"قرارات لها تداعيات على الشعوب".. ماذا يعني بيان الخارجية الأمريكية بشأن سد النهضة؟ خبيران يوضحان
كتب- أحمد مسعد:
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، بيانًا حول نتائج زيارة مبعوثها الخاص للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، إلى مصر والسودان وإثيوبيا.
وقالت الخارجية الأمريكية: "القرن الأفريقي يمر بنقطة انعطاف، والقرارات التي ستتخذ في الأسابيع والأشهر المقبلة سيكون لها تداعيات كبيرة على شعوب المنطقة ومصالح الولايات المتحدة".
وحول سد النهضة، أكد فيلتمان التزامه بالعمل مع الشركاء الدوليين لإيجاد حل للقضايا الإقليمية المهمة، بما فيها الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي، والنزاع الحدودي بين الخرطوم وأديس أبابا، حتى لا يتم تقويض التقدم الذي تم إحرازه في السودان منذ اندلاع ثورة ديسمبر.
وأضاف البيان أن فيلتمان ناقش مع قادة مصر والسودان وإثيوبيا مخاوف السودان ومصر المائية حيال سد النهضة وسلامته والتوفيق بين احتياجات إثيوبيا التنموية ومصالح القاهرة والخرطوم.
كما تطرق البيان لمناقشات المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي مع قادة الدول الثلاث، حول استئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي على وجه السرعة، بناء على إعلان المبادئ الموقع عام 2015، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم السياسي والفني لتسهيل التوصل إلى نتيجة ناجحة للمفاوضات.
واختتم البيان بأن المبعوث الأممي سيعود إلى المنطقة مرة أخرى لمواصلة الجهود الدبلوماسية المكثفة لحل الخلافات في المنطقة نيابة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
من ناحيتهما علق خبيران في الموارد المائية، على بيان الخارجية الأمريكية بشأن سد النهضة.
الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، علق على البيان الأمريكي قائلًا إنه لم يأت بجديد، بل أنه جاء ناقصًا للعديد من الأمور المهمة الخاصة بأزمة السد، أبرزها عدم الحديث عن اتفاقية واشنطن التي وقعت في 2019 "كأن المفاوضات كانت تدار من خلال أشخاص وليست من خلال دولة ذات مؤسسة".
وأضاف في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن البيان الأمريكي تحدث عن تشجيع العودة للمفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وكأننا مازلنا في بداية المفاوضات، لافتًا إلى عدم توضيح أسباب فشل المفاوضات السابقة التي كانت تحت رعاية الاتحاد الأفريقي أيضًا، ولم يشير البيان إلى التعنت الإثيوبي الذي يحول دون الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد الأثيوبي.
ونوه وزير الري الأسبق، إلى عدم التطرق إلى طلب السودان بضرورة العمل على توفير الوساطة الدولية للتأكد من جدية التفاوض وعدم إهدار الوقت في مشكلات ليس لها علاقة بأزمة السد وإعلان المبادئ، مضيفًا: "البيان لم يتطرق إلى موقف مصر والسودان الرافضين للملء الثاني، كذلك الخطوات التي يفترض أن تتبع لحل الخلاف".
من ناحيته قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، إن تصريحات الخارجية الأمريكية تشبه تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته لقناة السويس، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها تخوفات من تعقد الملف وصعوبة التوصل لاتفاق.
وأضاف شراقي في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن البيان ينم على تحرك عسكري محتمل، رغم أن القرار العسكري لا يؤثر على مصر وإثيوبيا فقط، بل على منطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط كله، لافتًا إلى أن مساحة الدول الثلاث تقترب من 4 ملايين كيلومتر وهم 1/5 مساحة القارة الأفريقية.
ولفت إلى أن أي قرار عسكري يجب أن يكون من خلال القيادة السياسية بدون ضغوط شعبية، مؤكدًا أن القرار أحد أصعب القرارات التي يمكن أن يتخذها أي رئسي لما له من تبعات على الدول الثلاث.
وأشار شراقي، إلى ضرورة أن تعي أديس أبابا خطورة الموقف، وأن تدرك أن قبول الأمر الواقع مرفوض للقاهرة والخرطوم، مضيفًا: "البيان الأمريكي جاء مخيبًا للآمال".
اقرأ أيضًا..
قلق عميق وتداعيات كبيرة.. بيان أمريكي حول سد النهضة وتيجراي والقرن الإفريقي
فيديو قد يعجبك: