"متشعلقين في الأمل".. كيف مضى أول أيام التطعيم بلقاح كورونا بمصر؟ (معايشة)
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتب - أحمد جمعة:
تصوير - محمد حسام الدين:
تخلى علي كمال عن كل مخاوفه، وهرع إلى المركز الطبي بالقطامية للحصول على الجرعة الأولى من لقاح كورونا، بعد عام ترك داخله حملًا ثقيلًا من القلق على حياته ومستقبل أسرته، ليتحدث بصوت مسموع بعد حقنه "يارب نجينا".
كان كمال من بين الحالات الأولى التي حصلت على لقاح كورونا، بعد دقائق من تدشين الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، حملة تطعيم المواطنين من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، بلقاحات فيروس كورونا.
يتابع كمال مثل الملايين تطورات الوضع الوبائي لكورونا في مصر يومًا بعد يوم، تزداد هواجسه أو تنخفض كلما ارتفعت أعداد الإصابات أو قلت، لكنه بدا متفائلًا حين أعلنت وزارة الصحة إطلاق موقعها الإلكتروني لإتاحة تسجيل الفئات المستحقة من المواطنين بياناتهم للحصول على اللقاحات، ليسرع في التسجيل.
وتستهدف وزارة الصحة في الوقت الراهن تطعيم مرضى الأورام والفشل الكلوي، والمواطنون الذين خضعوا لعمليات (قلب مفتوح أو قساطر مخية أو طرفية)، بالإضافة إلى من أجروا عمليات زرع الكُلى والكبد، إلى جانب كبار السن، باللقاحات المتوفرة لديها من شركتي "سينوفارم" و"أسترازينيكيا".
مساء الأمس، تلقى كمال على هاتفه رسالة نصيّة من وزارة الصحة، بتحديد موعد ومكان تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح، أتبعها مكالمة هاتفية من مسؤول الخط الساخن للتأكد من بياناته ومدى استحقاقه لهذا التطعيم.
يقول الرجل الستيني إنه يعاني من مشاكل صحية بالجهاز التنفسي والهضمي وأصيب قبل عامين بفيروس سي، وكان ملازمًا لمنزله طوال الفترة الماضية، خوفًا من التعرض لعدوى كورونا التي قد تؤدي لتدهور حالته على نحو غير متوقع.
يُضيف: "شفت حالات كتير عانت من كورونا، وكنت خايف على نفسي وأسرتي.. الأمل إننا ناخد كلنا اللقاح ونستمر بالتوازي في ارتداء الكمامة والحفاظ على الإجراءات الصحية".
مراحل وإجراءات
مر كمال مثل العشرات الذين توافدوا على مركز صحة المقطم بعدد من الخطوات قبل الوخز بحقنة التطعيم.
في البداية، دخل الرجل إلى المركز وجرى قياس درجة حرارته على البوابة، ثم التأكد من ارتدائه الكمامة الطبية، وحصوله على "رقم" للانتظار قليلًا لحين النداء عليه.
عقب ذلك، جرى مراجعة بياناته من خلال بطاقة الرقم القومي، وقراءة التقارير الطبية التي حملها من منزله لإثبات مرضه، قبل أن يبلغه مسؤول التواصل بالانتقال إلى غرفة الموافقة المستنيرة.
يوضح الدكتور هاني سعيد، مدير المركز الطبي بالقطامية، أنه يتم مطابقة البيانات التي سجلها المواطن على الموقع الإليكتروني مع الأوراق وبطاقة الهوية له، قبيل دخوله لقراءة وثيقة الموافقة المستنيرة والاستماع إلى استفساراته والرد عليها وطمأنته بمدى فعالية ومأمونية اللقاح.
أقرَّ "كمال" بالموافقة، لينتثل بعد ذلك إلى واحدة من العيادات الموجودة في المركز لمناظرة حالته وقياس درجة الحرارة والضغط، وبعد الاطمئنان عليهما أخبروه بالذهاب إلى المحطة الثالثة والأخيرة في المسار الخاص بالجرعة الأولى من اللقاحات وهيّ "غرفة التطعيمات".
وأشار المركز إلى توافر لقاحي "أسترازينيكيا" و"سينوفارم"، ويتم إعطاء المواطن أيًا منها حسب حالته.
وهذا يوضحه الدكتور محمد حساني، مساعد وزيرة الصحة المصرية للمبادرات العامة، وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أن اللقاحين لهما نفس المأمونية، ولكن يفضل عدم إعطاء لقاح "أسترازينكيا" للمرضى الذين يحصلون على أدوية مثبطات المناعة، وبالتالي يراجع الطبيب داخل الوحدة الصحية حالة المواطن والأدوية التي يحصل عليها.
بعدما انتهى "كمال" من كل ذلك، شمّر ساعده إلى كتفه، وتم حقنه باللقاح أعلى ذراعه، لتبلغه الممرضة بموعد الجرعة الثانية والتشديد على حضوره، والتواصل إن شعر بأي أعراض جانبية.
وبحسب وزارة الصحة، فإن المواطنين الحاصلين على لقاح "سينوفارم" سوف يحصلون على الجرعة الثانية بعد 21 يوما، بينما يتلقى الحاصلون على لقاح "استرازنيكا" جرعتهم الثانية بعد مرور 12 أسبوعًا.
طمأنة وإقناع
في نفس سامي عبدالرحمن الكثير من الشكوك بشأن فعالية لقاح "أسترازينيكا" مع كبار السن، خاصة أنه قرأ الكثير من التقارير الصحفية على مواقع الإنترنت على مدار الأيام الماضية بشأن ذلك "عندي 72 سنة، وبيقولوا إنه مش فعال للأعمار أكثر من 65 سنة، وخايف مستفدش بيه".
لكن الدكتورة آمال عبدالله، منسق دراسة لقاح كورونا، حاولت إقناعه بفعالية اللقاح وموافقة هيئة الدواء على استخدامه في مصر، بجانب عدم تسجيل أعراض جانبية له منذ إنتاجه، ليرحب بعد دقائق بالحصول عليه "طب يالا مفيش مشكلة".
وأمس، شددت منظمة الصحة العالمية، على أن لقاح استرازينيكا، ما زال ناجحًا مع كبار السن فوق الـ65 عامًا، بعد شكوك أوروبية في جدواه.
في غضون انتقال "عبدالرحمن" إلى غرفة التطعيم، قال لمصراوي: "في كل الأحوال الحصول على لقاح أفضل من لا شيئ، وسأحصل عليه.. نتمنى أن تكون هذه التقارير خاطئة".
وناشد كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بضرورة الإسراع في تسجيل بياناتهم والحصول على اللقاح: "الرسالة لكبار السن:هذا أمر مهم جدا، التطعيم يحمي الشخص والمجتمع المحيط به من الإصابة، ووزارة الصحة لن تعمل ضد الشعب بالتأكيد، بل يهمها صحة وسلامة الناس".
ترتيب الأولويات
الأمر ليس عشوائيًّا في تحديد الفئات المستحقة للتطعيم بلقاح كورونا هذه الأونة، وفق ما قال المهندس أحمد مصباح، عضو المكتب الفني لمستشار وزيرة الصحة لنظم المعلومات.
وأوضح "مصباح" أن الموقع الإليكتروني يقوم بترتيب أولويات الحصول على اللقاح مِن بين مَن سجلوا بياناتهم خلال الأيام الماضية، وفقًا للأمراض المزمنة والسن.
وسجل نحو 153 ألف مواطن بياناتهم على الموقع الإلكتروني منذ إطلاقه أول الأسبوع الجاري وحتى الآن، بحسب بيانات وزارة الصحة.
وقال "مصباح" إن هناك 3 وسائل لتسجيل البيانات: عبر الموقع الإليكتروني، أو الخط الساخن "15335" أو التوجه لأقرب منشأة صحية لمن لا يستطيع التسجيل على الموقع.
وتنتظر وزارة الصحة الحصول على "كميات كبيرة" من لقاحات كورونا، للمضي قدمًا في تطعيم الكثير من الفئات والتوسع في حملة التطعيمات.
وأوضح الدكتور محمد حساني أن الوزارة بصدد تسلم شحنة جديدة من لقاح سينوفارم الصيني تقدر بـ 300 ألف جرعة هدية من الحكومة الصينية، ففضلًا عن التوريدات المتتابعة للشحنات التي تصل من منظمة "جافي" لمصر من لقاح أسترازينكيا، والتي تبلغ 8.6 مليون جرعة، على مدار مارس الجاري.
فيديو قد يعجبك: