لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رئيس الشئون الوقائية بالصحة: هذا موقفنا من الإغلاق واللقاح يمنع تحور كورونا في أجسادنا- (حوار)

03:02 م الأحد 30 يناير 2022

حوار- أحمد جمعة:

قال الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية بوزارة الصحة والسكان، ورئيس اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية، إن فيروس كورونا "لم يُلملم أوراقه ولم يغادرنا"، وبالتالي فالالتزام بالإجراءات الاحترازية والحصول على اللقاحات هما الأساس لمنع انتشاره، والحد من زيادة الإصابات.

يرى "عبدالفتاح" في حواره لـ"مصراوي"، أن الزيادة الأخيرة في إصابات كورونا لا تدعو للقلق، وإنما تدعونا إلى الحذر، خاصة مع ملاحظة زيادة انتشار الإنفلونزا الموسمية في هذا التوقيت، والخلط في الأعراض بينهما.. وإلى نص الحوار:

• لماذا ارتفعت إصابات كورونا في الآونة الأخيرة؟

بلا شك هناك بعض الزيادة الملاحظة على مدار الأيام الماضية في إصابات كورونا، ونلاحظ أنه على مدار أيام تدرجت أعداد الإصابات المعلنة من وزارة الصحة من 1230 إلى 1379 ثم 1403 وصولًا إلى ما يزيد عن 2000 حالة.

ورغم ذلك فالزيادة في الأعداد ليست كبيرة، وإن كان الملاحظ أن هذه الأرقام هي المُعلنة للناس الذين طلبوا خدمة فعلية من المستشفيات وتم تسجيلها، كما أن المُلاحظ أن هناك انتشار كبير على مستوى العالم بصفة عامة، لكن حدة الأعراض انخفضت، والدليل على ذلك أن المستشفيات لا تشكو من كثرة أعداد الإصابات، أو وجود زيادة في الطلب على الرعاية المركزة، فأعتقد أن هذا أمر جيد.

بالطبع الفترة القادمة تستلزم تطبيق الإجراءات والضوابط الاحترازية، وأن يكون المواطنين على وعي كامل وألا يستهينوا بهذا الفيروس، أو نقول إن الأعراض ترجع إلى البرد، بل يجب أن نلتزم بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، والحصول على التطعيم باعتباره أمرًا حاسمًا في الحد من انتشار الفيروس.

• لماذا انتشرت إصابات أوميكرون إلى هذا المستوى؟

مصر من الدول المنفتحة على العالم ونتعامل بأننا دولة متمكنة من قدراتها ولا نقل عن أي دولة من الدول الكبيرة والمتقدمة علميا وطبيا.

كما ننشر البيانات الخاصة بأنماط فيروس كورونا المكتشفة على أرضنا، ونتحدث عن تواجد لمتحور دلتا ومتحور أوميكرون، والأعراض هي الفيصل.

وبفضل الجهود التي أخذتها الدولة المصرية والإجراءات التي أقرتها الحكومة، فنحن من الدول التي استطاعت توفير كميات كبيرة من اللقاحات، وموجود على أرضنا أكثر من 133 مليون جرعة تطعيم، وتم استلام 4 ملايين جرعة من لقاح أسترازينيكا مؤخرا، كما جرى تعطيم أكثر من 37 مليون مواطن بالجرعة الأولى، وما يقرب 26 مليون بالجرعة الثانية بالإضافة إلى الجرعات المنشطة.

هذا يؤكد على إقبال المواطنين على اللقاحات وإن كنا نأمل في إقبال أكبر لأن التطعيم هو طوق النجاة من هذه الجائحة.

• ما أهمية اللقاحات؟

التطعيم مهم لعدة أسباب علمية لأنه بدرجة كبيرة يقلل احتمالية إصابة الشخص بالعدوى، وإن أصيب أحد الذين تلقوا اللقاح، فلن يحدث تدهور للأعراض أو مضاعفات لهذا المرض، ولن يحتاج لدخول المستشفيات ولن نحتاج لرعاية مركزة وأجهزة التنفس الصناعي.

والشيء الأهم في اللقاحات أن الفيروس لا يستطيع أن يتحور بداخل الإنسان الذي حصل على التطعيم، فإن كنا نريد القضاء على هذا الوباء يجب الالتزام بالضوابط الاحترازية، والحصول على التطعيم لقطع دائرة تحورات هذا الفيروس تماما.

• هناك خلط بين أعراض الإنفلونزا وأميكرون.. كيف يمكن التفريق بينهما؟

يجب أن نعرف أن هناك مجموعة أمراض كبيرة أسمها "الأمراض شبيهات الإنفلونزا" وهي محيرة، فنزلات البرد مرض يصيب الجهاز التنفسي العلوي بالمقام الأول وأعراضه بسيطة تتراوح ما بين رشح احتقان في الحلق، وسرعان ما يُشفى المريض، أما الإنفلونزا قد تتراوح شدتها، وأهم ما يميزها ارتفاع درجة الحرارة وتكسير في الجسم ووهن بالعضلات، لأنها تؤثر على عضلات كثيرة في الجسم بما فيها عضلة القلب، ولذلك فالإنفلونزا تعد صورة أشد من نزلات البرد.

كورونا وخاصة الموجة الأخيرة تتراوح شدتها، لو تحدثنا عن متحور أوميكرون فالأعراض الأكثر انتشارا هي: رشح وصداع وشعور بالتعب والإجهاد، وعطس واحتقان وجفاف الحلق، وصعوبة في البلع.

أما الأعراض الأقل ظهورا تشمل ارتفاع درجة الحرارة أو رعشة في الجسم وكحة، في حين أن الأعراض النادرة مثل فقد حاستي الشم والتذوق وألم في الصدر وصعوبة في التنفس.

• ماذا يُميّز هذه الموجة؟

كل موجة لها الأعراض المميزة الخاصة بها مثلما رأينا في الموجة السابقة فقدان حاستي الشم والتذوق، وبعضها يصيب الجهاز الهضمي بغثيان وقيء وإسهال، أو طفح جلدي والتهاب في العين.

الملاحظ أن الأعراض في غالبيتها الآن هي أعراض بسيطة ولا تتطلب الدخول إلى المستشفيات، وعند القراءة في الوضع الوبائي الحالي فنحن في شهر يناير أبرد شهور السنة، وهو موسم نشاط نزلات البرد والإنفلونزا.

• هل تدعو الزيادة في الإصابات إلى القلق؟

بالفعل مواقع الترصد الخاصة بالإنفلونزا تشير إلى زيادة في نشاط الإنفلونزا بما يتناسب مع هذا الشهر، وبالتالي هناك زيادات طفيفة لا تدعو للقلق، وإن كان الزيادات الملاحظ في عدد الإصابات ليست كلها "كوفيد-19"، إنما تتنوع بين نزلات البرد أو الإنفلونزا.

هناك زيادات طفيفة بين يوم وآخر في إصابات كورونا تدعونا إلى الحذر، ويجب على المواطنين العودة بشدة للإجراءات الاحترازية وتنفيذ التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، ولا ينبغي أن نستهين بالوباء لأنه لم يلملم أوراقه بعد ولم يغادرنا.

وإلى جانب الإجراءات الاحترازية ينبغي تلقي اللقاح لأنه مهم للمواطن وللمجتمع ككل، لأنه يمنع الإصابة بنسبة كبيرة، وحتى حال الإصابة فإنه يمنع مضاعفات المرض بنسبة 90% ولن تستدعي الحالة دخول المستشفى أو الرعاية المركزة، فالتطعيم حائط صد ضد تحور الفيروس في أجسادنا وهذا مهم للبشرية كلها.

• البعض تختلط عليه أعراض الإنفلونزا وكورونا حالياً.. ماذا يفعلون؟

عليهم التوجه إلى أقرب منشأة طبية لأنه هم الذين يقيمون الحالة، إلى بسيطة ومتوسطة وشديدة وبالمناسبة فالأمراض التنفسية علاجها متشابه، ولا يجب أن يكون المريض طبيبا لنفسه ويحدد لنفسه العلاج، فيجب استشارة منشأة طبيبة لأن الطبيب قادر على تقييم الحالة.

ولكي يطمئن الجميع، فالأعراض بسيطة ولا تستدعي القلق ولكن الأهم ألا يعدي شخصا مصابا المحيطين به، ويجب أن تظل حالة واحدة لا تنتج عنها عدوى مجتمعية.

• بعض التقارير الطبية تتحدث عن أن أغلب مرضى كورونا بالمستشفيات من غير المطعمين.. هل البيانات لديكم تؤكد ذلك؟

اللقاح شيء مهم للغاية، وكل الدراسات العلمية التي صدرت من كل المرجعيات العلمية وعلى رأسها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية، أو FDA أو وكالة الدواء الأوروبية أو الدوريات العلمية الشهيرة، تؤكد أن المطعمين أقل عرضة للمرض، وأقل عرضة لمضاعفات المرض إذا أصابهم.

في دراسة جرت في أسكتلندا أعلنتها وكالة الأمن الصحي تقول إن التطعيم مهم للحوامل، لأنه يمنع الإصابة ويعطي مناعة للطفل بعد ميلاده عن طريق الأم عبر التغذية الطبيعية.

التطعيم في العموم طوق نجاة وهو مفيد للحوامل والمقبلات على الزواج، والتخوف الذي نلاحظه في بعض الفئات سواء الفتيات المقبلات على الزواج أو التي تخطط للحمل في غير محله، لأن الأدعى أن نحافظ على أنفسنا ونحصل على اللقاح وكلما زادت دائرة التطعيم كلما تقل فرصة الفيروس على التحور وقدرته على الانتشار.

• مصر تعطي حاليا 3 جرعات للمواطنين.. هل من الممكن أن نلجأ للجرعة الرابعة حالياً؟

ما لدينا أن المواطنين يحتاجون إلى جرعة ثالثة تنشيطية، واللجنة العلمية واللجنة العليا لإدارة الأزمة أقرت هذه الجرعة للمواطنين، ولم نقر بعد الجرعة الرابعة لحين وجود بيانات بحاجتنا إليها.

• ما المدة المناعية التي تعطيها الجرعة الثالثة؟

المدة المناعية للجرعة الثالثة أمر ديناميكي، فالأبحاث لا تزال مستمرة، وما أؤكده أن الدولة المصرية لم تبخل على شعبها في مواجهة الوباء، ولا سبيل وقائي أو علاجي إلا وتعاملنا معه بمنتهى الاحترافية.

• ما أهمية الأدوية الجديدة التي تعاقدت عليها مصر لعلاج كورونا؟

بالفعل تعاقدنا مع شركة فايزر للحصول على عقار باكسلوفيد ومن المقرر أن تصل 20 ألف جرعة خلال أسابيع قليلة كمرحلة أولى، ويتم إعطائه للحالات البسيطة ويمنع مضاعفات المرض في الأيام الأولى من الإصابة وهي أقراص تؤخذ عن طريق الفم، أما الدواء الثاني هو مونلوبيرافير وتم تصنيعه عبر 3 شركات وطنية بعدما سمحت شركة "ميرك" بالتصنيع المحلي له، وحتى أدوية مثل دواء إيفلوشيلد وهو من نوعية مضادات الأجسام أحادية المنشأ طويلة المفعول، وهو عبارة عن حقن عضلية وتم التعاقد للحصول عليه.

وأهم ما يميز مصر في تعاملها مع كورونا هو الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين الأكثر عرضة للمرض.

• ما توقعك لانكسار تلك الموجة من كورونا؟

نحن نتحدث عن مرض معد ينتقل عن طريق الرذاذ، فأهم شيئ للتخفيف من حدة أي مرض معدي، فيجب مكافحة طريقة انتقاله.

فالتطعيم والإجراءات الاحترازية هي العامل الذي يكسر حدة هذا الوباء ويجعلنا نهبط من قمة المنحنى الوبائي.

المرض لا يهبط من نفسه وهناك ضوابط يجب تنفيذها وإجراءات احترازية تتم لمنع انتشاره. نحن في فصل الشتاء ونصيحة أن هذا الفصل بارد ونمر بأيام تشهد انخفاضا في درجة الحرارة ويجب أن يحرص الجميع على تطبيق الإجراءات الوقائية.

يجب البعد عن بعض العادات السيئة، فليس دليل الحب فقط أن نُقبِّل الأطفال، وفي وقت الأوبئة فالتلاحم والالتصاق الجسدي غير مقبول.

• هل دخلنا الموجة الخامسة للجائحة؟

كنا في الموجة الرابعة حتى من منتصف شهر ديسمبر، ثم مررنا بفترة ثبات، ونتيجة عوامل الجو ونشاط الفيروس ودخول الأعياد والمناسبات شهدنا زيادة ملاحظة متصاعدة ولا نستطيع قول أننا أنهينا هذه الموجة.

والموجة تعني قراءات وبائية تمر بارتفاعات وانخفاضات، فالمرض مستمر لأنه ينتقل من شخص لآخر، ومن دولة لأخرى.

ونستطيع القول إن هناك بداية للموجة، لكننا لا نستطيع التيقن بموعد انتهاء تلك الموجة، ويجب تنفيذ تدخلات معينة لكسر حدة المرض.

• معنى ذلك أننا بحاجة لفرض مزيد من إجراءات الإغلاق؟

الإغلاق يعني أننا نقلة مشكلة من الخارج للداخل، فتجمع المواطنين في المنازل أو الأندية مصدر للإصابة.

الكثير من الدراسات أشارت إلى أن الأطفال داخل المدارس أقل عرضة للإصابة من المجتمع الخارجي، وبالتالي يجب التوازن، لأنه مطلوب في كل شيء.

هذه الإجراءات والتدخلات تشمل إجراءات الوقاية المجتمعية، فكل الدول أغلقت في بداية هذا الوباء مثل أوروبا وأمريكا، فننظر إلى ما حدث في إيطاليا وأسبانيا.

هناك مجموعة دول مثل مصر واليابان وكوريا لم ننفذ الغلق، وحافظنا على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وفي نفس الوقت طبنا إجراءات وقائية واحترازية، وأغلقنا بعض الأنشطة التي يوجد فيها تلاحم أكثر من المطلوب، وأصبحت الأمور بعد ذلك متزنة، حيث أغلقنا بعض الأنشطة بمقدار وأعدنا فتحها بضوابط، مثل عودة الصلاة بالمساجد والأنشطة السياحية.

الالتزام بالإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية هو البديل الطبيعي لمكافحة المرض وليس تنفيذ إجراءات الإغلاق.

• هل لاحظتم زيادة في الإصابات بين الأطفال بالمقارنة بالموجات السابقة؟

الأطفال من أقل الفئات المعرضة للإصابة، والبعض يتحدث عن زيادة في إصابات الأطفال في الخارج مثل أمريكا وبريطانيا، ولكن سيظل الأطفال من أقل الفئات المعرضة للإصابة، وحتى إن أصيبوا بالمرض فهم الأقل في حدوث مضاعفات.

ومن ثم فالأولويات تتمثل في كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والحوامل، وهم الفئات الذين لديهم عوامل خطورة، وكل هذه الفئات يجب حصولها على اللقاح.

• ما أكثر اللقاحات فعالية في الوقاية من كورونا؟

كل اللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية هي لقاحات آمنة ومشهود لها بالفعالية.

• البعض يتوقع أنه مع انتشار الإصابات وانخفاض حدة المرض أن تكون بداية النهاية لكورونا.. هل تؤيد ذلك؟

هذا سلاح ذو حدين، بالطبع الفيروس يضعف رغم انتشاره المرتفع، لكن شدة الأعراض التي تنتج عن الإصابة بالمرض هي الأقل.

ويمكننا القول إن 90% من الحالات هي أعراض شبيهة بنزلات البرد لا تتعدى كونها رشح وصداع وتعب وإجهاد، وعطس واحتقان في الحلق، ونأمل أن يكون هذا بداية توطن المرض مثل باقي الأمراض كالإنفلونزا.

ولكن التراخي والاعتماد على هذه النظرية بدون سعي لاستكمال الحصول على اللقاحات وتطبيق الضوابط في هذا التوقيت الفارق وخاصة مع عامل الجو قد يكون فرصة لزيادة قوته مجددا.

• بعض التقارير تشير إلى أن الإصابة بأوميكرون تعطي مناعة تضاهي اللقاحات.. ما تعليقك؟

المثبت أن هناك أمراضًا تعطي مناعة عند الإصابة مثل الحصبة، إنما فيروس كورونا لم نعرفه إلا من عامين، والاعتماد على مثل هذه النظرية بالإصابة للحصول على مناعة فهذا أمر غير منطقي، فالمناعة المؤكدة والمعترف بها عن طريق الحصول على اللقاح، هناك مواطنين أصيبوا بالمرض وأصبح لديهم أجسام مضادة تستمر لفترة مختلفة، والأسلم هو الحصول على اللقاحات.

• ما تعليقك على إصابة البعض بكورونا رغم الحصول على الثلاث جرعات؟

اللقاح يمنع الإصابة بدرجة كبيرة، ولكن النسبة التي تصاب فإن اللقاح يمنع مضاعفات المرض، والعالم كله ينادي بالحصول على الجرعة المعززة لأنه ثبت فاعليتها ضد الفيروس ومنه متحور أوميكرون لرفع الأجسام المضادة في جسم الإنسان وتقلل فرص الإصابة، لأنه لا يوجد لقاح يعطي مناعة بنسبة 100%.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان