كيف استطاع المشير طنطاوي قيادة الكتيبة 16 مشاة لسد ثغرة الهجوم الإسرائيلي؟ -فيديو
كتب- محمد سامي:
قاد المشير حسين طنطاوي الكتيبة 16 مشاة، التي حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء؛ فقد دخل المشير في مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية؛ وتحديدًا مع أرييل شارون، أثناء حرب أكتوبر 73.
تم الدفع بإحدى الوحدات التي كان يقودها طنطاوي، في يوم 12 أكتوبر، لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومترات، كانت الفرقة قد تم إخراجها منها، وتمكنت الوحدة بقيادة طنطاوي من الاستيلاء على نقطة حصينة على الطرف الشمالي الشرقي من البحيرات المرة.
وكان جنود هذه النقطة من الإسرائيليين قد اضطروا إلى الهرب منها تحت جنح الظلام. وفي مساء يوم 15 أكتوبر كان العقيد طنطاوي، وقتها، قائدًا للكتيبة 16 مشاة التي أحبطت عملية "الغزالة المطورة" الإسرائيلية؛ حيث تصدت بالمقاومة العنيفة لمجموعة شارون ضمن فرقتَي مشاة ومدرعات مصريتَين في الضفة الشرقية.
حدث هذا في منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم "المزرعة الصينية"؛ حيث كبدت الكتيبة بقيادة طنطاوي، الإسرائيليين خسائر فادحة.
هكذا روى البطل المشير محمد حسين طنطاوي، جزءًا من ملحمة جمعته مع أبطال القوات المسلحة على جبهة القتال؛ حتى استطاعوا تحقيق النصر واسترداد سيناء الحبيبة بعد أن دنسها الاحتلال.
وتجلى ذكاء وتخطيط طنطاوي عندما هاجمته مدرعات العدو؛ فعندها لم يكشف الرجل عن أوراقه، وقرر التحلي بالصبر، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة، وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفي اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته؛ انطلق رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو، فجعلوها أثراً بعد عين، وقد فشل هجوم العدو في الوصول إلى القناة، وأخذ يبحث عن مكان آخر بعيدًا عن رجال الفرقة 16 مشاة التي كان يقودها العميد عبد رب النبي حافظ، والكتيبة 16 مشاة التي كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوي.
أما فرقتا شارون وآدن اللتان قامتا بالمجهود الرئيسي في إحداث الثغرة؛ ففقدتا أكثر من 500 جندي، بالإضافة إلى قتل ضباط الصفَّين الأول والثاني من قادة الألوية والسرايا، وهو ما اعترف به قادة إسرائيل في ما بعد، مؤكدين أن شراسة معارك الثغرة لم تحدث في تاريخ الحروب بعد تلاحم المدرعات المصرية والإسرائيلية، وحرق المئات من العربات المدرعة والمجنزرات.
ويختتم طنطاوي حديثه عن حكايات أبطال أفراد الكتيبة، بقوله: "كل همي إن أنا ما أرجعش ولا فرد من الأفراد اللي جُم الموقع حي.. تلك هي معركة من المعارك التي خاضتها الكتيبة منذ العبور حتى إيقاف إطلاق النار، يكفينا فخرًا أن الكتيبة لم تتكلف في العبور إلا شهيدًا واحدًا وهو (عادل بصاروف)".
فيديو قد يعجبك: