تغيير النظام.. مترجم لغة روسية يكشف توقعاته لمصير حرب روسيا وأوكرانيا
كتب- مصراوي:
يزداد الاهتمام العالمي بالعملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا بشكل كبير؛ خصوصًا مع دخول الحرب يومها الرابع، دون وجود بوادر جادة لحل المشكلة وإيقاف إطلاق النار حتى الآن؛ مما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي ويؤثر على الكثير من السلع المهمة؛ وعلى رأسها القمح، حيث يتم تصدير ثلث القمح العالمي من دول هذه المنطقة الملتهبة، كما يتخوف الكثير من انجرار بعض القوى الكبرى للمشاركة في هذه الحرب مما يهدد باندلاع حرب عالمية ثالثة.
تحدثنا مع أحد أهم مترجمي اللغة الروسية في مصر، وهو المترجم الدكتور أنور إبراهيم، والذي أكد على أن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا لن ينجم عنها حرب عالمية ثالثة، متوقعًا أن يقف الأمر عند تغيير النظام السياسي.
وقال إبراهيم، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى "مصراوي": إن الأزمة بين روسيا من جهة وأوكرانيا وأوروبا من جهة أخرى، لها عاملان؛ الأول يتمثل في جذور دينية منذ أيام الإمبراطورية الروسية وحكم القياصرة، والثاني جذور سياسية قديمة، يمكن وصفه بالعنصر الجيوبولتيكي أو التوسع الإمبراطوري.
وأضاف إبراهيم بشأن الجذور الدينية: لقد اعتنقت روسيا الديانة المسيحية متأخرًا، في القرن العاشر الميلادي، واتخذت الأرثوذكسية مذهبًا لها، واستمرت الحروب الطاحنة بين الإمبراطورية العثمانية والروسية لمدة نحو 5 قرون، وشاركت في هذه الحرب كتيبة مصرية، رغم أن مصر ليست لها مصلحة في ذلك؛ ولكنه كان قرار الباب العالي بمشاركة البلاد التي تخضع لسيطرته في هذه الحروب.
ولفت إبراهيم إلى أن أحد الكتاب كتب مقالًا عام 1877 قال فيه: عاجلاً أو آجلاً القسطنطينية لنا، وكان اسمها قبل ذلك بيزنطة، وكانت مركز انتشار الأرثوذكسية في أوروبا، وكان يرى أن رسالة روسيا هي نشر هذا المذهب الذي يناهض الانحلال الأوروبي والمادية.
وأكمل المترجم: أوكرانيا كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية، وفي سياق تاريخي ما، منح الرئيس الروسي خروشوف، أوكرانيا منطقةَ القرم، وكانت منطقة ذات أهمية استراتيجية فائقة لروسيا، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي سعت روسيا إلى استعادة منطقة القرم مرة أخرى، وهي منطقة بها عدد من الأقليات المسلمة؛ خصوصاً أنه بعد تعاون أوكرانيا مع حلف الناتو، وجدت روسيا نفسها يتم حصارها تدريجيًّا مع الوقت، بقواعد أمريكية في دول بحر البلطيق وحتى بعض الجمهوريات الإسلامية، ووجود قواعد أجنبية في أوكرانيا الغربية شيء خطير؛ لأنه ملاصق للحدود الروسية، ومن هنا سعت روسيا لاستعادة القرم.
وواصل إبراهيم: مع تولي أحد الممثلين رئاسة الجمهورية، تعقدت الأمور؛ ولكن عندما كشرت روسيا عن أنيابها تخلى عنه الجميع ولم يجد أحدًا بجواره، لأنهم ليسوا على استعداد للصدام المباشر أو حرب حقيقية مع روسيا، بحسب رأيه.
وتابع المترجم: ما حدث من عملية عسكرية روسية في أوكرانيا أمر بسيط لن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، وكل ما حدث حتى الآن هو استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة الروسية في إيقاف فعالية القوات الأوكرانية، وألغت تمامًا دور القوات الجوية ونسفت المطارات الأوكرانية، والاستيلاء على المنشآت النووية، وشل البلاد بالكامل، وما سيحدث يتمثل في تغيير في النظام السياسي واستعادة منطقة القرم الاستراتيجية، لأن بها ميناء استراتيجيًّا يطل على البحر الأسود، وعلى مسافة 6 كيلومترات منه مدينة إسطنبول؛ ما يعني أنك دخلت المياه الدافئة واقتربت من أوروبا.
فيديو قد يعجبك: