لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

توت عنخ آمون.. هل اكتشف "حمار" المقبرة على سبيل الصدفة؟

12:30 ص السبت 05 نوفمبر 2022

تصوير- أحمد جمعة:

تحل اليوم، ذكرى مئوية اكتشاف مقبرة الملك الشاب "توت عنخ أمن"، المكتشفة في 4 نوفمبر 1922، والتي بلغ عدد مقتنياتها 5000 قطعة أثرية وفق ما ذكره علماء الآثار وقت الاكتشاف.

ويرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، ملابسات الاكتشاف وعلاقته بحمار الطفل حسن عبد الرسول، وحقيقة المكتشف هيوارد كاتر.

ويوضح ريحان أن كنز توت عنخ آمون ضم 27 كفًا و427 سهمًا و12 كرسيًا صغيًرا و69 صندوقًا و34 عصا معقوفة وقد جمع هوارد كارتر نحو خمسة آلاف قطعة من غرف الدفن الأربع بما فيها قطع أثاث وجرارعطور وكشاشات ذباب وريش نعام

المكتشف الحقيقى.

وينوه ريحان إلى أن المعروف إعلاميًا أن العالم البريطانى هوارد كارتر هو مكتشف المقبرة عند قيامه بحفائر علمية عند مدخل النفق المؤدى إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك، لكن الحقيقة كما أعلنها عالم المصريات وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهى حواس أن كارتر جاء إلى وادى الملوك وهو يحلم بالكشف وكان كارتر يجلس أغلب ساعات النهار داخل خيمة وقد كلف شابًا صغيرًا لا يزيد عمره على 12 عامًا اسمه حسين عبد الرسول وهو من عائلة معروفة في ذلك الوقت هى التى اكتشفت خبيئة المومياوات عام 1881.

وكان حسين يحضر المياه داخل الأواني الفخارية الضخمة وكان العمال يساعدونه في تنزيل الأواني من على ظهر الحمار ويحفرون حفرة في الأرض لكي تستقر هذه الأواني لكي يشرب العمال منها يوميًا، وأثناء الحفر عثر حسين على مدخل المقبرة، وجرى تجاه الخيمة لكي يخبر كارتر عن الكشف، وجاء مسرعًا إلى مكان الحفر ليعلن أن هذا قد يكون مدخل المقبرة وبعد ذلك قام كارتر بالحفر حتى وجد الدليل الذي يثبت أن هذا هو مدخل المقبرة التي ظل يبحث عنها أربع سنوات وكان ذلك يوم 4 نوفمبر 1922، وعندما قام كارتر بحفر حجرة الدفن قام بوضع عقد من المقبرة على صدر حسين ثم طلب من مصور البعثة أن يقوم بتصويره وأعطى لحسين الصورة.

شخصية كارتر

هوارد كارتر، هو ابن رسام اشتهر بصوره التي رسمها للحيوانات ووصل إلى مصر في عام 1891 وعثر على ثلاثة مقابر ملكية أخرى كانت كلها فارغة قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون، وكانت له علاقات بأصحاب النفوذ إذ عمل إلى جانب الأثري الأميركي وعالم الآثار الهاوي ثيودور ديفيس، وفي عام 1907 بدأ كارتر سعيه وراء قبر الملك الشاب وهو الاكتشاف الذى ساهم في إعلاء شأن مكتشفه إذ نال كارتر دكتوراه شرفية ودعاه الرئيس الأميركي كالفن كوليدج إلى شرب الشاي معه.

وقد تلاعب كارتر بالصور الفوتوغرافية وزور الوثائق بشأن اكتشافه وخدع دائرة الآثار المصرية إضافة إلى أنه أراد إرسال أكبر عدد ممكن من القطع الأثرية إلى إنجلترا والولايات المتحدة، لكن خطته سرعان ما اصطدمت بمقاومة قوية من دائرة الآثار التى كانت تابعة لرجل فرنسي عنيد وفي النهاية باءت خطة كارتر بالفشل وبقي كنز الملك الذهبي في القاهرة، وهذا ما قيل رسميًا على الأقل لكن فريق كارتر أخذ سرًا عددًا من القطع مع أنهم لم يكونوا مخولين بذلك فقد تبيّن أن بعض المعروضات في عدد من المتاحف العالمية ضمن مقتنيات كنز الملك توت عنخ أمن وأحد الأمثلة الأحدث تمثال أوشابتي (خادم الموتى) صغير مصنوع من الخزف الأبيض في متحف اللوفر، وعندما زار كريستيان لوبن عالم متخصص في التاريخ المصري متحف اللوفر لم يستطع أن يصدّق عينيه حيث كان اسم توت عنخ أمن مكتوبًا على التمثال ومن المؤكد أنه كان جزْءًا من الكنز الذي عُثر عليه داخل المقبرة.

سرقة المقبرة..

ويتابع ريحان: القطع المهرّبة شملت أيضًا قطعة لها شكل رأسي صقرين ذهبيين ظهرت في مدينة كنساس وبعد فحص هذه القطعة تبيّن أنها جزء من طوق وُضع مباشرة على جلد المومياء التي كانت مغطاة بعشرين لترًا من زيت التحنيط انفرط الطوق عندما انتُزع فجمع كارتر أجزاءها ليقدّمها هدية إلى طبيب أسنانه، كذلك ظهرت قطع في ألمانيا فقد أقر مدير متحف في ولاية ساكسونيا أنه يملك عددًا من الخرزات الزرقاء ويشهد مدير المتحف أن كارتر وضعها في جيبه أثناء تفريغ المقبرة من محتوياتها ثم أعطاها لأحد مساعديه وعثر على هذه الخرزات المشكوك في أمرها في أحد المزادات.

ومن جانبها تنوه المرشدة السياحية والباحثة فى الآثار ميرنا محمد إلى أدلة سرقة كارتر لمقتنيات من المقبرة المكتشفة حيث اكتشف في سبعينات القرن الماضي توماس هوفينغ مدير سابق لمتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك أن كارتر وشريكه اللورد كارنارفون الإنكليزي قدّما مشبكًا يظهر عليه الملك الصغير وهو يركب عربته هدية لملك مصر فؤاد الأول كذلك تلقى عملاق النفط الأميركي إدوارد هاركنس خاتمًا من الذهب، ولم يُفتضح أمر كارتر سوى مرة واحدة حين نقل خلسة تمثالًا نصفيًا ملونًا صغيرًا للملك الشاب إلى غرفة جانبية دون تسجيله ضمن الآثار لكن المحققين اكتشفوا التمثال في عربة للنبيذ، وقد فرضت مصلحة الآثار حراسة على المقبرة وقت اكتشافها ثم تصاعد النزاع بمنع كارتر من الدخول إلى موقع المقبرة حتى إنه بعث برسالة إلى وزير الأشغال المصرى مرقص حنا فى 17 فبراير 1924 محذرًا من خطورة غيابه عن موقع المقبرة ولكن الوزير رد موضحًا أن قرار منعه جاء بعد إغلاقه المقبرة و إضرابه ومعاونيه عن العمل، وقد نجح عالم الآثار في التنصّل من هذا الوضع الحرج ولم تخرج هذه الفضيحة إلى العلن.

ورغم ذلك فإن حيل كارتر نجحت حيث اختفى عددًا من القطع الصغيرة من مقتنيات الملك فمَن سرقها ومتى؟ وما هى هذه القطع؟ وأين انتهى بها المطاف؟ لا تزال هذه الأسئلة أحد الألغاز المحيرة حتى الآن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان