"الرقابة الصحية": إفريقيا سوق واعد لاستثمارات الصحة الرقمية
كتب - أحمد جمعة:
قال رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية الدكتور أشرف إسماعيل "إن الدول الإفريقية لديها تجارب ناجحة في مجال الرعاية الصحية عن بعد، وينتظر أن يحدث نقلة نوعية في تقديم خدمات الرعاية الصحية بالقارة، وتدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الشاملة".
وأكد إسماعيل - في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي نظمته هيئة الاعتماد والرقابة تحت عنوان (الصحة الرقمية في إفريقيا: وضع الاستراتيجيات والشراكات)، وذلك تحت رعاية وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية للتطبيب عن بعد بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين على المستويات المحلية والإقليمية والدولية - الدور المتزايد لتكنولوجيا المعلومات في إتاحة تقديم الرعاية الصحية بجميع أنحاء العالم وفي الدول الإفريقية بصفة خاصة، مما ينعكس على جعل أنظمتنا الصحية أكثر كفاءة ومرونة في تلبية احتياجات الناس وتوقعاتهم.
وأشار إلى أنه وفقا لبعض التقديرات، فقد تساهم حلول التطبيب عن بعد في توفير 4.28 مليار دولار أمريكي سنويا من تكاليف الرعاية الصحية، وتمكن المرضى من الحصول على خدمة أقل تكلفة صحية وبتكلفة أقل، خاصة بعد عدم حاجتهم لتحمل نفقات التنقل، والتي يمكن أن تصل في المناطق الريفية إلى آلاف الأميال.
وأضاف أن التطبيب عن بعد نجح في إعادة تشكيل مستقبل الرعاية الصحية للسنوات القادمة، فعلى مستوى العالم ازداد دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم خدمات الرعاية الصحية بشكل كبير، حيث يمكننا الآن أن نرى تقدم التكنولوجيا المستخدمة في النظم الصحية بالبلدان المتقدمة والنامية من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمستشفيات الذكية، وجراحة الروبوتات، ونظم المعلومات الصحية، وأنظمة دعم القرار والطب الدقيق.
وأوضح أن قصص النجاح للتطبيب عن بعد والاتجاهات العالمية أظهرت الكثير من التطبيقات له في جميع مجالات تقديم خدمات الرعاية الصحية مع تحسين تجربة المرضى والتزامهم بخطط الرعاية الخاصة بهم، كما مكنت مقدمي الرعاية الصحية من التواصل مع مرضاهم وإنقاذ حياتهم خاصة بعد تيسير إمكانية الوصول للمرضى في أي مكان.
ونوه بعمل التطبيب عن بعد في تحسين التعامل مع الأمراض المزمنة، كما ازداد الاتجاه نحو العلاج النفسي عن بعد وتمكن الأطباء النفسيين من متابعة مرضاهم، فضلا عن تحسن تجربة المرضى من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تمكنهم من الحصول على الخدمة الصحية عن بعد بدلا من الزيارة الدائمة للطبيب، بالإضافة إلى التكنولوجيا القابلة للارتداء التي يمكن من خلالها دمج بيانات المريض في المنزل ضمن نظام الرعاية الصحية الأكبر، وتعزيز متابعة وعلاج المرضى.
ولفت إلى أن الهيئة أدركت الأهمية الكبيرة للتطبيب عن بعد، وعملت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، بجانب جميع الشركاء المعنيين في مصر لصياغة إطار قانوني للتطبيب عن بعد في مصر، والذي يمهد الطريق لإصدار معايير GAHAR للتطبيب عن بعد.
كما أكد أهمية المشاركة الكاملة للحكومات الوطنية والهيئات ذات الصلة في جميع المشاريع أو المبادرات المتعلقة بالتطبيب عن بعد بالمنطقة الإفريقية من أجل الوصول إلى نظام قوي وفعال لخدمات الرعاية الصحية وإقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، فضلا عن التعاون الإفريقي الأجنبي للمساعدة في تطوير أو توفير البنية التحتية اللازمة لخدمات الرعاية الصحية عن بعد بفاعلية، بالإضافة إلى وضع التشريعات واللوائح، وكذلك حلول الأمن السيبراني لحماية حقوق مقدمي الخدمات ومتلقيها وتعليم الناس وتوعيتهم.
ومن جهته، قال عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور أحمد صفوت "إن تحسين الوصول لخدمات الرعاية الصحية يعد على رأس أولويات جميع وزارات الصحة عبر مختلف البلدان بإفريقيا وفي مختلف أنحاء العالم، ومن ثم تزايد عدد الشراكات التي تنمو في مجال الصحة الرقمية، حيث أدرك كل لاعب بمجال الصحة الرقمية أن التعاون يضاعف التأثير والنجاح عندما يتعلق الأمر برعاية صحية ميسورة التكلفة وفعالة ويمكن الوصول إليها، وفي الوقت نفسه جيدة وآمنة ومركزة على المريض".
وأضاف أنه عند التحدث عن الصحة الرقمية لا يتوقف الأمر عند الحلول الذكية فقط، وإنما يمتد لآليات التمويل والخدمات اللوجستية وكيفية الوصول للرعاية الصحية مع المتخصصين بطريقة آمنة ومناسبة وفعالة، وهو ما يتناوله المؤتمر بالتطبيق على خصوصية الواقع الإفريقي.
وتابع: "لفترة طويلة جدا اعتقد الكثير من الناس أن التطبيب عن بعد له مشكلات تتعلق بالتكلفة والأمان في تقديم الخدمة الصحية، مما أدى إلى التردد في تبني الخدمات الرقمية في ممارساتهم، ولكن خلال السنوات القليلة الماضية أظهر لنا التحول النموذجي في الخدمات الصحية عن بُعد أنه يحقق الوصول بشكل أفضل للخدمة كما يخفف من تحمل تكاليف الرعاية الصحية".
ويناقش المؤتمر، الذي يقام في مصر للمرة الأولى وتستغرق فعالياته يومين، أبرز التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية في القارة الإفريقية وكيف يمكنها الاستفادة من إمكانيات التطبيب عن بعد في مواجهتها، خاصة مع ما شهدته الصحة الرقمية من خطوات متسارعة أثناء جائحة كورونا وما بعدها، وتأثير ذلك على الاستثمارات في القطاع الصحي بالقارة، فضلا عن استعراض التجارب المختلفة وأوجه استجابة المؤسسات من مختلف انتماءاتها للحاجة إلى رقمنة الأنظمة الصحية، ودور سياسات وتشريعات التطبيب في الوصول لنموذج العمل الأمثل.
ويشارك في المؤتمر 65 متحدثا في الجلسات، من بينهم 36 خبيرا أجنبيا بجانب ممثلي عدد من الدول الإفريقية من (غانا، جنوب إفريقيا، نيجيريا، المغرب، تونس، كوت ديفوار، إثيوبيا، تنزانيا، موريتانيا، مالي، كينيا، توجو)، كما يشارك في ورش العمل متخصصون من (الإمارات، والسعودية، باكستان، والهند، سويسرا، بلجيكا، فرنسا، إنجلترا، وكندا).
فيديو قد يعجبك: