سد النهضة| خبراء يكشفون موقف واشنطن في الأزمة: أقرب لإثيوبيا
كتب- أحمد مسعد:
أعلنت مصر الثلاثاء الماضي، عدم إحراز أي تقدم في مفاوضات سد النهضة التي احتضنتها العاصمة الكونغولية كينشاسا، يوميّ 4 و5 أبريل الجاري، بالإضافة إلى عدم التوصل إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات، ما أثار حالة من الترقب الشديد على جميع الأصعدة سواء الإقليمية أو الدولية بشأن السيناريوهات والخطوات المقبلة التي قد تتخذها كل من مصر والسودان.
يأتي هذا عقب تصريحات من الجانبين المصري والسوداني، حول ضرورة التنسيق فيما بينهما، للخروج من الأزمة بشكل عادل ومتوازن للجميع، خاصة بعد أن طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بالمحافظة على الحقوق المائية للدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا).
"الولايات المتحدة الأمريكية ليست جادة".. بهذه العبارة استهل الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حديثه حول الموقف الأمريكي من التفاوض، قائلاً: "أمريكا دعمت فكرة استمرار التفاوض تحت مظلة الاتحاد الأفريقي وجميعنا نعلم أن التفاوض تحت رعاية هذا الاتحاد لن تؤتي بثمارها، وبالتالي استطيع أن أجزم أن موقف واشنطن منحاز لإثيوبيا".
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن استئناف المفاوضات من خلال أجندة جديدة تطرحها الولايات المتحدة الأمريكية مجرد عبث لضيق الوقت، وبالفعل توجد وثيقة وقعت في واشنطن عام 2019، يمكن تعديلها أو إضافة مقترحات عليها، لافتًا إلى أن المضي في أجندة جديدة أمر غير مقبول.
ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة هو مجرد شكل جديد من أشكال إهدار الوقت، مضيفًا: "الوضع في غاية الصعوبة، والرهان على مدى قدراتنا الدبلوماسية والعسكرية".
وبحث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ملف أزمة سد النهضة الأربعاء الماضي، مع وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونن، حسبما ذكرت فضائية "العربية".
وقال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتجية، إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية غير واضح نتيجة للتصريحات الصادرة عن المسؤولين، الذين أكدوا ضرورة الحث على إيقاف الملء الثاني للسد حتى التوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن واشنطن أعلنت في الوقت نفسه دعمها لرعاية الاتحاد الأفريقي، رغم أن هذا المسار فشل فعليًا العام الماضي ووصل إلى طريق مسدود.
وطرح رسلان لـ"مصراوي" سؤالًا مفاده هل هذا الموقف الأمريكي جاد وحازم وسيتم إلزام إثيوبيا به؟، أم أنه من نوعية المواقف المراوغة؟، كما حدث في مفاوضات واشنطن العام الماضي، التي أدارها وزير الخزانة الأمريكي بكفاءه عالية، في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية بومبيو يخربها من ناحية أخرى.
وقال مستشار مركز الأهرام إنه في حالة تعلية القطاع الأوسط من السد، يعني ذلك دخول الملء الثاني حيز التنفيذ، وقتها على مصر إيقاف إثيوبيا عن ذلك بالقوة مهما كانت التكلفة، وبغض النظر عن أي ظروف أو تقديرات، موضحًا أن الملء الثاني يعني اكتساب السد الحصانة والحماية، ومن ثم امتلاك إثيوبيا النيل الأزرق فعليًا.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مصالح مشتركة مع الدول الثلاث، ولذلك نرى أن التصريحات الثابتة هي ضرورة استمرار الحوار والمفاوضات.
وأشار رسلان لـ"مصراوي"، إلى خطورة بقاء الوضع على ما هو عليه، واستمرار التفاوض من أجل التفاوض، ونفاذ صبر دولتي المصب، لأن الجميع سيدفع الثمن.
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الولايات المتحدة الأمريكية إذا رغبت في حل النزاع أو على الأقل تمهيد الاتفاق، فعلت ذلك لإنها تمتلك أدوات الضغط على كافة الأطراف، ولكن الحقيقة تقول إن الولايات المتحدة الأمريكية لاتهتم كثيرًا بالأمر، موضحًا أن المبعوث الذي أرسل من قبل في إشارة "لدونلد بوث" لم يكن على مستوى الحدث، وآخر محاولات كانت في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
وأضاف شراقي في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن مازال هناك فرص حقيقية للتفاوض على الرغم من التعنت الإثيوبي وهو متوقع حدوثه نتيجة اتصالات سياسية تتم بين رئيس الكونغو الديمقراطية والرؤساء الثلاثة، على أن يتم التقارب بين الأطراف الثلاث بالاعتراف بدور الوساطة الرباعية تحت مسمى مستشارين أو مراقبين لكن يكون لهم كلمة أو توصية كأحد الفرص المتاحة.
وأشار أستاذ الموارد المائية، إلى أنه من المتوقع أن تهدأ نبرة إثيوبيا الأيام المقبلة، أو على أقل تقدير لا تخزن الكمية المتوقعة المقدرة بـ13.5 مليار جنيه، على أقصى تقدير يكون النصف، ما يقلل من قيمة التخزين لدى دولتي المصب من جهة ويعطي إثيوبيا فرصة توليد الكهرباء المحدود من أجل الانتخابات الإثيوبية المتوقع إجرائها.
فيديو قد يعجبك: