سد النهضة| خبيران يكشفان خطوات إثيوبيا بشأن الملء الثالث
كتب- أحمد مسعد:
ما زالت مصر والسودان تصران على الوصول إلى اتفاق ملزم وقانوني بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، إلا أن إثيوبيا تستمر في أعمال البناء والملء دون اتفاق أو مفاوضات؛ مما يعزز مخاوف دولتَي المصب.
قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن المشهد المتعلق بسد النهضة وتحديداً الملء الثالث ضبابي، حيث يتبقى على الملء الثالث 40 يوماً، بينما تحتاج أديس أبابا إلى 70 يوماً للوصول إلى تعلية قدرها 20 مترًا لتخزين 10 مليارات ونصف مليار متر مكعب، حسب التصريحات الإعلامية للحكومة الإثيوبية، موضحاً أن فتح إثيوبيا بوابات السد لتمرير المياه وتجفيف الممر الأوسط خطوة جاءت بعد خيبة كبيرة لعدم القدرة على استغلال التوربين الوحيد بالسد في توليد الكهرباء.
وأوضح علام، في تصريحات خاصة أدلى به إلى "مصراوي"، اليوم السبت، أن سد النهضة يحتوي حالياً على ما يقرب من 8 مليارات متر، لافتاً إلى أن أعمال البناء تنفذ بها 15 سنتيمتراً يومياً خراسة، مؤكداً أن تخزين الكمية المدعاة تحتاج إلى ارتفاع 20 مترًا من منطقة مع تعلية جانبي السد.
ولفت وزير الري الأسبق إلى أن كل الشواهد والخطوات المتبعة تفيد نيات إثيوبيا في الاستمرار في أعمال البناء والتخزين دون التواصل مع دولتَي المصب، لافتاً إلى أن هذا الوضع لا يصب في صالح الجميع.
ونجحت إثيوبيا في 20 نوفمبر الماضي، في تشغيل أولي توربين وسط احتفالية من قبل الحكومة الإثيوبية، دون اتفاق مع دولتَي المصب.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ هندسة الجيولوجيا بجامعة القاهرة وخبير الموارد المائية، إن إثيوبيا انتهت من تفريغ منطقة وسط سد النهضة؛ استعداداً لعملية الملء الثالث، مشيراً إلى أن المستهدف هذه المرة هو تخزين 10 مليارات ونصف مليار متر مكعب.
وأضاف شراقي، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى "مصراوي"، أن الثلاثاء الماضي شهد خروج آخر كميات استعداداً للملء الثالث، لافتاً إلى أن الإعلان الإثيوبي شيء والواقع أو ما سيتم تخزينه شيء آخر؛ خصوصاً أن إثيوبيا كانت تستهدف 18.5 مليار متر مكعب من التخزين الأول؛ وهو ما لم يتحقق حتى الآن .
وتابع أستاذ هندسة الجيولوجيا بأن سرعة عملية البناء والتخزين التي من المتوقع أن تكون عشوائية وتفتقر إلى عوامل الأمان والسلامة تعود إلى التوجهات السياسية للحكومة الإثيوبية سواء للداخل أو للخارج .
وأشار شراقي إلى بدأ العمل فوق الممر الأوسط الأيام المقبلة بعد أن توقفت المياه، ومن المتوقع أن تكون التعلية أقل من خمسة أمتار هذا العام بتخزين نحو 2 مليار متر مكعب، وفي حالة التعلية أكثر من ذلك لا بد من تعلية الجانبين بنفس القدر، وهو ما يصعب تنفيذه خلال المدة المتبقية؛ أقل من 4 أشهر. تعلية المتر الواحد شاملة الجانبين والممر الأوسط تتطلب 60 ألف متر مكعب خرسانة.
جدير بالذكر أن المفاوضات متوقفة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، منذ أبريل 2021.
فيديو قد يعجبك: