بعد قفزة الإصابات.. متى تصل مصر لذروة كورونا الثالثة؟
كتب- أحمد جمعة:
توقع مسؤولون وخبراء أن تصل مصر إلى ذروة الموجة الثالثة من جائحة كورونا في غضون أسبوعين، بعد الزيادة الملحوظة في أعداد الإصابات خلال الأيام الماضية، ما دفع الحكومة للتشديد على فرض الإجراءات الاحترازية.
وتجاوزت محافظات الجمهورية تسجيل ألف إصابة يومية بـ"كوفيد-19" خلال الأيام الماضية، فيما أعلنت وزارة الصحة أمس، تسجيل 1021 حالة إيجابية جديدة، رفعت العدد الإجمالي للمرضى إلى 227552. كما أعلنت الوزارة وفاة 61 حالة، ليصل مجموع ضحايا الوباء إلى 13339.
وهذه الأعداد هي التي تسجلها وزارة الصحة فقط، فيما يلجأ كثير من المصريين إلى المستشفيات والعيادات الخاصة لتشخيص حالاتهم ولا يُسجل هؤلاء ضمن الإحصاء الرسمي.
وشهد المنحى الوبائي لمصر زيادة تدريجية وتصاعدا مستمرا في أعداد إصابات كورونا منذ مطلع مارس الماضي حتى الآن، بينما تتذبذب أعداد الوفيات بين 45 و60 حالة يومياً.
الوباء في الصعيد
قال الدكتور محمد عبد الفتاح، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بوزارة الصحة، في تصريحات لمصراوي، إن هناك زيادة طفيفة في أعداد الإصابات التي نسجلها رسمياً في عدة محافظات على مستوى الجمهورية، وخاصة في محافظات الصعيد، لكن النظام الصحي لا يزال قادرًا على التعامل مع كافة الحالات.
وأضاف "عبدالفتاح" أن "أعداد الإصابات في الصعيد على وجه التحديد ليست منخفضة، لكننا بصدد السيطرة على الوضع هناك".
كانت وزيرة الصحة هالة زايد قالت إن معدل الإصابات الأسبوعية، التي تم تسجيلها خلال الأسبوع الوبائي الحالي ارتفع إلى 5845 حالة أسبوعية، مقارنة بـ1248 حالة في نفس هذا الأسبوع الوبائي من العام الماضي، أي بزيادة 5 أضعاف تقريباً.
وأشارت إلى أن محافظات: القاهرة، والجيزة، والمنيا، والفيوم، وسوهاج هي أعلى 5 محافظات فيما يتعلق بأعداد الإصابات.
الذروة في العيد
ولم يجزم رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بموعد الوصول إلى ذروة الموجة الثالثة للوباء، لكنه أشار إلى أننا سنعرف ذلك عندما يعود المنحنى للانخفاض من جديد، ويستمر في ذلك لمدة أسبوعين.
لكن، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إسلام عنان، توقع أن نصل إلى ذرورة الموجة الحالية خلال 10 إلى 14 يومًا على الأكثر، في ظل الارتفاع المطرد لأعداد الحالات.
وهذا ما ذهب إليه مصدر طبي، موضحا أن ذروة الموجة الثالثة ستكون في منتصف مايو المقبل، أي خلال إجازة عيد الفطر المبارك.
وعاد عنان للقول في تصريحات لمصراوي، إن الموجة الحالية من المفترض أن تنكسر بشكل كبير خلال 6 أسابيع ليعود المنحنى الوبائي إلى استقراره النسبي ويقل الضغط على المستشفيات والنظام الصحي بشكل عام.
وشدد على أن الموجة الثالثة لكورونا أكثر انتشارًا بين كافة الفئات بالمقارنة بالموجتين الأولى والثانية، مرجعًا ذلك إلى التحورات التي شهدها فيروس كورونا عالمياً.
وأضاف أن المستشفيات المخصصة لاستقبال حالات كورونا شهدت زيادة في الإقبال مؤخرًا، وبدأت تزداد الإصابات لدى صغار السن والأطفال بسبب الانتشار الكبير للفيروس، في ظل تراجع معدلات التلقيح باللقاح في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
الحل في مواجهة زيادة إصابات كورونا من وجهة نظر "عبدالفتاح" و"عنان" يتمثل في تشديد الإجراءات الاحترازية، وضرورة التزام المواطنين بالتباعد الاجتماعي وإجراءات الصحة العامة، والتمسك بتطبيق القانون على المخالفين وإعادة فرض الغرامات، وكذلك مراقبة عمل المقاهي والمطاعم والأسواق وأماكن التنزه.
وقال مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة إنه "تم تعزيز المستشفيات منذ الموجة الأولى ولا توجد مشكلة في استقبال الحالات، لكن الوقاية خير من العلاج ويجب التأكيد على ذلك، فالضوابط الاحترازية فرض على كافة أفراد المجتمع في ظل رصد تجمعات غير مبررة والتواجد في الأسواق بما يهدد بنشر أكبر للعدوى".
وأضاف أن "الالتزام بضوابط التباعد الاجتماعي وإجراءات الصحة العامة يقينا من زيادة الحالات".
أما أستاذ اقتصاديات الصحة فأكد على ضرورة أن تكون رسائل التوعية التي توجهها الحكومة إلى المواطنين أكثر حدة، ونشر حملات توعية بين المواطنين، والتمسك بفرض الغرامات خاصة على من لا يرتدي الكمامة.
فيديو قد يعجبك: