إعلان

كفاية هدر طعام.. مبادرة برلمانية لتغيير الثقافة الاستهلاكية للمصريين

10:41 ص الإثنين 03 أكتوبر 2022

مجلس النواب

كتب- نشأت علي:

طالب الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بإطلاق مبادرة لتوعية المواطنين بأهمية ترشيد الطعام وتقليل كميات الهدر من خلال طهي الكمية التي نحتاج إليها فقط، مع تأكيد مراعاة أبعاد الاستدامة في جميع مراحل إنتاج الغذاء، وصولًا إلى المستهلك، ودعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الغذائية، ومعالجة هدر الطعام.

وقال محسب، في الاقتراح الذي تقدم به، اليوم الإثنين، إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، إن التغيرات المناخية تعد أحد التحديات التي اجتمع العالم على مواجهتها باعتبارها قضية تتعلق بمصير هذا الكوكب الذي يجمعنا، فأصبحت هناك ضرورة ملحة لمواجهتها، ووضع حلول لتقليل آثارها، أو التكيف معها، مشيرًا إلى أن الأبحاث والدراسات أثبتت أن أحد مسببات الانبعاثات على الكوكب هي نفايات الطعام أو بواقي الطعام التي يتم التخلص منها في مقالب القمامة، والتي تنتج غاز الميثان عند حرقها والمصنف ضمن الغازات الدفينة التي تسبب زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذا الغاز تتسبب كميةٌ ما منه في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بسرعة أعلى 80 مرةً من تلك التي تتسبب فيها الكمية نفسها من غاز ثاني أكسيد الكربون الجوي، خلال الفترة الزمنية ذاتها.

وأوضح النائب أن مصر خصوصًا والدول العربية عمومًا، خلال شهر رمضان الكريم، تهدر طعامًا من 25% إلى 50%، ليكون مصيره مقالب القمامة والمخلفات، حيث يصل متوسط نصيب الفرد عالميًّا من بقايا الغذاء نحو 74 كيلوجرامًا سنويًّا، وفقًا لما أعلنه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لافتًا إلى أن التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة "UNEP"، الخاص بمؤشرات نفايات الطعام خلال عام 2021، أكد أن العالم ينتج عنه نحو 931 مليون طن من نفايات الطعام سنويًّا، بينها 569 طنًّا تخرج من المنازل، ونحو 244 مليون طن من المطاعم، وأن مقدار الهدر من الطعام في العالم العربي تجاوز الـ40 مليون طن، بينها 9 ملايين طن في مصر، يليها العراق الذي يهدر أكثر من 4.7 مليون طن، ثم السودان؛ إذ يهدر طعامًا يصل إلى 4.16 مليون طن.

وتابع النائب: "لكن أظهرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، أن المستهلك 32% من هدر الطعام، بينما تحدث نسبة الـ68% المتبقية خلال مراحل مبكرة؛ مثل الإنتاج والتوزيع والبيع بالتجزئة، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة"، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات جادة نحو تقليل نصيب الفرد من هدر الطعام، سواء على المستوى الشخصي، أو خلال مراحل الإنتاج المختلفة.

وشدد عضو مجلس النواب، على أهمية التحرك نحو تغيير الثقافة الاستهلاكية للمواطنين من خلال حملات توعية يتم إطلاقها من خلال الإعلام، وفي المدارس والجامعات والنوادي ومراكز الشباب وغيرها من منصات التواصل المباشر وغير المباشر، مؤكدًا ضرورة دعم ريادة الأعمال وأصحاب الأفكار المميزة في مجال البيئة؛ لابتكار حلول لتقليل حجم الهدر.

وطالب محسب بدعم الشركات الناشئة المستدامة في مجال التكنولوجيا الغذائية جهودها لإعادة تصور ممارسات المستهلك الأكثر استدامة، ودعم الشركات الناشئة في مجال معالجة هدر الطعام في مصر؛ مثل تشجيع شركات تحليل البيانات لمساعدة المزارعين على إنتاج الفاكهة والخضراوات وفقًا للمعايير العالمية، فالاستخدام الزائد للمبيدات الحشرية، يجعلها غير متوافقة مع معايير التصدير ويسرع من تلف المحاصيل، وتشجيع الشركات العاملة في مجال حفظ الطعام بجودة عالية لتقليل الهدر، وهذا النوع من الشركات وجد دعمًا داخل الإمارات، وكذلك الشركات التي تحفظ المنتجات "غير المثالية" التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء أو الفائض منها.

وأشار النائب إلى أن عددًا من الشركات في دول الخليج يستخدم الأشعة فوق البنفسجية المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية؛ لإطالة العمر الافتراضي للحوم والمخبوزات والمنتجات الطازجة بنسبة 20- 60%، كما أكد دور الشركات الناشئة في مجال توزيع الطعام في تقليل الهدر، باعتبارهم حلقة وصل بين مَن يملك فائض الطعام ومَن يفتقر إليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان