لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مرصد الأزهر يقدم قراءة في ازدواجية تعامل تنظيم "داعش" الإرهابي مع الآثار

01:05 م الثلاثاء 27 يوليو 2021

مرصد الأزهر

كتب - محمود مصطفى:

قال مرصد الأزهر، إن المناطق العربية تحتوي على العديد من الحضارات العريقة التي تنتمي إلى عصور قديمة ومتنوعة، منها سوريا والعراق، تحمل فيهما الآثار صورة جمالية مشرقة ترجع لحقبات تاريخيَّة متنوعة، وتحتوي على قيم ثقافية ومعمارية لا مثيل لها، ومنها ما كان مدرج ضمن لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.

وتابع المرصد في بيان له، الثلاثاء، أنه حينما سيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على بعض مناطق دولتي العراق وسوريا اختلف تعامله الوحشي مع جميع الكائنات عن تعامله مع الآثار، وقام بتدمير جزء منها مثل قلعة "آشور" بمدينة "الشرقاط" العراقية، ومعبد "بل" في "تدمر" السورية، وبيع الجزء الآخر أو الاحتفاظ به لغايات عنده! مدعيًا أنَّ ما قام به هو أمر شرعي؛ مستندًا في فتواه إلى مفتي "داعش" الإرهاربي من أمثال شفاء نعمة المكنى بـ"أبو عبد الباري" الذي تمكنت السلطات العراقية من القبض عليه في 18 يناير 2020م، حيث أفتى التنظيم الإرهابي في غير إصدار له بوجوب تدمير الآثار على اعتبار أنها أوثان، ضاربًا بالمبادئ والقيم الإسلامية عرض الحائط، متسلحين بالجهل وقوة التدمير وسفك الدماء التي يدعون إليها ليل نهار وكأنها من الأمور العادية!ويستندون في هذا التوجه إلى فهم مغلوط لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بما يدعم مصالحهم الخبيثة.

وشدد الأزهر الشريف، على حرمة تدمير التراث الإنساني والحضاري، مؤكدًا أنَّ التدمير المتعمد للآثار الذي يقوم به تنظيم "داعش" الإرهابي ما هو إلا محاولاتٌ يائسة لطمس المعالم الحضارية والثقافية والتاريخية للعرب والمسلمين. كما طالب كثيرًا دول العالم بضرورة وضع استراتيجيات عاجلة لحماية المناطق الأثرية في المنطقة العربية من إجرام التنظيمات الإرهابية التي تحاول إفراغ العالم العربي والإسلامي من تراثه الحضاري والثقافي.

وكان الأزهر الشريف، استنكر من خلال صفحته الرسمية بتاريخ 24 أغسطس 2015- قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بتدمير معبد "بعل شمين" أحد أهم المواقع الأثرية في تدمر السورية، وذلك بعد يومين من تدميره "دير القديس إليان"، وأسبوعٍ مِن قتله الدكتور خالد الأسعد، عالم الآثار السوري.

وأكد المرصد أن ازدواجية تنظيم داعش الإرهابي ظهرت جليًّا في تعامله الآثار القبطية والإسلامية التي لا تقدر بثمن، فاستباحوا تدميرها وبيعها كيفما يشاءون مبررين ذلك بالفتاوي الضالة التي أطلقها مفتويهم، وفي المقابل نجدهم يحافظوا على غيرها من الآثار اليهودية خدمة لمصلحتهم فقط، وكل ذلك يقودنا إلى هذا القدر الهائل من التضليل الذي مارسه التنظيم الإرهابي على مدار سنوات للتلاعب بالعقول واستقطابها وتأسيس ما أسماه "دولته" المزعومة في سوريا والعراق حتى باتت معولًا للهدم وسفك الدماء مستخدمين في ذلك نفس المفتين الذين أجازوا تدمير بعض الآثار والإبقاء على أخرى، ازدواجية أدركها بعض من انضم إلى صفوف التنظيم الإرهابي بوقت متأخر بعد أن تلطخت يداه بالدماء، وعاد نادمًا على ما فعل منتظرًا عقوبته العادلة.

لذا يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن القراءة الجيدة لأفعال التنظيمات الإرهابية تعد أحد الوسائل الفعالة لحماية الشباب من الانسياق وراء الأفكار المتطرفة عبر توضيح الجوانب المتناقضة في فكر تلك التنظيمات وتفنيدها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان