"أشهر التائبين".. الكنيسة تحتفل اليوم بعيد الأنبا موسى الأسود
كتب- مينا غالي:
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم؛ بعيد الأنبا موسى الأسود، أحد أهم القديسين التائبين في تاريخ الكنيسة القبطية، والذي يوافق ذكرى رحيله بعد غارة غادرة من "البربر" على دير البراموس الذي كان مترهّبًا فيه، إذ أعلن دير البراموس بوادي النطرون عن ترتيبات الاحتفال بعيد الأنبا موسى الأسود.
وقال دير السيدة العذراء مريم المعروف بـ "البراموس" بوادي النطرون، إنه تقتصر الاحتفالات من حيث صلوات العشية والقداس الإلهي على رهبان الدير فقط دون حضور شعبي.
ولد موسى الأسود، الذى اكتسب هذا اللقب نظرًا للون بشرته، في الفترة بين 330 و340م في بلاد النوبة بمصر، واشتهر بكونه ضخمًا طويل القامة ذا قوة بدنية هائلة، وكان في حياته الأولى عبدًا لقومٍ يعبدون الشمس جبارًا قويًا كثير الإفراط في الآكل وشرب الخمر يقتل ويسرق ويفعل الشر ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهه أو يعانده وكان في أكثر أوقاته يتطلع إلى الشمس ويخاطبها قائلا: "أيتها الشمس إن كنتِ أنتِ الإله فعرفيني، ثم يقول: "وأنت أيها الإله الذي لا أعرفه عرفني ذاتك".
ويذكر كتاب السنكسار الخاص بسير القديسين في الكنيسة، أنه سمع يومًا من يقول له إن رهبان وادى النطرون يعرفون الله فاذهب إليهم وهم يعرفونك، فقام لوقته وتقلد سيفه وأتى إلى البرية، فالتقى بالقديس إيسيذوروس القس، الذى حينما رآه خاف من منظره فطمأنه موسى قائلًا إنه إنما أتى إليهم ليعرّفوه الإله، فأتى به إلى القديس مقاريوس الكبير، وهذا وعظه ولقنه الأمانة وعمده وقبله راهبًا وأسكنه فى البرية فاندفع القديس موسى فى عبادات كثيرة تفوق عبادة كثيرين من القديسين، وكان الشيطان يقاتله بما كان فيه أولا من محبة الآكل والشرب وغير ذلك فيخبر القديس إيسيذوروس بذلك فكان يعزيه ويعلمه كيف يعمل ليتغلب علي حيل الشيطان ويروى عنه أنه كان إذا نام شيوخ الدير يمر بقلاليهم ويأخذ جرارهم ويملأها من الماء الذي كان يحضره من بئر بعيدة عن الدير وبعد سنين كثيرة فى الجهاد حسده الشيطان وضربه بقرحة في رجله أقعدته وطرحته مريضا.
وحينما علم أنها من حرب الشيطان ازداد فى نسكه وعبادته حتى صار جسده كخشبه محروقة فنظر الله إلى صبره وأبرأه من علته وزالت عنه الأوجاع وحلت عليه نعمة الله .
ثم بعد زمان اجتمع لديه خمسمائة أخ فصار أبا لهم وانتخبوه ليرسموه قسا.. ولما حضر أمام البطريرك لرسامته أراد أن يجربه فقال للشيوخ: "من ذا الذي أتي بهذا الأسود إلى هنا.. اطردوه "فأطاع وخرج وهو يقول لنفسه: "حسنا عملوا بك يا أسود اللون" غير أن البطريرك عاد فاستدعاه ورسمه ثم قال له: "يا موسى لقد صرت الآن كلك أبيض".
واتفق أن مضى مع الشيوخ إلى القديس مقاريوس الكبير فقال القديس مقاريوس: "أني أري فيكم واحدا له إكليل الشهادة " فأجابه القديس موسى لعلي أنا هو لأنه مكتوب: من قتل بالسيف فبالسيف يقتل "ولما عاد إلى ديره لم يلبث طويلا حتى هجم البربر على الدير.
فقال حينئذ للأخوة الذين كانوا عنده- بحسب السنكسار: "من شاء منكم أن يهرب فليهرب " فقالوا له: "وأنت يا أبانا لماذا لا تهرب ؟" فقال: " أنا أنتظر هذا اليوم منذ عدة سنين" ودخل البربر فقتلوه وسبعة أخوة كانوا معه غير أن أحد الأخوة اختفى وراء حصير.. فرأى ملاك الرب وبيده إكليل وهو واقف ينتظره فلم يلبث أن خرج مسرعا إلى البربر فقتلوه أيضا، يوم 24 بـؤونة من الشهر القبطي.
ويوجد جسد هذا القديس بدير القديسة العذراء "البرموس" بوادي النطرون حاليًا.
فيديو قد يعجبك: