لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مي زيادة.. ليالي معشوقة الأدباء

01:30 ص الثلاثاء 15 نوفمبر 2022

مي زيادة

كتب- محمد شاكر:

ماتزال قصة حياة الأديبة مي زيادة، خالدة في وجدان الأوساط الأدبية والفنية بل والأوساط الشعبية، ولذا تثير شهية صناع الدراما والفنون لتجسيد هذه القصة لما بها من تفاصيل أقرب إلى الخيال.

وكان آخر هذه الأعمال، ما تردد مؤخرا حول مشروع تحويل رواية واسينى الأعرج "مى.. ليالى إيزيس كوبيا" إلى عمل درامى وفقًا لما أعلنه الأديب الجزائرى الكبير على صفحته على موقع فيس بوك.

فقد نسجت الكثير من الأساطير حولها، فهي معشوقة الأدباء، ملهمة الفنانين في العصر الحديث، هام في حبها العظماء، وخلدها في قصائدهم الشعراء، ومازالت الكتب تتوالى على المطابع حول قصة حياتها أو بالأحرى مأستها..

إنها مارى إلياس زاخور زياد، التي اشتهرت بمي زيادة، ويكفي أن تنطق اسمها لتنطبع في الأذهان علاقتها بكبار المبدعين من جيلها.

ولدت مي فى11 فبراير 1886م بالناصرة بفلسطين، تزوجت من ابن عمها إلياس زاخور زياد اللبنانى الذى كان يعمل بالتدريس بفلسطين وقتها، وانتقلت لتعيش في مصر وعمرها 20 عاماً.

تنقلت للعمل بين الصحافة والشعر والأدب، كما تعددت اللغات التي تجيدها بين اللغة العربية والفرنسية والانجليزية والألمانية، وتتلمذت على يد أباطرة جيلها مثل الدكتور أحمد لطفى السيد والشيخ مصطفى عبد الرازق وغيرهم، كما تعددت أسماءها المستعارة التي تكتب بها إبداعها، فكتبت مذكراتها في بداية عمرها باسم عائدة، واختارت اسم إيزيس كوبيا، لتوقع به كتابتها الأولى باللغة الفرنسية، ومن أسمائها المستعارة: "شجية، كنار، السندبادة البحرية الأولى، مودموزيل صهباء، خالد رأفت"

نبوغ مي زيادة لم يزدها إلا شقاء، وبعدما تكالب على قلبها رجال الأرض من مشارقها إلى مغاربها، عاشت غريبة وماتت غريبة، حتى بين أيدي أعلام عصرها الذين عشقوها، وجاءت عناوين كتبها معبرة عما شهدته من آلام مثل "ظلمات وأشعة"، "سوانح فتاة"، "الحب في العذاب"، "ابتسامات ودموع"، وغيرها من الكتب التي عكست وحدتها ولوعتها وحزنها الذي رافقها حياتها، وأدى إلى عزوفها وانطوائها وعزلتها.

حازت مي شهرة منقطعة النظير، بعدما دشنت صالونها الثقافي، وقصده كبار عصرها مثل أحمد شوقي، وباتت محاطة بحب عدد كبير من ألمع الكتاب العرب، كطه حسين وعباس العقاد، وولي الدين يكن، وأمين الريحاني، وجبران خليل جبران الذي جمعتهما أشهر رسائل الحب في العصر الحديث، ولم يلتقيا طوال حياتهما.

جمعت بينهما وبين جبران خليل جبران، واحدة من أشهر قصص الحب بين الأدباء في العصر الحديث، بدأت شرارتها برسالة تعرب فيها عن إعجابها بقصة الأجنحة المتكسّرة، ليتطور الأمر إلى قصة حب ملتهب مازالت مضرب الأمثال حتى يومنا هذا، بعدما رحلا عن الدنيا دون لقاء.

وبعد أعوام من المجد، بدأت محنتها عندما نجح ابن عمها في استدراجها إلى لبنان وأودعها مستشفى العصفورية، للأمراض العقلية، طمعا في ثروتها، مدعيا أنها أصيبت بالجنون، ولم يفت في عضدها هذا الأمر لولا أنها وجدت نفسها وحيدة أمام عاصفة عاتية من الإنكار والجحود من رموز عصرها، بعد رحيل والدها وجبران، فمالت إلى العزلة، حتى أعلنت وفاتها في القاهرة، في 19 أكتوبر عام 1941.

حظيت مي زيادة بمكانة كبيرة في الثقافة العربية في عصرها وإلى الآن لما طرقت من مجالات الكتابة والموضوعات الفكرية والإنسانيّة التي أثارتها، ونستطيع أن نضيف إلى مجمل ريادة مي، كتاباتها للدراما ولو في صورة بدائيّة، ربما لو تفرغت لها بالقدر الكافي لكانت قد تركت بها بصمات ذات شأن مثل كتاباتها في المجالات الأدبيّة الأخرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان