بعد التوجيه الرئاسي.. مدير معهد ناصر يكشف خطة تحويله لمدينة طبية متكاملة (حوار)
حوار– أحمد جمعة:
كشف الدكتور محمود سعيد، مدير مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج، تفاصيل خطة التطوير الشامل للمعهد، بعد توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي لأن يصبح مركزًا بحثيًا ومدينة طبية متكاملة، بما في ذلك زيادة الطاقة الاستيعابية للمعهد، ورفع كفاءة بنيته التحتية، وتحقيق الاستدامة في الخدمات الطبية.
وقال "سعيد" في حوار مع مصراوي، اليوم، إنَّ الخطة التي تُنفّذ تحت إشراف الدكتور خالد عبدالغفار، القائم بعمل وزير الصحة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، تشمل عدّة محاور، من بينها مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمعهد بشكل عام، واستحداث وحدات طبية تخصصية جديدة مثل جراحات قلب الأطفال والعيوب الخلقية، وإنشاء مبنى للعيادات الخارجية يستوعب الزيادة الكبيرة في أعداد المرضى، وإنشاء مستشفى متخصص للباطنة والأطفال.
وأشار إلى أن الخطة تتضمن محورًا جوهرياً باستهداف تنشيط السياحة العلاجية، من خلال إنشاء مهبط للطائرات وتفعيل الإسعاف النهري، بما يساهم أن يصبح المعهد قِبلة للمرضى من أفريقيا والشرق الأوسط.. وإلى نص الحوار:
• الرئيس السيسي وجه بتطوير معهد ناصر ليصبح مركزاً بحثيا ومدينة طبية متكاملة.. ما خطتكم للتنفيذ؟
معهد ناصر له دور ريادي في تقديم خدمة طبية متقدمة ودقيقة للمرضى المصريين وغير المصريين، ومن ثمَّ كان التوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتطوير الشامل للمعهد في خمس محاور، يمكن تلخيصهم في التطوير الشامل للمعهد ناصر بتحويله أولًا لمركز بحثي متميز، عبر إنشاء مركز أبحاث علمية في المعهد يكون له دور كبير في المنظومة الطبية لمصر.
الأمر الثاني يتضمن إنشاء مدينة طبية متكاملة، عن طريق زيادة الطاقة الاستيعابية للمعهد في المقام الأول، ومضاعفتها في كافة التخصصات، مع إضافة تخصصات جديدة لم تكن موجودة، إضافة رفع كفاءة البنية التحتية لمباني المعهد الموجودة بالفعل.
• الفترة الماضية شهدت عمليات تطوير بالمعهد، فما مصيرها؟
كما تعلم فالفترة الماضية حدث بالفعل تطوير ومشروعات بالمعهد تمثل نواة للتطوير تفوق تكلفتها نحو 500 مليون جنيه وهيّ قائمة بالفعل، ودعني أقول لك أن جزءًا كبيرًا من خطة التطوير الجديدة تتضمن تنشيط السياحة العلاجية للمعهد.
• كيف يتم تطوير السياحة العلاجية؟
السياحة العلاجية على رأس اهتماماتنا، وسيتم تنشيطها عبر إنشاء مهبط لطائرات الإسعاف، وتفعيل الإسعاف النهري وإنشاء مرسى نيلي أمام مدخل طوارئ المستشفى، استغلالا للموقع الجغرافي المتميز للمعهد قبالة النيل، وكذلك التوسع الخدمات الصحية والتأكد من جودتها على أكمل وجه، حيث سيتم إنشاء مبنى جديد للعيادات الخارجية مُصمم على أحدث طراز، ويستوعب أكبر عدد من العيادات، وكذلك إنشاء جراج متعدد الطوابق، لمنع الزحام بالمعهد، واستدامة الخدمة الطبية.
نعمل بشكل جاد لجذب السياحة العلاجية باعتبارها رافدًا للاقتصاد المصري، كما سيتم الاستغلال الأمثل للمبنى الملحق بالمعهد، والذي تم تسليمه لصندوق مصر السيادي.
هذه المشروعات الجديدة ستحوّل معهد ناصر لمدينة طبية متكاملة في كافة الخدمات.
ودعني أوضح لك أن معهد ناصر هو المكان الطبي الوحيد في مصر الذي له مكتب تمثيل في مطار القاهرة وموظفين على مدار الـ 24 ساعة لاستقبال المريض منذ وصول الطائرة ومتابعته حتى مغادرته المطار بعد تلقي الخدمة بالمعهد.
• هل تضررت السياحة العلاجية من أزمة كورونا؟
العالم كله تضرر من جائحة كورونا، ونتمنى مع عودة الحياة مجددًا بعد التعافي من جائحة كورونا أن تعود السياحة العلاجية بكفاءة مرة أخرى، وأن يصبح معهد ناصر نقطة جذب للأشقاء العرب والأفارقة من مختلف البلدان لتقديم الخدمة الطبية لهم في معهد ناصر بشكله الجديد بعد أن يصبح مدينة طبية متكاملة الخدمات ذات خدمات طبية بصورة لائقة ومشرفة للمواطن المصري أولا وللمواطن من مختلف الدول المجاورة.
• ما عدد المترددين على المعهد حالياً وما المستهدف؟
بحسب آخر إحصاء، فمعهد ناصر قدّم الخدمات الطبية لنحو مليون و600 ألف مريض خلال آخر عام، وقبل مرورنا بجائحة كورونا كنا نقدّم الخدمات العلاجية لـ 2 مليون و200 ألف مريض في العام، بما في ذلك التخصصات الطبية الدقيقة، مثل جراحة القلب المفتوح وجراحة الأورام وجراحات المخ والأعصاب وزراعة الكبد والنخاع والكلى، ووحدة الأوريطي وكلها تخصصات دقيقة للغاية لا تجدها في مستشفيات وزارة الصحة إلا في معهد ناصر؛ لأنه أحد الركائز المهمة للعملية الصحية في مصر، وبالتالي فتوجيه الرئيس السيسي سيعطي دفعة للخدمة الطبية لأن تكون على مستوى عالمي للمواطن المصري.
• ماذا عن إنشاء مستشفى متخصص للأطفال والباطنة بالمعهد؟
كما ذكرت فسيتم زيادة الطاقة الاستيعابية بالمعهد، وهذا يتضمن بناء مستشفى كبير بنفس حجم معهد ناصر متخصص للباطنة والأطفال، وكذلك بناء ملحق لمركز الأورام بإضافة العمليات والرعايات والداخلي، وزيادة أسرّة الرعاية لاستيعاب الطلب على الرعايات وزيادة أسرّة الرعايات، ومبانٍ جديدة لهذا الغرض؛ لتتكامل الخدمات العلاجية بما يساهم في مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمعهد.
• هناك شكاوى من عدم وجود سرير شاغر والزحام بالمستشفى.. كيف تحلون هذه المشكلة؟
التطوير في الأساس يهدف لأن تتكامل الخدمات الطبية، والمعهد يؤدي خدمة طبية ومتقدمة ودقيقة، وكانت من أكثر المشاكل التي تواجهنا عدم وجود أماكن لأن أعداد المترددين على المستشفى أكثر من الطاقة الاستيعابية ومن مختلف أنحاء الجمهورية؛ كما يعتبر قبلة الأحداث التي تواجهها مصر لأنه يضم نخبة من الأطقم الطبية سواءً من الاستشاريين أة مختلف الجامعات المصرية، وبالتالي فالغرض من التوجيه الرئاسي أن يتبوأ معهد ناصر المكانة التي يستحقها كأحد المراكز الطبية المهمة في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومع المضي في تنفيذ هذه الخدمات سنتمكن من مضاعفة أعداد المترددين على المعهد بما يحل كافة المشاكل.
• ما أبرز التخصصات المستحدثة في خطة التطوير الجديدة؟
هناك العديد من التخصصات التي سيتم استحداثها ضمن خطة التطوير بمعهد ناصر، منها الأمراض الوراثية للأطفال ولها نصيب كبير في تلك الخطة، بجانب جراحات القلب للأطفال التي لم تكن موجودة، وكذلك جراحات التشوهات الخلقية للأطفال، وكذلك وحدة جراحات الأورطي والتي قد تكون الوحيدة في مصر، استحداث خدمات جديدة بوحدة المناظير، إنشاء مركز لاستقبال حالات علاج اليوم الواحد الأمراض المناعية، التصلب المتناثر.
• ما تفاصيل المركز المتخصص للبحوث الإكلينيكية بخطة التطوير؟
سيكون عبارة عن مركز بحثي في مبنى مستقبل للأبحاث يجري إنشاؤه، بما يسهم في تطوير الخدمة الطبية وييسر العملية التعليمية في المكان.
• هل تعانون نقصًا في الأطقم الطبية كحال أغلب المستشفيات؟
بالتأكيد ستكون هناك زيادة في الأطقم الطبية بمعهد ناصر مع اكتمال خطة التطوير نظرًا للتوسع في تقديم الخدمات ومضاعفة الطاقة الاستيعابية، خاصة أن المعهد يضم نخبة من الأطقم الطبية، ويضم حالياً 4600 شخصًا بين أطباء وتمريض وأطقم مساعدة وعمال، وبالتالي فالقوى البشرية ليست المشكلة بالنسبة لنا حالياً بخلاف الوضع في مستشفيات أخرى، نظرًا للموقع الجغرافي المتميز للمعهد في القاهرة، وقربه من الكثير من الأماكن، ومعظم الأساتذة والأطباء يفضلون العمل بالمعهد، ومن ثمَّ لا يوجد عجز بالأطباء.
• ما الموعد المتوقع للانتهاء من عمليات التطوير؟
لم يُحدد حتى الآن، لأننا لا نزال في اجتماعات مستمرة لمناقشة تفاصيل الخطة واستعراض الرسومات الهندسية للشكل النهائي للمباني والتي قد تتضمن تعديلات.
• هناك بعض الشكاوى من صعوبة توفير سرير رعاية أو حضانة بمعهد ناصر.. هل يحل التطوير هذه الأزمة؟
سيتم مضاعفة أعداد جميع الخدمات التي يقدمها المعهد حالياً في خطة التطوير، فإن كان لدينا 10 أسرة رعاية على سبيل المثال ستصبح 20 سريرًا وهكذا، وفي كافة الاجتماعات نناقش الأنسب لأسرة الرعايات، وكذلك الحضانات التي كان عددها منخفض للغاية بما لا يتناسب مع صرح طبي كبير مثل معهد ناصر، ولك أن تعلم أن المعهد به 5 حضانات فقط، وبالتالي سيتم إنشاء قسم كبير به عدد كبير من الحضانات بما يتناسب مع الطلب على الحضانات، وكذلك زيادة أعداد أسرّة الرعاية.
ولكن الأمر متوقف على أن لأسرة الرعايات والحضانات أكواد عالمية في تنفيذ المستشفيات ولا نستطيع التوسع بشكل غير علمي، لأن الكود العالمي ينص على تخصيص 20% من الأسرة بالمستشفى لأسرة الرعاية المركزة، وقدر ما نستطيع سيتم زيادة أسرّة الرعاية المركزة ورعايات الأطفال والحضانات "لأن دول اللي فيهم مشاكل على مستوى مصر".
ويلجأ الكثير لمعهد ناصر لأنه يقدم خدمة طبية متميزة، وجراحات متقدمة مثل جراحة القلب وزرع الكبد والكلى والنخاع، وكان من المفترض ألا يتم استهلاك طاقة المعهد في تخصصات أخرى أكثر سهولة يستطيع أي مكان آخر تقديمها بكفاءة للمريض، ويظل معهد ناصر متخصصا للخدمات المتقدمة التي لن تقدم في مكان آخر، لكن المؤكد أنه معهد التطوير سيتم زيادة عدد الغرف ومضاعفتها سواءً إقامة أو عمليات أو رعاية.
• كيف تضمنون عدم تأثر الخدمات الطبية حالياً مع تنفيذ أعمال التطوير؟
هناك توجيه واضح من الرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتور خالد عبدالغفار القائم بعمل وزير الصحة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، ألا تؤثر أعمال التطوير على الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، وبالفعل فالخطة تتضمن استمرار تقديم الخدمة الطبية بالمعهد بالتزامن مع عمليات التطوير لتحويله لمدينة طبية.
وفي الوضع الحالي كنا ننفذ مشروعات كبيرة، منها تطوير جناح جراحة القلب ومع ذلك لم تتوقف هذه الجراحات ونجري 10 عمليات يومياً، وكذلك تطوير محطة الكهرباء وإنشاء محطة كهرباء جديدة ومحطة تكييف جديدة للمبنى الذي نعمل به، ولم تتوقف الخدمة أيضًا.
وبالتالي فالتوجيه واضح ألا تتوقف الخدمات نهائياً ويتم استمرار تقديمها بجودة عالية، وبعد انتهاء الإنشاءات يتم الربط بين المباني الجديدة والمبنى الحالي لإضافتها للخدمة.
• أخيرًا.. كيف ترى الدعم الرئاسي لمعهد ناصر والتوجيه بتحويله لمدينة طبية؟
هذا الرئاسي اعتبره عن نفسي وجميع العاملين بمعهد ناصر شرف لنا ووسام على صدورنا أن يتم اختيار معهد ناصر وتحويله لمدينة طبية الأولى في مصر، وكلنا سنكون بقدر هذه المسئولية، وهو رسالة لنا جميعًا أن نعمل ونتعب ونضاعف جهودنا لأن الفترة المقبلة تحتاج إلى بذل الكثير من الجهد.
فيديو قد يعجبك: