قال عنه السادات "قالب دماغ إسرائيل".. الكنيسي يروي تفاصيل عمله كأول مراسل حربي على الجبهة خلال "أكتوبر 73"
كتب- مينا غالي:
روى الإعلامي الكبير الراحل حمدي الكنيسي، رئيس الإذاعة الأسبق وأول نقيب للإعلاميين، حكاياته على الجبهة خلال حرب أكتوبر المجيدة، مؤكدًا أنها كانت ملحمة من تاريخ الشعب المصري.
رحل الكنيسي عن عالمنا، أمس، بعد صراع مع المرض، وتُقام جنازته ظهر اليوم السبت.
عمل رئيس الإذاعة الأسبق مراسلًا للإذاعة المصرية على الجبهة في فترة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر؛ وهو ما رواه لـ"مصراوي" في تصريحات سابقة أدلى بها، نعيد نشرها في ما يلي:
قال الكنيسي لـ"مصراوي": "بدأت دوري كمراسل حربي مع بداية حرب الاستنزاف؛ لأني كنت كاتب قصة وروائيًّا وكنت من أكثر الشباب تأثرًا بالنكسة؛ لذلك كنت أنا وزميلي الأديب جمال الغيطاني، أول اثنين نتوجه إلى الجبهة ومدن القنال؛ حيث توجد عناصر قواتنا المسلحة".
وأضاف الكنيسي: "كنت أسجل مع أبناء الإسماعيلية والسويس وبورسعيد الذين رفضوا التهجير، ومع كابتن غزالي، ومع المقاتلين الذين بدؤوا تحطيم أسطورة جيش الدفاع الذي لا يُقهر بالعمليات الفدائية؛ سواء رأس العش أو إيلات أو غيرهما من العمليات؛ وهو ما أعطاني خبرة في مجال الحرب".
وتابع نقيب الإعلاميين الراحل: "حينما بدأت الحرب طلبت من رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان (بابا شارو) أن أنزل إلى الجبهة، وبدوره أبلغ وزير الإعلام وقتها عبد القادر حاتم، الذي أبدى سعادته بالطلب".
وواصل الكنيسي: "بدأت الجولات أثناء القتال، وكنت أقوم يوميًّا بعمل لقاءات مع المقاتلين، وأعود يوميًّا مع آخر ضوء إلى ماسبيرو، لأقوم بعمل مونتاج لبرنامجي "صوت المعركة" الذي كان يُذاع في البرنامج العام، وبرنامج "يوميات مراسل حربي" الذي كان يذاع في "صوت العرب"؛ حيث كنت أول مذيع في تاريخ الإذاعة يُذاع له برنامجان في محطتَين رئيسيتَين".
وقال رئيس الإذاعة الأسبق وأول نقيب للإعلاميين: "استطعت المساهمة في حشد المواطنين خلف قواتنا المساحة، وكشف سقوط أساطير إسرائيل السياسية والعسكرية والاجتماعية، وحينما شكلت إسرائيل لجنة إجرامات لبحث أسباب الهزيمة، بحثت أسباب انتشار (صوت المعركة) بين الإسرائيليين الذين يتحدثون العربية والفلسطينيين".
وقال الكنيسي: "حينما علم الرئيس السادات بذلك، اتصل بوزير الإعلام وسأله إن كان قد تم تكريمي أو لا؛ لأنه (قالب دماغ إسرائيل) -بنفس اللفظ- واستدعاني الوزير وقال لي: هيعملك ترقية استثنائية لدرجتَين؛ بحيث أنتقل إلى الدرجة الرابعة، لكني رفضت وطلبت نقابة للإعلاميين، وهو ما دعمه الوزير، لكن لم تسعفه التعديلات الوزارية، واستمررت أنا في حلمي بعدها حتى تحقيقه".
ش
فيديو قد يعجبك: