احترام حرمة المتوفى وضوابط المهنة.. جدل صحفي وإعلامي بشأن تغطية جنازات المشاهير
كتب- مينا غالي:
سادت حالة من الجدل في الأوساط الصحفية والإعلامية، منذ أمس، بسبب أزمات شهدتها جنازة الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز، أبرزها الشد والجذب من قِبَل فنانين مع الصحفيين المكلفين بالتغطية.
وأعلن البعض التوقف عن تغطية الجنازات، بينما رأى آخرون أن هذا أمر يتناقض مع حرية الصحافة وحق القارئ في المعلومة.
قال الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، إن تغطية جنازات الشخصيات العامة والفنانين والمشاهير لا يجب أن يتم منعها؛ لأنها تدخل ضمن اهتمامات قطاعات كبيرة من الجمهور، وبالتالي فهذا الأمر لا يخدم حرية الصحافة.
وأضاف عبد العزيز، خلال حديثه إلى "مصراوي"، أن التغطية الصحفية والإعلامية يجب أن تظل متاحة ما دامت في مكان عام ومفتوح للجميع؛ ولكن يجب أن يرتبط ذلك بعدم مخالفة الصحفيين ميثاق الشرف المهني في ما يخص احترام حرمة المتوفى وأحزان ذويه.
وتابع الخبير الإعلامي: أما ذوو المتوفى الراغبون في فرض الخصوصية على مناسبتهم، فعليهم فرض سياج من الخصوصية عليها بمعنى إقامة حرم في أماكن الدفن -على سبيل المثال- وإلزام الصحفيين بعدم تجاوزه مثلما يحدث في بعض البلاد المتقدمة، أما الحديث عن إلغاء تغطية الجنازات مثلما فعلت بعض القنوات؛ فهذا أمر مخالف تمامًا لحرية الصحافة.
وقال سامح عبد الله، الكاتب الصحفي وعضو الهيئة الوطنية للصحافة ومدير تحرير "الأهرام"، إن مسألة وضع ضوابط لتغطية الجنازات هي ضرب من المثالية، ولن تحدث أبدًا، لا سيما أن كل ما يخص المشاهير من الشخصيات العامة والفنانين والرياضيين، يعد جاذبًا للصحفيين وغيرهم من هواة الشهرة وأصحاب قنوات اليوتيوب وغيرهم؛ خصوصًا لو كان مكان التغطية عامًّا ومتاحاً دخوله للجميع.
وأضاف عبد الله، في تصريحات أدلى بها إلى "مصراوي"، أن حل أزمة تغطية الجنازات يكمن في قرار من أصحاب الشأن من الشخصيات العامة، سواء باستئجار شركة خاصة لإدارة وتنظيم عمل الصحافة والإعلام في مثل هذه المناسبات أو بقرارات من المؤسسات الصحفية أو الإعلامية نفسها؛ سواء بتغطية الجنازات من عدمها.
وأعلن الإعلامي نشأت الديهي، رئيس قناة ""TEN، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قرارًا، بحظر أية تغطيات إعلامية أو خبرية للجنازات أو العزاءات في قناة ""ten، وأيضًا في موقع وتليفزيون "المدار" للإعلام الرقمي، وذلك بشكل نهائي.
وأضاف الديهي أن هذا القرار يأتي احترامًا لحرمة المشهد من ناحية، ولمواثيق الشرف الإعلامية والصحفية المتبعة من ناحية أخرى.
وانتقد أيمن عبد المجيد، عضو مجلس نقابة الصحفيين، ما يحدث في الجنازات الخاصة بالشخصيات العامة، مطالبًا بمراجعة نقاشية للأمر بين مجلس النقابة ورابطة المصورين ورؤساء التحرير.
وقال عبد المجيد، في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك": بصراحة ما يحدث، خلال تشييع جثامين الشخصيات العامة والفنانين يحتاج إلى مراجعة وحلقات نقاشية بين مجلس النقابة ورابطة المصورين ورؤساء التحرير؛ لوضع ضوابط مهنية تحفظ للموت حرمته وللأسر المكلومة خصوصيتها، وللمهنة كرامتها وثوابتها، وحرفيتها، لا يوجد انفراد في جنازة، الإعلام رسالة، لا صورة لجثمان، أو بكاء في لحظة إنسانية.
وأضاف عبد المجيد: والأهم لا ينبغي الدفع بمتدربين، غير نقابيين لتغطيات، ينتج عنها أخطاء، تسيء إلى الصورة الذهنية للمهنة التي تزخر بالمحترفين الذين يدركون جيدًا قيمة المهنة وآدابها.
وتابع عضو مجلس نقابة الصحفيين: هناك أمور كثيرة مسكوت عنها تنال من الصورة الذهنية للمهنة يجب طرحها لنقاش علمي مهني نقابي جاد للحفاظ على حرية العمل دون المساس بحرمة الحياة الشخصية، وقبل الحياة حرمة الموت.
فيديو قد يعجبك: