نائب سوهاجي يتهم مسؤولي الصحة بالتسبب في زيادة إصابات ووفيات كورونا: أعلنوا بيانات حقيقية
كتب- نشأت علي:
سيطرت أزمة تفشي فيروس كورونا وتدهور الأوضاع في محافظة سوهاج على مناقشات موازنة قطاع الصحة في اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، اليوم الأربعاء.
قال النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان: "نقدر جهود الدولة لمواجهة الأزمة، مجهود كبير ودور مقدر وبالقياس لدول كثيرة وضعنا أفضل؛ لكن لمواجهة الأزمة لا بد من تحديد حجمها الحقيقي".
وأضاف سالم: "أنا من سوهاج وكلكم متابعين ما يحدث على الأرض، ونشعر بما يواجهه المواطنون"، مشيرًا إلى زيادة عدد الحالات ونسب الوفيات.
وتابع النائب: "أتلقى عشرات التليفونات لمساعدة الناس في الوصول إلى جهاز تنفس أو أكسجين أو غرف عناية مركزة، ثم يطلع قيادات الصحة والجامعة ببيانات غير حقيقية ويقولون إن الأزمة ليست كذلك".
واتهم سالم المسؤولين في وزارة الصحة بالتسبب في زيادة نسب الإصابات والوفيات، وقال "الناس استهانت، هؤلاء تسببوا في زيادة الإصابات والوفيات"، وتساءل مستنكرًا: "هل الذي يقول الإصابات تقل يأخذ جائزة؟".
وتابع وكيل لجنة الخطة والموازنة: "لابد أن نقول حجم الأزمة الحقيقي للتعامل معه، لو لا توجد أزمة ما الذي جعل الوزارة توجه ٤٠ طبيبًا إلى سوهاج؟ لماذا توجه أسرَّة وأجهزة تنفس؟ لا بد من إعلان بيانات حقيقية".
وأوضح سالم تراجع الالتزام بالإجراءات في المستشفيات، قائلًا إنه في بداية الأزمة كنا نرى إجراءات شديدة وممرات آمنة وعزل أطباء، وهذا لا نلمسه الآن، وتوجد شكوى من المواطنين والأطباء، مؤكدًا وفاة ستة أطباء في عشرة أيام في سوهاج.
وتابع وكيل "خطة النواب": الإجراءات تراجعت عما كانت عليه، بما في ذلك إجراءات التعامل مع الوفاة من غسل وتكفين ودفن، قائلًا: "الناس تدخل تاخذ المريض وتدفن وتقيم سرادقات عزاء".
ونوه سالم بنقص الأسرَّة في سوهاج، ورغم الإعلان عن زيادتها فإنها لا تكفي احتياجات المواطنين بالمحافظة في ظل تفشي الوباء، والتي لا تمثل ٣٥% من احتياجات المحافظة، وسط عجز الأطباء والتمريض.
وأشار وكيل "خطة النواب" إلى وجود ٦٥ جهاز تنفس صناعي في محافظة تعداد سكانها ٥ ملايين ونصف مليون.
ولفت سالم إلى توفير ٩٥ مليون جنيه من المحافظة لتوريد الاحتياجات اللازمة للمستشفيات من أسرّة وغرف عناية مركزة وأجهزة تنفس، قائلًا: "حتى الآن لم يتم التفاعل مع هذا المبلغ وتم مخاطبة المسؤولين، متى نورد الاحتياجات الفعلية، عندما تنتهي الأزمة أم ينتهي الناس؟".
وتساءل سالم: "لماذا لا نورد الاحتياجات، والفلوس عندك، منتظر إيه؟"، مطالبًا بتحديد المسؤولين عن تأخير توريد الاحتياجات الفعلية لسوهاج الموردة من برنامج تنمية الصعيد ومبادرة البنك المركزي، قائلًا إن بيانات وزارة الصحة تقول محتاجين ٥٣٦ سرير رعاية، وما وصل حتى الآن هو ١٧١ سريرًا و٦٥ جهاز تنفس فقط.
وشن وكيل اللجنة النائب ياسر عمر، هجومًا على مساعد وزير الصحة والسكان للشؤون العلاجية، مصطفى غنيمة، قائلًا: "أكلمه على مريض غلبان حرارته ٤٠، وغالبًا كورونا، يقول لي هو كل واحد يكح ويسخن يبقى كورونا"، مضيفًا: "مصطفى غنيمة طالع في الإعلام يقول الأسرّة فيها إشغال ٦٠% ورعاية ٤٠%، بيضحك على مين؟ مش هيضحك علينا، سوهاج بايظة وقنا بايظة وأسيوط بايظة، الصعيد كله بايظ، هذا لا يصلح يكون مساعد".
ورد رئيس قطاع الطب العلاجي، محسن طه، على انتقادات وكيلَي اللجنة، مشيرًا إلى إيفاد لجنة في سوهاج تقيم الوضع وأسرّة العناية والإمكانات.
وقال طه: "ليس كل سرير عناية معه جهاز تنفس، توجد أجهزة أخرى، لمّا أوفدنا اللجنة زوّدنا عناية مركزة ومتوسطة.. زودنا عناية القلب والتأمين الصحي ومستشفى الهلال، وسنسحب أعمال من الشركات المتقاعسة، ونوجهها إلى أخرى".
وأشار رئيس قطاع الطب العلاجي إلى العمل على استغلال مراكز الأمومة وتحويلها إلى أماكن عزل وضخ أطباء وتمريض بها، قائلًا: "ما أقدرش أعمل رعاية في أي حتة".
وردًّا على عدم توريد الاحتياجات من المخصصات التي أرسلتها المحافظة، قال طه: أرسلنا إلى هيئة الشراء الموحد.
وقاطعه مصطفى سالم، قائلًا: "بعد الزيادات الحالية لا تمثل ٣٠% من الاحتياجات، وفرت ١٧١ سريرًا من ٥٣٦".
وتساءل سالم: "هل معقول مسدد مبالغ من شهور في محافظة الناس بتموت فيها، مسدد ٣٢ ونصف، و٣٠، ومبلغ آخر جاهز.. عندك ٩٥ مليون متوفرة من فلوس المحافظة ولا تورد احتياجات!".
وعقَّب مساعد وزيرة الصحة: "نلزم هيئة الشراء بالتوريد في أسرع وقت".
وطالب سالم بإعداد جدول زمني لتوريد الأجهزة، قائلًا: "ماحدش رد على أهم نقطة لإدارة الأزمة في سوهاج خلال الأسابيع الماضية"، متسائلًا عن حساب المقصرين والمتسببين في تفشي الإصابات، فقال مساعد وزير الصحة: "حاسبنا طبعًا".
فيديو قد يعجبك: