هل يعود القطاع السياحي المصري لما قبل الحرب الروسية الأوكرانية؟
كتب- يوسف عفيفي:
كشف مسؤولو وخبراء السياحة، عن محاور جديدة لعبُور القطاع السياحي من النفق المظلم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وكساد الاقتصاد الذي يضرب أرجاء العالم ومعدلات التضخم المتزايدة.
وأكد خبراء القطاع لمصراوي، ضرورة العمل على عدة محاور في وقت واحد حتى تستطيع السياحة المصرية العبور من هذا النفق، أبرزها الاعتماد على السياحة العربية والداخلية، والاستمرار في إطلاق الحملات التنشيطية في عدة أسواق مختلفة لتعويض المفقود من هذه السياحة.
حملات تنشيطية
قال الدكتور حسام هزاع عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن هيئة تنشيط السياحة، أطلقت حملة على السوشيال ميديا لمدة 8 أسابيع، في دول إنجلترا وألمانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
ووصف هزاع في تصريح لمصراوي، هذه الحملة بالخطوة الممتازة، مطالبا بضرورة التركيز على أسواق أخرى، خصوصا الأسواق الخليجية والهند وأمريكا الجنوبية، لافتا إلى أن أسعار الطيران واتجاهاته تعتبر الأساس، كون حظر الطيران بين دول أوروبا وروسيا جعل هناك مشكلات في الطيران.
وعن السياحة الداخلية، أكد عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أنها مهمة لكن دوران رأس مالها داخلي بالجنيه المصري وهو لا يدخل عملة صعبة للبلد وسيكون فترة 3 أشهر فقط "أيام الإجازات".
أسواق بديلة
أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف، عضو جمعيتي مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء، ضرورة العمل على محورين مهمين أولهما: اتخاذ إجراءات عاجلة ومنها ضرورة تفعيل مبادرات البنك المركزي لمساندة القطاع السياحي.
وأشار عاطف لمصراوي، إلى ضرورة صدور قرار وزاري بإرجاء المستحقات الحكومية لدى القطاع السياحي لمدة 6 أشهر حتى تتضح الرؤيا وتعود السياحة إلى طبيعتها ويستطيع القطاع السياحي سداد التزاماته لأنه بدون هذا القرار وعدم وجود تعليمات لدى الجهات الحكومية سيتم التعامل قضائيًا وجنائيًا على شيكات التسوية المستحقة مع أصحاب المنشآت السياحية في ظل عدم وجود إمكانية للسداد في الوقت الحالي.
وأوضح أن المحور الثاني، يتمثل في ضرورة التفكير في أسواق بديلة لجذب السياحة لمصر مثل السياحة العربية والخليجية ودول شرق أسيا، خصوصا أننا مقبلون على الصيف وانحسار موجة كورونا وارتفاع درجات الحرارة الكبيرة بهذه البلدان ورغبتهم في قضاء أوقات جميلة وممتعة في الشواطئ المصرية.
واقترح عاطف، وضع برامج تنشيطية للسياحة الداخلية من خلال تخفيضات في الفنادق وتذاكر الطيران الداخلي ووضع برامج مشتركة تتبناها وزارة السياحة مع الطيران المدني وجمعيات المستثمرين السياحيين بالمدن السياحية لأن السياحة الداخلية أثبتت قوة لا يستهان بها في ظل فترة كورونا وتوقف السياحة الروسية منذ 2015.
ودعا إلى ضرورة تسويق مصر سياحيا من خلال منتجات سياحية متنوعة بجانب السياحة الشاطئية مثل السياحة البيئية والعلاجية والرياضية وسياحة المؤتمرات واليخوت والسياحة الدينية مثل سانت كاترين ومسار العائلة المقدسة وكذلك تسويق مصر على أنها بلد جاذب للاستثمارات ورؤوس الأموال في مختلف القطاعات وكل هذه النوعية من السياحة لدينا الإمكانيات الكبيرة فيها ولكنها تحتاج فقط إلى برامج يتم تسويقها بشكل جيد بمختلف الدول التي نستهدف جذب سياحة منها.
سياحة الصحاري
طالب بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، بضرورة استمرار الحملات التنشيطية في جميع الاتجاهات والحفاظ على تنمية الحلول السابقة والتي كان منها السياحة الداخلية.
ودعا أبو طالب في تصريح لمصراوي، إلى ضرورة انتهاز الفرص من المكسيك وأمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا، والتغلب على عقبة الطيران الطويل واستئجار طائرات لذلك الغرض، مع تشجيع وحث المستثمرين العرب لضخ استثمارات جديدة في القطاع السياحي، بالإضافة إلى تطوير المنتج السياحي المصري والتفكير في أنواع سياحات لم نستثمرها بعد كسياحة التخييم وسياحة المشي في الصحاري والمحميات.
وعن السياحة الداخلية، تابع أبوطالب:" لا بد أن تذكر في الدستور، أنه من حق كل مصري أن يستمتع ببلده وخيراتها وأولها السياحة، وكنت قد اقترحت أن تلزم وزارة السياحة بتخصيص نسبة 10% من غرف أي فندق في مصر للمصريين وعدم تسكينها لغيرهم، ومعاقبة المخالف، وألا تزيد هذه النسبة عن 25%.
السياحة العربية والداخلية
دعا باسم حلقة، نقيب السياحيين، إلى ضرورة تكثيف الجهود التسويقية والتشجيعية للسياحة من شرق آسيا وأفريقيا، ولدينا فرص أخرى تعتمد على سياحة المهرجانات والمؤتمرات والمناسبات والبطولات الرياضية في مختلف الألعاب واستضافتها على أرض مصر، وتوزيعها على المدن السياحية والتي لها بنية أساسية رياضية وملاعب تستوعب مثل هذه البطولات.
وتابع حلقة لمصراوي:"أتصور أن تعتمد مصر في المرحلة القادمة على السياحة العربية، والسياحة الداخلية للمصريين، بجانب ما يأتي من سياح أوروبا".
وأشار إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في توقف الرحلات السياحية القادمة سواء من روسيا أو من أوكرانيا، ما أثر على نسب الإشغالات في الفنادق بنسبة لا تقل عن 30%.
فيديو قد يعجبك: