من ليبيا لووهان وأخيرًا أفغانستان.. مصر لا تنسى أبناءها (إجلاء من أراضي الهروب والوباء)
كتب- محمد نصار:
في أرض الهروب الكبير (أفغانستان)، جنسيات مختلفة تصطف في طوابير ممتدة لعشرات الأمتار أو تتكدس أمام طائرة أممية للإجلاء، وأمامها تدور معارك دامية لحجز تذكرة الهروب من أرض الجحيم الطالباني الجديد عقب سيطرة الحركة على مفاصل الدولة في أعقاب الانسحاب الأمريكي الذي أربك الحسابات الدولية.
مسافة السكة
لم تكن مقولة "مسافة السكة" مجرد تصريحات رنانة هدفها الشو والتباهي فقط حينما أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكنها تعبر عن استراتيجية مصرية ومبدأ تبنته مصر مؤخرا في الاهتمام برعاياها في الخارج وحل مشكلاتهم.
سارعت مصر -بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي- لإنقاذ مواطنيها في كابول بعد أيام قليلة من تدهور الأوضاع الأفغانية نتيجة الانسحاب الأمريكي، حيث أرسلت القوات المسلحة طائرة نقل عسكرية هبطت مساء الاثنين في القاهرة وعلى متنها الجالية المصرية والبعثة الأزهرية ومسؤولي السفارة المصرية في أفغانستان.
وقامت القوات المسلحة بتقسيم الاستعدادات على أعلى مستوى من ناحية التأمين الطبي والإداري لاستقبال الجالية المصرية.
ليست هذه الواقعة هي الوحيدة فهناك حكايات سابقة لإنقاذ المصريين الذين يعيشون أوضاعا صعبة في دول يقيمون فيها ومنها:
140 محتجزا في ليبيا
بتارخ الأحد الموافق 18 يوليو 2021 استطاعت الدولة المصرية استعادة 140 مصريا محتجزين في ليبيا وكان من بينهم 17 طفلا إلى أرض الوطن بسلام، وجرى توفير الحاجات الضرورية العاجلة، والرعاية الطبية، واختبارات كورونا للمواطنين المصريين قبل الترحيل في الطائرة المخصصة لهم.
وصرح السفير محمد ثروت سليم، رئيس البعثة الدبلوماسية في طرابلس، بأن وزير الخارجية سامح شكري، كان قد وجه بضرورة إنهاء مشكلة المحتجزين المصريين المذكورين، ووضعها كأولوية على رأس جدول أعمال خلية الأزمة بوزارة الخارجية المنعقدة بصفة دائمة والمعنية بالتعامل مع مشكلات المصريين العالقين في ليبيا، وأن يتم ترحيلهم إلى القاهرة قبل عيد الأضحى المبارك.
وكانت السفارة في طرابلس قد نسقت مع السلطات الليبية، وبصفة خاصة مع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، والمسؤولين بوزارة الداخلية، لإنهاء الإجراءات ذات الصلة بترحيل المواطنين ومع منظمة الهجرة الدولية لتخصيص طائرة بالكامل لنقل المواطنين المصريين الـ 140 إلى القاهرة، وذلك بعد أن تم تجميعهم من أكثر من مركز احتجاز للهجرة غير الشرعية في أنحاء ليبيا.
ووهان.. نقطة وباء كورونا
أجرت الحكومة المصرية عملية إجلاء للمصريين المقيمين بمدينة ووهان الصينية بتاريخ 20 فبراير 2020 وذلك في أعقاب الانتشار الأول لفيروس كورونا المستجد من تلك المدينة، وخضعوا كذلك لفترة تستمر 14 يوما تحت الحجر الصحي الكامل.
وجرى إجلاء حوالي 307 مصريين من الجالية المصرية من طلاب الماجستير والدكتوراه وبعض الأسر عن طريق مطار ووهان الدولي.
وتم تأمين الطلاب المصريين عن طريق مجموعة من الجيش الصيني حتى وصولهم إلى مطار ووهان، قبل بدء عملية إعادتهم إلى مصر.
32 صيادا في اليمن
نجحت مصر في تحرير 32 صيادا مصريا كانوا قد اٌحتجزوا من قبل ميليشيا الحوثي هناك، وذلك في شهر فبراير 2020.
ونشر الحساب الرسمي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تويتر تغريدة قال فيها:"تابعت بكل فخر وإعزاز الجهود المكثفة المبذولة لإنهاء أزمة احتجاز 32 صيادًا مصريًا في دولة اليمن، حيث أسفرت تلك الجهود على الحفاظ على حياتهم ونقلهم بشكل آمن للأراضي المصرية.
وقالت وزارة الهجرة، حينها، إن الصيادين من محافظتي كفرالشيخ ودمياط، وذهبوا للاصطياد في مناطق محظورة في البحر الأحمر ومنها إلى عدن، وتم احتجازهم من قبل الحوثيين.
فيديو قد يعجبك: