لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ننشر أبرز المعلومات عنه.. الكنيسة تحتفل اليوم بعيد الغطاس المجيد

03:26 م الأربعاء 19 يناير 2022

القصب والقلقاس

كتب- مينا غالي:

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، بعيد الغطاس المجيد، وهو أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة، حيث يعتبر إحياءً لذكرى معمودية المسيح بنهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان.

قصة المعمودية

ويعد هذا العيد تذكار لظهور سر هو سر الثالوث الأقدس الذي هو قاعدة الإيمان المسيحي القديم وأساس الدين المسيحي المستقيم.. ذلك فإن الابن الكلمة ظهر في الأردن متجسدًا وتعمد في الماء، والروح القدس ظهر بهيئة حمامة واستقر عليه، وصوت الآب نادى من السماء (هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت) (مت 3: 17) ولهذا يسمى عيد الظهور الإلهي أي ظهور هذا السر العظيم فيه.

طقس الغطاس

يقام قداس الغطاس فى الليلة السابقة للعيد ويطلق عليها برامون الغطاس أي الاستعداد للعيد فيصوم الأقباط حتى المساء لحين إقامة القداس.

الاحتفال بالغطاس يكون دائما في موعد ثابت أي بعد 12 يوما من الاحتفال بعيد الميلاد، ويتواصل الاحتفال بهذا العيد ثلاثة أيام وتؤدى فيها الصلوات بالطقس الفرايحي ويمنع فيها الصوم الجماعى.

وصلى قداسة البابا تواضروس الثاني، مساء أمس الثلاثاء صلوات لقان وقداس عيد الغطاس المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.

وصلى قداسته صلوات العيد المعروف كنسيًّا بعيد الظهور الإلهي، بمشاركة نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام، إلى جانب الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، أصحاب النيافة الأنبا بافلي (قطاع المنتزه) والأنبا إيلاريون (قطاع غرب) ، والأنبا هرمينا (قطاع شرق) ، ووكيل البطريركية بالإسكندرية القمص أبرآم إميل والآباء كهنة الكنيسة.

رموز عيد الغطاس (القصب والقلقاس)

تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس، حيث يتناول الأقباط نوعًا معينًا من الطعام، رمزًا لعملية الغطاس والمعمودية، وتشمل تلك الأطعمة القلقاس، والقصب، رموز المعمودية.

تقول ماري يوحنا الباحثة في التاريخ القبطي لمصراوي، إن الأقباط اعتادوا على تناول القلقاس، الذي يحتوي على مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أنها إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، وتشبه بذلك "ماء المعمودية"، والتي تطهر الشخص من الخطية، كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة ماء الطهي.

وتضيف ماري: "كما أن القلقاس يُدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامًا، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح، كما يقول بولس الرسول "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه" (كو 2: 12) (رو 6: 4).

وتابعت ماري: "وأيضًا القلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولًا من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، وبذلك تشبه الكنيسة الأرثوذكسية تناول القلقاس بالمعمودية من خلال خلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة.

وأوضحت ماري يوحنا أن من ضمن الأكلات التي اعتاد الاقباط تناولها خلال عيد الغطاس، القصب، وذلك لأنه نبات ينمو في الأماكن الحارة، ويشبه فى ذلك بأن حرارة الروح تجعل الإنسان ينمو فى القامة الروحية، ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات، كما أنه ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هى فضيلة اكتسبها فى كل مرحلة عمرية حتى نصل إلى العلو، فالقصب قلبه أبيض وحلو الطعم، حيث ينبع من قلبه الحلاوة وكل المشتهيات.

ماذا قال البابا تواضروس عن الغطاس

ألقى قداسة البابا عظة القداس التي قال فيها إننا في هذا العيد نتذكر معموديتنا التي هي أول سر كنسي نناله ونأخذ به الولادة الجديدة، ثم نُرشَم بالميرون، وبعده نتناول الإفخارستيا لننال حياة أبدية وتبدأ حياتنا في الكنيسة، وأضاف قداسته أننا نتقابل في عيد الغطاس مع القديس يوحنا المعمدان، وتأمل في ٥ ألقاب للقديس وهي:

١- “ابن الإيمان والصلاة”، حيث ظل أبواه متمسكان بالصلاة وبإيمان في أن يكون لهما نسل حتى أُعطيا يوحنا في وقته، وكذلك نحن يجب أن نثق في استجابة الله للصلاة بإيمان ويستجيب في وقته وبطريقته.

٢- “السابق”، لأن ميلاده سبق ميلاد السيد المسيح بستة أشهر وكانت وظيفته أن يسبق المسيح في الميلاد ليعد الطريق ويحرك نفوس الناس نحو المسيح، وقد يستخدم الله إنسانًا ليعد الطريق لآخر ويجب على الإنسان أن يقبل هذه الوظيفة والمسؤولية وهي مسؤولية كل أب وأم نحو أولادهم.

٣- “الصابغ أو المعمدان”، فكلمة “معمودية” في أصلها اليوناني تعني “صبغة” حيث أن الثوب يُصبَغ بغمره كاملًا في اللون، ورغم أن يوحنا كان يشهد عن السيد المسيح أنه حمل الله قبل أن يتقابل معه وكان يعرف قيمته أطاع وعمد المسيح عندما طلب منه أن يعمده، فنحن في تقليدنا نعمد الأطفال بصبغة الطبيعة الجديدة ليبدأوا طريقهم للحياة الأبدية.

٤- “الشهيد”، انتهت حياته بأنه استُشهِد لنطقه بكلمة الحق أمام الملك هيرودس بأن زواجه من امرأة أخيه وهو ما زال حيًّا لا تحل، ونتيجة استشهاده ظلت قصته وسيرته حية ومعظمة حتى اليوم على عكس هيرودس الذي قتله، ونتعلم من هذا أن نتكلم بالحق في كل الظروف والأوساط.

٥- “أعظم مواليد النساء”، فالرب تأخر على زكريا وأليصابات في الاستجابة ثم أعطاهم هذه الشخصية الفريدة، أعظم مواليد النساء، وقدم نموذجًا في كل النواحي.

كما يجب أن نتعلم من القديس يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء عبارته الهامة “يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ.” (يو ٣: ٣٠) التي يمكن أن تحل مشكلات كثيرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان