لماذا ترفض إثيوبيا الوساطة الدولية؟ خبراء يكشفون السبب
كتب- أحمد مسعد:
أعلنت مصر الثلاثاء الماضي، عدم إحراز تقدم في مفاوضات سد النهضة التي احتضنتها العاصمة الكونغولية كينشاسا، يوميّ 4 و5 أبريل، وعدم الوصول إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات وهو ما أثار حالة من الترقب الشديد على جميع الأصعدة سواء الإقليمية أو الدولية بشأن السيناريوهات والخطوات القادمة التي قد تتخذها كل من مصر والسودان.
"إثيوبيا لا تريد حلول".. بهذه العبارة استهل الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، حديثه قائلاً: "أديس أبابا ترفض الوساطة الدولية أو وجود خبراء دوليين لعدة أسباب أولها طرح حلول وسط وهو ما سينهي النزاع من أول جلسة"، بالإضافة إلى أن أي مشاركة سوف تضمن لدول المصب عدم التأثر بعمليات الملء أو التشغيل، طبقاً لمبدأ لا ضرر ولا ضرار.
وقال "شراقي"، لمصراوي، إن السبب الثاني يعود إلى تقرير اللجنة الاستشارية الذي لجأت إليه الدول الثلاث في 2013 عبر المكاتب الاستشارية والذي انتهي إلى وجود أضرار جسيمة على مصر والسودان أبرزها نقص المياه والآثار البيئية بخلاف الشكوى من عدم توافر المعلومات حول سلامة إنشاءات السد، لافتاً إلى أن أثيوبيا ترغب في استمرار التفاوض بين الأطراف الثلاثة حتى الأنتهاء من عملية الملء.
وأوضح خبير الموارد المائية، أن أديس أبابا انسحبت مرتين من الوساطة الدولية، الأولى في 2014 بتشكيل لجنة ثلاثية من الدول الثلاث، والثانية برعاية أمريكية عام 2019، بعد توقيع القاهرة على وثيقة واشنطن.
وأشار شراقي، إلى أن الطرف الدولي ليس له مصلحة وسوف يكون له ثقة من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، وهو ما تسعى أثيوبيا للتهرب منه، مضيفًا أن تقبل أديس أبابا للاتحاد الأفريقي يرجع لعمق العلاقات مع عدد من الدول الأفريقية، بالإضافة إلى افتقاد الاتحاد الأفريقي لوسائل الضغط المؤثر علي قرارات إثيوبيا.
من جانبه قال الدكتور هاني رسلان؛ مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية؛ إن إثيوبيا ترفض أي نوع من الوساطة الدولية في قضية سد النهضة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي بالإضافة إلى روسيا عرضوا قبول الوساطة، لكن أديس أبابا تتمسك بالرفض وتدعي أن السد على أراضي إثيوبية ولا يحق لأحد التدخل وعليكم تقبل الأمر الواقع.
وأضاف "رسلان"، لمصراوي، أن إثيوبيا لا تريد تدويل القضية ليظل لديهم الفيتو في المفاوضات؛ موضحا أنه في واشنطن خلال المفاوضات تم التوصل إلى اتفاق بنسبة 90% وتبقى آلية الملء في فترات الجفاف و آلية فض المنازعات وهو ما لم نتوصل لاتفاق فيه"، لافتًا إلى أن المفاوضون الإثيوبيين يبحثون أمور عديدة ثم يتعنتوا لإفشال المفاوضات.
وأشار مستشار مركز الأهرام، إلى أن آلية فض المنازعات أمر مهم لأننا سوف نختلف بالتأكيد؛ هم يريدون أن تكون هناك لجنة من الدول الثلاث لحل الخلافات وإذا فشلت فليذهب الأمر إلى الوزراء وإذا فشلوا يتدخل الرؤساء وفي حال الفشل تظل الأمور كما هي"، مؤكداً أن أديس أبابا ترغب في السيطرة علي النيل الأزرق.
وكانت وفود من الدول الثلاث، اجتمعت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أملاً في كسر جمود المفاوضات والوصول الى اتفاق ملزم يراعي مصلحة كافة الأطراف. ووفقا للخارجية المصرية فإن التطورات الأخيرة قد كشفت مجددًا عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية.
وقال الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، إن نوايا أثيوبيا واضحة وتعلنها أمام الجميع ضاربة بكل المعهدات الدولية والأعراف عرض الحائط، مستندة على الظروف المشتعلة للمنطقة بأكملها، مشيرًا إلى أن رفض المقترحات التي سوف يعرضها الوسيط الدولي سوف يضعها في حرج خصوصًا وأن الوساطات الدولية لن تخرج عن الدول الكبرى، والحكومة الإثيوبية لا ترغب في مواجهة مع الدول الكبرى.
ولفت "القوصي"، لمصراوي، إلى خطورة بقاء الوضع على ما هو عليه، واستمرار التفاوض من أجل التفاوض ونفاذ صبر دولتي المصب، لأن الجميع سوف يدفع الثمن.
الجدير بالذكر أنه منذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان مع إثيوبيا من أجل الوصول إلى اتّفاق ملزم حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، وتخشى القاهرة والخرطوم من آثاره عليهما. وفي نهاية المطاف انتهت أحدث جولة مفاوضات في كينشاسا، يومي الرابع والخامس من أبريل دون تحقيق تقدم.
فيديو قد يعجبك: