بعد حديث الإفتاء عن منشور"اقتراب الساعة".. ما العلامات الكبرى ليوم القيامة؟
كتب - محمود مصطفى:
حذرت دار الإفتاء المصرية، أمس، من منشور متداول على فيسبوك حول اقتراب الساعة والاستعداد للقاء الله.
وفي حديث سابق للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، تحدث عن علامات الساعة الكبرى والصغرى، على صفحته على "فيسبوك".
وقال جمعة، إن النار التي تحشر الناس هي آخر العلامات الكبرى، وأولى آيات قيام الساعة، وهي نار تخرج من اليمن تسوق من تبقى على الأرض من شرار الناس إلى أرض المحشر، وقد وردت الأحاديث الشريفة تدل وتؤكد تلك العلامة العظيمة.
وبين المفتي السابق أن السنة النبوية أكدت في أكثر من حديث منها حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة وآخره قوله صلى الله عليه وسلم: «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم».. [مسلم] وفي رواية: «نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس»، وحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس».. [أحمد والترمذي].
وأوضح المفتي السابق، أنه قد يقع للمطّلع على تلك النصوص تعارض بين ظاهرها، فقد يسأل سائل كيف تكون النار آخر علامات الساعة، وهي في نفس الوقت أول أشراط الساعة في الحديث الذي رواه البخاري؟، وأجاب بأنها تؤذن بقيام الساعة فهي أول قبل بدء أهوال يوم القيامة حيث ينهار الكون العلوي والسفلي بعدها بما ذكر في القرآن الكريم، من انشقاق السماء، ومن تكويرها، ومن جمع النجوم، واحتراق البحار، وهد الجبال، قال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}.
وبين المفتي السابق في قوله- تعالي-: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ}.
ويبين: في شأن الجبال قال- سبحانه وتعالى-: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}. ويقول سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّى نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلاَ أَمْتًا}.
فتكون النار التي تخرج من اليمن تسوق الناس إلى أرض المحشر هي بداية ظهور ذلك الدمار الذي يلحق بالكون والذي يحدث على شرار أهل الأرض، وهم الذين تقوم عليهم الساعة.
وتحدث عضو هيئة كبار العلماء، في أحد لقاءاته ببرنامج "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، عن الفارق بين الساعة ويوم القيامة، وعما إذا كان بإمكاننا تخيل وقوعهما أم لا يمكننا ذلك، فقال جمعة إن اليوم الذي فيه نهاية الدنيا هو يوم الساعة وفيه علامات الساعة، ونهاية الدنيا هي دمارها فتنتهي منها الحياة، "فإذا كان عليها مليار أو اتنين أو عشرة سوف يموتون معًا في لحظة واحدة".
وأضاف جمعة: أما القيامة فهي أمر آخر، فحين تأتي الساعة تكون نهاية الحياة على هذه الأرض، "وهذه الساعة هناك فرق بينها وبين يوم القيامة... فيوم القيامة إعادة الخلق للحساب والثواب والعقاب والجنة والنار والبعث الجديد".
وأوضح جمعة أن الساعة تاتي أولًا، ويكون فيها الدمار، وهو تحقيق لتجلٍ إلهي من عالم الجبروت بحيث أنه هو المميت، ولذلك تفنى السماوات، وتفنى الارض، وتفنى الملائكة والجن وكل الكائنات، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فهو الباقي الذي لا يموت، والساعة تختلف عن يوم القيامة، وحين تقوم الساعة لا يبقى إلا وجه الله سبحانه وتعالى، "هنجلس أد ايه بقى في الفناء والعدم الله أعلم.. إحنا كده تحولنا للعدم المحض... فكان الله ولم يكن شيء معه، بعد الساعة يبقى الله ولا يبقى شيء معه تعالى".
"عندما يريد الله سبحانه وتعالى يقول كن فيكون وأمره بين الكاف والنون"، يقول جمعة إن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، وأوضح جمعة أن نفخ الصور يكون في يوم القيامة، وحين ينفخ في الصور فيعود إسرافيل والعرش والجنة والأموات فتأتي الأرواح من عالمها وتدخل الأجساد فمرة واحدة المليارات كلهم عاشوا، "أنت في السيما مش بتعملها؟ معاك منظر انفي المنظر ورجع المنظر.. فإذا كنت أنت بتعملها، فالله تعالى أقدر أن يفعل ذلك على الحقيقة ما تفعله أنت في مجرد صور".
اقرأ أيضا:
"الساعة اقتربت وعليكم الاستعداد".. الإفتاء ترد على صورة بشأن موعد يوم القيامة
فيديو قد يعجبك: