المستشار العلمي لمفتي الجمهورية: نشر الإرجاف والبلبلة والشائعات من كبائر الذنوب
أ ش أ
أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن نشر الإرجاف والبلبلة والخلل من كبائر الذنوب التي توعد اللهُ أصحابها، ولعن مثيريها، وحاربهم أشد المحاربة، وقاتلهم أعظم المقاتلة، لعظيم ضررها وفسادها، وقد نهى الله عن ذلك بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص:77].
جاء ذلك في رده على سؤال يقول "يتعمَّد البعض نشر الخلل والإرجاف للوطن عن طريق الكذب والخداع، فما حكم ذلك ؟ وما هي كيفية معالجته ؟"، وقال عاشور ، أولًا : "الإرجاف"، يطلق على مَن يثير الشائعات بغرض خلخلة أمن الأوطان وبث الاضطرابات أو الفزع في المجتمعات، وذلك حرامٌ شرعًا، وقد لعن الله تعالى وتوعد من يقوم بذلك بالقتل أيّنما كانوا، فقال تعالى:﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ۞ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾ [الأحزاب: 60-61].
وأضاف عاشور: أما بالنسبة لعلاج الشائعات إنما هو بوأدها في مهدها قبل تفاقمها والامتناع عن إذاعتها، ولا بد للتثبت منها بالرجوع في شأنها إلى أولي الأمر وأهل العلم والخبرة قبل نشرها؛ حتى لا تكون وبالًا على المجتمع أو تسهيلًا للجرائم أو مثارًا للاضطراب، وإلى هذا أرشدنا الله تعالى بقوله : ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[النساء: 83]، فأمرنا الله عز وجل بردْ الأمور في السَّرَّاء والضَّرَّاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى أولي الأمر والعلم الذين أقامهم الله تعالى في معرفة خباياها وسبر خفاياها قبل إذاعتها والتكلم فيها، حتى يكون الكلام عن حقيقة، والإذاعة عن بينة، والنقل عن تثبت وتحقق، ونبهنا سبحانه وتعالى إلى أن النكول عن ذلك اتِّباعٌ للشيطان وخروج عن منهج الرحمن.
فيديو قد يعجبك: