إعلان

من "الكوبري" حتى "السادات".. تطوير ميدان التحرير وأبرز مسمياته- صور

04:04 م السبت 03 أبريل 2021

ميدان التحرير

كتب- القاهرة و أ ش أ:

شهد ميدان التحرير أول عملية تطوير شاملة له، ليحاكي أشهر ميادين العالم، وهو ما يليق بميدان له مثل هذه الأهمية التاريخية العظيمة، بفضل العديد من الأحداث التي شهدها.

نقل المومياوات الملكية

يأتي نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مقرها النهائي بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، كأبرز حدث تشهده مصر والعالم، والذي سينطلق مساء اليوم السبت.

السيسي: مصر تشهد نقلة حضارية وثقافية كبيرة

يأتي مشروع تطوير ميدان التحرير، تأكيدًا لما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤخرًا، من أن مصر ستشهد نقلة حضارية وثقافية كبيرة، حيث أولى الرئيس السيسي، منذ تسلمه مقاليد الحكم، اهتمامًا خاصًّا بالآثار والتراث، جعلت مصر محط أنظار العالم، فوجَّه بصيانة وترميم ثروة وكنوز مصر التراثية والأثرية والحفاظ عليها، باعتبارها إرثًا للحضارة الإنسانية جمعاء.

ميدان التحرير تحول إلى متحف مفتوح

وأصبح ميدان التحرير، عقب أعمال التطوير، مزارًا ضمن المزارات الأثرية والسياحية التي تحظى بها مصر، حيث تحول إلى متحف مفتوح بعد تثبيت مسلة الملك رمسيس الثاني وسط الميدان، والمنقولة من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية، والتي يبلغ ارتفاعها نحو 19 مترًا، ووزنها نحو 90 طنًّا؛ وهي منحوتة من حجر الجرانيت الوردي، وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثاني واقفًا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة له، ويحيط المسلة 4 كباش تم نقلها من الفناء الأول خلف الصرح الأول بمعبد الكرنك بالأقصر، ونافورة ثلاثة مستويات مدرجة، مع الحرص على عدم تشغيل مضخات عالية؛ لعدم التأثير على القطع الأثرية، بسبب بخار ورذاذ المياه، وحولها النباتات وأشجار الزيتون.

كما تم طلاء العقارات التراثية المطلة على ميدان التحرير؛ لتظهر بشكل موحد، يحافظ على الطراز المعماري الذي تشتهر به، ووضع منظومة إنارة على أعلى مستوى؛ لإنارة كل جزء بالميدان، ليشمل كل المباني الموجودة؛ بما فيها المتحف والمجمع والعقارات، نفذتها شركة الصوت والضوء، وتمت زراعة الميدان بالكامل بأشجار نخيل وزيتون ونباتات بردي وخروب وشجر جميز وشجر مخيط وسنط.

تاريخ ميدان التحرير

وقالت الباحثة الأثرية نادية عبد الفتاح، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، متحدثة عن تاريخ ميدان التحرير: "إن أرض ميدان التحرير كانت من طرح النيل، والتي استجدت في العصر المملوكي، ولذا كان يغلب عليها الاستغلال الزراعي والحيواني، وكان اسمها آنذاك (زريبة قوصون)، نسبة إلى الأمير قوصون، أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، واستمرت الحال على ذلك حتى القرن الـ19م، حينما أُنشئ في هذه المنطقة بعض القصور، وذلك بسبب قرب الميدان الشديد من مدينة القاهرة التي أخذت في التوسع نحو الغرب، حينما أنشأ الخديو إسماعيل حي الإسماعيلية، الذي كان يمتد من هذا المكان حتى ميدان الأوبرا".

وأوضحت عبد الفتاح أن العامل الحاسم في بلورة هذا الميدان وظهوره هو افتتاح كوبري قصر النيل عام 1872م، وهو أول كوبري يربط مدينة القاهرة بالجيزة، ثم بالضفة الغربية للنيل.

مسميات الميدان.. من "الكوبري" حتى "السادات"

وأضافت الباحثة الأثرية أنه تعاقب على هذا الميدان عدة مسميات؛ هي: (ميدان الكوبري، ميدان قصر النيل، ميدان الإسماعيلية، ميدان الخديوي إسماعيل (يونيو1933)، ميدان الحرية (أغسطس 1952)، ميدان التحرير (سبتمبر 1954)، وميدان أنور السادات (أكتوبر 1982)، وذلك بعد واقعة استشهاد الرئيس الأسبق أنور السادات، في 6 أكتوبر 1981، إلا أن هذه التسمية لم يستعملها أحد.

ووصفت الباحثة الأثرية ميدان التحرير، حيث يقع في الجانب الشمالي منه المتحف المصري، والذي كان أرضًا زراعية في بادئ الأمر، ووضع حجر أساسه الخديو عباس حلمي الثاني، وذلك في عام 1897، أما الجانب الشرقي من ميدان التحرير أيضًا فكان أرضًا زراعية تم تقسيمها في عهد الخديو إسماعيل، في ما عرف بحي الإسماعيلية، وهو نفس التخطيط الحالي؛ حيث أقيمت به فيلات وعمارات حديثة على الطراز الأوروبي، كما كان غالبية سكانها من الأجانب، ومن أهم معالم هذا الجانب مبنى الجامعة الأمريكية.

شارع محمد محمود

وقالت الباحثة الأثرية: "إن شارع محمد محمود يشكل الحد الشمالي من ميدان التحرير حتى شارع يوسف الجندي، فقد جرى ببطء نزع الملكيات التي كانت تعترض شَقه؛ وهي حديقة مدرسىة الليسيه، وبذلك اتصل شارع القاصد بميدان الإسماعيلية ثم تغير اسمه إلى شارع محمد محمود باشا".

شارع الأمير قدادار

وأشارت عبد الفتاح إلى شارع الأمير قدادار، الذي يصل بين شارع التحرير وشارع محمد محمود باشا، والذي عُرف في منتصف القرن الـ19 بـ(شارع الصحافة)؛ بسبب وجود عمارتين كانتا بهما إدارات بعض المجلات والجرائد، لا تزالان حاليًّا موجودتَين، وهما العمارة الأولى، هي رقم 2 ناصية شارع التحرير، وكان بها مجلة "الرقيب"، و"روزاليوسف"، و"مصر الحرة"، و"الربيع"، ومجلة "آخر ساعة".

وأضافت الباحثة الأثرية أن العمارة الثانية، هي رقم 9، وتقع بين شارع محمد محمود وشارع منشأة الفاضل، وكان فيها "دار الهلال" ومجلاتها، وهي (أبو الهول، الأحوال، الجمهور، ومجلة الصباح)، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى المطربة صباح؛ لأن أول تحقيق صحفي مصور عنها نشر فيها.

وعن الجانب الجنوبي من ميدان التحرير، أوضحت الباحثة الأثرية أنه كان به ثلاث مبانٍ منفصلة تطل مباشرة على الميدان، وهي من الشرق إلى الغرب (سراي الإسماعيلية) نسبة إلى الخديو إسماعيل عام 1868، ثم سكنها الأمير حسين كامل باشا.. وفي عام 1885، اتخذت مقرًّا للمعتمد العلي العثماني حتى عام 1909، ومكانها الحالي شارع قصر العيني.. وفي عام 1909، بدأ في هدمها ولكن توقف، وفي عام 1924، اتخذ منها مخزنًا لمصلحة المساحة، ثم تم هدمها نهاية 1938، وأخذ نصف مساحتها الشمالية لتوسعة ميدان الخديو إسماعيل (التحرير).

مجمع التحرير

وتابعت عبد الفتاح بأنه "في عام 1951 بنى على نصف مساحتها الجنوبي مجمع التحرير الحالي، والذي يتكون من 14 طابقًا، وكل طابق يتكون من 100 حجرة، وكان من المقرر أن يفتتحه الملك فاروق بعد عودته من مصيف الإسكندرية أواخر عام 1952".

مسجد عمر مكرم وأصل تسميته

وأوضحت الباحثة الأثرية أن الجانب الجنوبي من ميدان التحرير يضم كذلك مسجد عمر مكرم، وأصله كان يسمى مسجد (الشيخ العبيط)، نسبة إلى الشيخ محمد عبيط، المدفون به، والذي كان يعيش في زمن محمد علي باشا الكبير، والذي كان يدسه في وسط خصومه ثم يسأله عنهم، لافتةً إلى أنه في عام 1868 جدده الخديو إسماعيل، ثم أدخله ضمن سراي الإسماعيلية، وقد هدم المسجد عام 1954، وكلفت وزارة الأوقاف المهندس الإيطالي ماريو روسي، بوضع تصميم مسجد جديد مكان المسجد القديم، وسمي بعمر مكرم، وافتتح للصلاة 1956 وأقيمت به قاعتان للمناسبات.

مبنى "الخارجية"

وبالنسبة إلى مبنى وزارة الخارجية، قالت الباحثة الأثرية إنه "صممه المعماري الإيطالي أنتوني لاشياك، خصيصًا للأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل، ثم شغلته محكمة الاستئناف بين عامي 1898 حتى 1910.. وفي عام 1934، اشترته الأميرة نعمة الله، أرملة الأمير كمال الدين حسين؛ ليكون مقرًا لوزارة الخارجية، والذي لا يزال تابعاً لها".

ميدان التحرير ومدرسة الحربية

وفي ما يخص الجانب الغربي لميدان التحرير، أوضحت عبد الفتاح أنه كان يشغله أحد القصور الشهيرة، والذي أنشأه محمد علي باشا الكبير لابنته نازلي هانم، ثم اشتراه منها الوالي محمد سعيد باشا وهدمه، وبدأ عام 1853 في إنشاء ثكنات عسكرية مكانه، ثم تم بناؤه عام 1863 في عهد الخديو إسماعيل، ليكون مقرًّا لنظارة الحربية ومدرسة للحربية وقيادة للجيش المصري.

وأضافت الباحثة الأثرية أنه بعد الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882، اتخذها الإنجليز ثكنات للجيش البريطاني، وكان يتبع هذه الثكنات فناءان؛ الأول بالجهة الغربية يطل على النيل، والثاني في الجهة الشرقية يطل على ميدان التحرير، وكان الإنجليز يستعملون هذين الفناءين للتدريبات العسكرية وكمطار عسكري للطائرات، ورغم توقيع معاهدة 1936، التي نصت على انسحاب الإنجليز إلى منطقة السويس، فإنه بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية استمر وجود القوات الإنجليزية بها طوال فترة الحرب العالمية الثانية، حتى جلت عنها في عام 1947.

وبالنسبة إلى وسط ميدان التحرير، أكدت الباحثة الأثرية نادية عبد الفتاح، أنه في أواخر عصر الملك فؤاد أُنشئت في وسط الميدان جزيرة مستديرة مزروعة بالحشائش، وفي أواخر عهد الملك فاروق جرى توسيعها وأُقيم في وسطها قاعدة تمثال للخديو إسماعيل، ووجهه متجه نحو كوبري الخديو إسماعيل، وفي عام 1997 أعيد إنشاء الجزيرة السابقة؛ ولكن بمساحة أكبر؛ نظرًا لتلفها أثناء تنفيذ مشروع مترو الأنفاق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان