وزيرة البيئة: نسعى للتخلص التام من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون بحلول 2030
كتب- محمد نصار:
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، على أهمية بروتوكول مونتريال في الحفاظ على طبقة الأوزون والبيئة نظرا لإسهامه الكبير في مكافحة ظاهرة التغيرات المناخية، وقد شاركت مصر دول العالم في وضع طبقة الأوزون على الطريق المؤدي للتعافي بحلول منتصف هذا القرن.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتورة ياسمين فؤاد، والتي ألقاها نيابة عنها الدكتور علي أبوسنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، خلال احتفالية أقامتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون، والذي يقام هذا العام تحت شعار: "بروتوكول مونتريال للحفاظ على برودة طعامنا ولقاحاتنا"، حيث يتزامن الاحتفال مع مرور 34 عاما على توقيع بروتوكول مونتريال في 16 سبتمبر عام 1987 والذي يعد أول بروتوكول في مجال حماية البيئة يحظى بموافقة جميع دول العالم، وهو ما يجعله نموذجا يجب الاحتذاء به.
وأشارت وزيرة البيئة، إلى دور مصر التوافقي في صياغة تعديل كيجالي الذي تم إقراره خلال اجتماع الأطراف الثامن والعشرين الذي عقد بمدينة كيجالي - رواندا ، ودخل حيز التنفيذ أول يناير عام 2019، حيث سيسهم في خفض ما يزيد عن 105 ملايين طن مكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون مما يعود بالنفع على المناخ، وخفض متوسط درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار نصف درجة مئوية بحلول عام 2100، وقد بلغ عدد الدول المصدقة عليه أكثر من 125 دولة، مشيرةً إلى السعي لاستكمال إجراءات التصديق على هذا التعديل، والذي ينص على إدراج مركبات الهيدروفلوركربونية HFC’s ضمن جداول المواد الخاضعة لرقابة البروتوكول، لكونها من أقوى الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وأضافت فؤاد أنه وفقاً لتعديل كيجالي تقوم مصر بتجميد الاستهلاك السنوي لهذه المواد بحلول عام 2024، والبدء في الخفض التدريجي لاستهلاك هذه المواد بنسبة 10% بحلول عام 2029، حيث ستصل نسبة الخفض التدريجي إلى 80% بحلول عام 2045، مشيرةً إلى مسئولية البروتوكول عن تزايد استهلاك هذه المواد نتيجة استخدامها كبدائل للمواد المستنفدة للأوزون، حيث تستخدم هذه المركبات في نواحي عديدة أهمها صناعة أجهزة ومعدات التبريد وتكييف الهواء ومواد الإطفاء ومواد العزل الحراري وكمواد دافعة للأيروسولات.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن مصر نجحت في التخلص من نحو 99% من المواد شديدة التأثير على طبقة الأوزون، وتواصل العمل للتخلص من أقل هذه المواد ضررا وهي المواد الهيدروكلورفلوروكربونية HCFC’s، حيث تم تجميد الاستهلاك السنوي وخفض الاستهلاك بنسبة 35% عام 2020، وتستهدف مصر خفض الاستهلاك بنسبة 70% بنهاية عام 2024، على أن يتم التخلص التام من هذه المواد المستنفدة للأوزون قبل عام 2030.
وأوضحت ياسمين فؤاد، أن اليوم العالمي للأوزون يعد فرصة لتسليط الضوء على قطاع التبريد في ظل تعاظم استخدام أجهزة ومعدات التبريد التي قد تعمل بمصادر طاقة تقليدية، وقد تعتمد على استخدام وسائط تبريد غير صديقة للأوزون أو قد ينبعث منها غازات ذات معامل احتباس حراري عال تساعد على تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية، مما يستلزم بذل جهود كبيرة للتنسيق لإعداد وتنفيذ استراتيجية تبريد مستدامة تعتمد على تكنولوجيا حديثة وأجهزة ومعدات تعمل بطاقة نظيفة ذات كفاءة عالية مع تقليل استهلاك الطاقة، والتحول لاستخدام وسائط تبريد بديلة صديقة للأوزون ورفيقة بالمناخ.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن مصر اجتازت بنجاح التحديات التي فرضها الالتزام بأحكام بروتوكول مونتريال، بفضل ثقة القطاعات الصناعية والخدمية في سياسات وزارة البيئة التي ترمي إلى تحقيق الامتثال لأحكام بروتوكول مونتريال بصورة لا تتعارض مع التنمية المستدامة، حيث تحرص الوزارة على مراعاة الصالح العام وتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة.
وأكدت فؤاد على حرص جهاز شئون البيئة على العمل المشترك والتعاون مع كافة الجهات المعنية والخبراء والشركات العاملة في مجال التبريد والتكييف والعزل الحراري لبناء قدرات الصناعة الوطنية وزيادة فرصتها في التصدير للأسواق الخارجية وتمكين الشركات الصناعية من التوافق مع هذه المستجدات والتغلب على التحديات المستقبلية الخاصة بتلافي التغيير التكنولوجي المتكرر، ومنع إغراق السوق المحلي بتقنيات غير مستدامة، وتقليل الضغط على قطاع الخدمات والصيانة بتقليل عدد البدائل المستخدمة في الصناعات المحلية، ومراجعة الأكواد الوطنية وتحديث المواصفات القياسية، وإعداد دليل بيئي عن الممارسات السليمة ومعايير السلامة البيئية في مهن التبريد والتكييف والعمل على تطوير مناهج التعليم الفني وتحديث مراكز وورش التدريب المهني والتعليم الفني لأقسام التبريد والتكييف، وإنشاء نظام لإصدار شهادات مزاولة مهن التبريد والتكييف للفنيين ومراكز الخدمة لمواكبة التحديات المصاحبة لاستخدام البدائل الصديقة للبيئة.
فيديو قد يعجبك: