ارتباك في السدود السودانية.. خبير مائي يكشف الأسباب وعلاقة سد النهضة
كتب- أحمد مسعد:
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، خلال تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن استعدادات دولتَي مصر والسودان للتعامل مع آثار الملء الثاني لسد النهضة لا تعني الموافقة عليها.
وأضاف شراقي أن التخزين دون اتفاق يعني خروجًا على القانون والأعراف الدولية، وعلى مخرجات المفاوضات؛ خصوصًا القمة المصغرة التي عُقدت في يونيو 2020، وعلى إعلان مبادئ سد النهضة 2015، وتصبح الدولة في هذه الحالة مارقة، وبما أن إثيوبيا فعلت ذلك العام الماضي وخزنت خمسة مليارات دون اتفاق؛ فإنها تصبح كذلك حتى قبل التخزين الثاني.
ولفت أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة إلى خطورة الموقف السوداني؛ حيث يفرغ جزءا كبيرا من خزانات السدود قبل الفيضان بعدة أشهر استعدادًا للموسم الجديد، ثم يستعيد هذه الكمية أثناء الموسم، بالإضافة إلى حصته السنوية، موضحًا أن لولا وجود السد العالي لما أمكن استعادة المياه ثانية؛ لأنها كانت ستصب في البحر المتوسط، وفعل السودان ذلك الموسم الماضي كالمعتاد.
ونوه شراقي بأن إثيوبيا حجزت مياهًا الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو 2020، وكان سد الروصيرص به نحو 2 مليار متر مكعب فقط (كما في صورة مايو 2020)؛ مما أدى إلى انخفاض منسوب النيل الأزرق وخروج بعض محطات مياه الشرب عن الخدمة أكثر من أسبوع، موكدًا وجود مخزون المياه بسد الروصريص؛ لكي يستخدمها أثناء التخزين الثاني لسد النهضة (وهذا سلاح ذو حدين).
وأكد شراقي أن عدم اكتمال التخزين سوف يصبح مشكلة كبيرة تهدد سد الروصيرص أيضًا؛ لأنه يستقبل الفيضان الجديد، وهو شبه ممتلئ، ومن أجل ذلك وجب التنسيق والاتفاق مسبقًا على كميات التخزين وتوقيتها وتصريفها مرة أخرى، وهذا لم يتم حتى الآن؛ مما تسبب في حالة ارتباك للسدود السودانية.
فيديو قد يعجبك: