بعد غلاء القمح.. هل يجوز استخدام الشعير في إنتاج الخبز؟
كتب- أحمد مسعد:
تواجه الحكومة المصرية تحديات كبيرة في ظل الحرب الروسية- الأوكرانية وتأثيراتها الاقتصادية المتمثلة في استيراد أحد أبرز السلع؛ وهو القمح، خصوصًا أن مصر كانت تستورد 80% منه عبر الجارتَين المتنازعتَين.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل على كل المستويات والطرق؛ لضمان توفير رغيف الخبز.
"خلط الشعير والقمح يوفر من 20 إلى 25%".. بهذه الكلمات علَّق الدكتور محمد أبو النجا، رئيس قسم المخبوزات بمركز بحوث الأغذية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، على تداعيات الأزمة، قائلًا إن اللجوء إلى البدائل المتعلقة بتوفير القمح أصبح ضرورةً؛ خصوصًا في ظل الحرب الروسية- الأوكرانية التي تؤثر على واردات القمح؛ حيث يعمل مركز بحوث الأغذية ومعهد البحوث الحقلية مع وزارة التموين وهيئة الصادرات والواردات؛ بهدف إضافة حبوب من الذرة أو الشعير ويتم خلطها بالقمح وتديم رغيف خبز آمنًا.
وقال أبو النجا، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى "مصراوي"، اليوم السبت، أن نتائج الأبحاث التي ظهرت تعود إلى 20 عاماً، مشيراً إلى أننا نجحنا في توفير 20% من رغيف الخبز من القمح وخلطه بالشعير دون حدوث تغيير في الطعم أو الوزن.
وبلغت كمية واردات مصر من القمح 6,1 مليون طن خلال الـ11 شهرًا الأولى من عام 2021 مقابل 11,8 مليون طن خلال نفس الفترة من عام 2020؛ بنسبة انخفاض قدرها 48,4%.
وأضاف رئيس قسم المخبوزات بمركز بحوث الأغذية أن العمل لم يتوقف على رغيف الخبز فقط؛ بل المنتجات الأخرى الخاصة؛ مثل البقسماط والكيكة والدوست، وغيرها بنسبة 50%، لافتاً إلى نجاح التجربة من خلال إنتاج كميات كبيرة وطرحها بأحد الأفران بحي الأسمرات.
ولفت أبو النجا إلى أن بدائل القمح عديدة؛ مثل الذرة الرفيعة التي سبق وقمنا بتجربتها؛ ولكنها لم تكن الأفضل، بل الشعير هو الأقرب.
وأشار رئيس قسم المخبوزات بمركز بحوث الأغذية إلى ضرورة التوسع في مساحات الشعير؛ خصوصاً في أراضي الاستصلاح الجديدة، مضيفاً أن عمليات خلط الدقيق الذي تم تصنيعه للخبز أكدت النتائج أنه يحافظ على نفس القيمة الغذائية والجودة ويساعد في تخفيض فاتورة استيراد القمح.
جدير بالذكر أن مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، وقامت باستيراد نحو 12.9 مليون طن في 2020 وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
فيديو قد يعجبك: