشها بأحدث المفروشات، وافتتح مبنى النقابة رسميا في 31 مارس 1949.
وفى التسعينات وفى عهد النقيب إبراهيم نافع هدم مبنى النقابة القديم وبنى مكانه المبنى الجديد.
خاضت النقابة معارك كثيرة للدفاع عن الحريات ومنها حرية الرأي والتعبير وتعرضت إلى حل مجلسها في أبريل 1954 واتهم أعضائها بتقاضى مصاريف سرية وذلك أثناء أزمة مارس، وفى عهد السادات واجهت تهديدا بتحويلها إلى نادى اجتماعي للصحفيين لولا تصدى النقيب كامل زهيري وغيره من الصحفيين .
وفى عام 1993 تصدت النقابة ونقيبها إبراهيم نافع لمشروع قانون الصحافة لعام 1993 وقضى على المشروع .
توالى على النقابة عدد من النقباء هم: محمود أبو الفتح، عبد القادر حمزة، فكرى أباظة، حسين أبو الفتح، حسين فهمى، صلاح سالم، أحمد قاسم جودة، عبد المنعم الصاوى، حافظ محمود، يوسف السباعى، على حمدى الجمال، كامل زهيرى، صلاح جلال، أحمد بهاء الدين، إبراهيم نافع، مكرم محمد أحمد، جلال عارف، ممدوح الولى، ضياء رشوان، يحيى قلاش، عبد المحسن سلامة، وأخيرًا ضياء رشوان .
فيديو قد يعجبك: