الخزانة الأمريكية: الاقتصاد لا يزال يتوسع والذهب عند أدنى مستوى في شهرين ونصف والنفط ينخفض

الخزانة الأمريكية ترى أن الاقتصاد لا يزال يتوسع وأسعار الذهب عند أدنى مستوى
لها في شهرين ونصف والنفط ينخفض بسبب مخاوف الطلب من الصين

*** إعلان تحريري

هذه المادة مقدمة بقلم: عصام استانبولي، مستشار مالي واقتصادي وبرعاية AvaTrade

من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي توسعه هذا العام على الرغم من الانكماش المفاجئ في الربع الأول بالرغم من أن التضخم ربما قد بلغ ذروته، حيث أنه قد تكون هناك تعديلات لتوقعات سلبيه في الناتج المحلي الإجمالي للنمو بمقدار 2.3٪ في مقارنة الربع الرابع بعد انخفاض 1.4٪ في الربع الأول من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي. وعلى الرغم من أنه قد يتم التعديل السلبي فإن هذا يبقى مخاطر التراجع في التوقعات، إلا أنه من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي توسعه هذا العام ويجب أن يساعد تراجع الحوافز المالية والنقدية جنبًا إلى جنب مع تعافي المعروض من العمالة وتحقيق التوازن لأسواق العمل مما يؤدي الى تخفيف بعض الضغوط التضخمية.

فقد صرحت وزارة الخزانة أنها تتوقع سداد 26 مليار دولار من الديون في الربع الثاني مقارنة بتقديرات يناير البالغة 66 مليار دولار في صافي الاقتراض، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى زيادة في المقبوضات حيث أنه حين تتسبب انخفاضات الصادرات وارتفاع الواردات وانخفاض الاستثمار في المخزون بالتراجع فقد بقي الاستهلاك الخاص والاستثمار الثابتين القويين.

إن عدم التطابق بين العرض والطلب أدى إلى ارتفاع التضخم الرئيسي والأساسي حتى الآن في عام 2022 مع زيادات أخرى في التضخم الرئيسي مدفوعة بارتفاع أسعار الطاقة والحبوب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا ومع التوقع أن التضخم الأساسي قد بلغ ذروته في ربيع 2022 وبدأ في الانحسار وبالنظر إلى المزيد من التراجعات في ارقام الاصابات من الوباء وجهود الحكومة لاحتواء أسعار الطاقة وتخفيف اختناقات العرض في بعض الأسواق الى ان ذلك سيكون له الأثر الإيجابي بان يكون هنالك توسع في الاقتصاد مما قد ينعكس على الإقتصاد خلال المرحله المقبله.

فقد شهدنا ايضا اسعار الذهب عند ادنى مستوى لها في شهرين ونصف مع انتظار المستثمرين اجتماع البنك الاحتياطي يوم الأربعاء وارقام التوظيف للقطاع الغير زراعي يوم الجمعة.

حيث أدى ارتفاع الدولار والرفع الوشيك لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إضعاف جاذبية السبائك باعتبارها وسيلة للتحوط من التضخم وانخفض الذهب الفوري بنسبة 0.5٪ إلى 1850 دولارًا للأونصة وهو أدنى مستوى له منذ 16 فبراير / شباط. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.5٪ إلى 1854.40 دولارًا.

الرسم البياني التالي يوضح حركه الذهب خلال يومي الإثنين والثلاثاء حتى لحظه كتابه هذا التقرير:

كما تبقى مخاطر هبوط قصيرة الأجل للذهب الى نطاق مستهدف من 1810 دولارًا إلى 1790 دولارًا مع الضغط الناتج عن ارتفاع أسعار الفائدة والدولار فقد ظل الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في 20 عامًا مما يجعل الذهب المسعّر بالدولار الأمريكي أقل جاذبية للمشترين في الخارج في حين بلغت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات يوم الإثنين 3٪ لأول مرة منذ ديسمبر 2018 وهو نطاق نفسي رئيسي مهم.

وذكر موقع avatradear.com أن لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التابعة للبنك المركزي الأمريكي ستبدأ اجتماعها بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من اليوم ومن المتوقع أن ترفع تكاليف الاقتراض بمقدار نصف نقطة مئوية، فقد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة في سياسته بمقدار 25 نقطة أساس في مارس ومن المرجح أن يبدأ قريبًا في تقليص حيازاته من الأصول، حيث يحاول تشديد السياسة النقدية التي أجريت خلال حقبة الوباء وكبح جماح التضخم المتصاعد بينما يُنظر إلى الذهب على أنه وسيلة للتحوط من التضخم وتميل معدلات الفائدة المرتفعة وعائدات السندات الأمريكية قصيرة الأجل إلى زيادة تكلفة الفرص البديلة لحيازة السبائك ذات العائد الصفري ولاكن يُنظر إلى السبائك على أنها مخزن آمن للقيمة في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية.

أما جيوسياسيا فقد قصفت القوات الروسية مدينة خاركيف وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا ودمرت عدة بلدات في شرق أوكرانيا بينما أعد الاتحاد الأوروبي عقوبات على مبيعات النفط الروسية بعد أن قالت ألمانيا إنها مستعدة لدعم الحظر على روسيا.

فقد تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء أيضا متأثرة بإغلاقات كوفيد -19 في الصين وهو ما قد يؤثر على الطلب والنمو لكنه يجد دعما من الحظر النفطي الأوروبي المحتمل على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

اما في بكين التي تبلغ عن عشرات الحالات الجديدة يوميًا فإنها تجري اختبارات جماعية على السكان لتجنب إغلاق مشابه لإغلاق شنغهاي خلال الشهر الماضي وقد أغلقت مطاعم العاصمة لتناول الطعام فيها وأغلقت بعض المجمعات السكنية.

فقد هبط خام برنت 1.22 دولار أو 1.1 بالمئة إلى 106.36 دولار للبرميل وهبطت اسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 50 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 104.67 دولار حيث ان الدافع الإيجابي الوحيد هو الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي وما إذا كان سيتم الإعلان عن ذلك مما قد ينعكس ايجاب على اسعار النفط اما الداوفع السلبيه هي عمليات التأمين من COVID التي تجريها الصين ورفع الفائده المتوقع في الولايات المتحده المدفوع بأرقام التضخم والتي تلعب السعار النفط المرتفعه دورا مهما في بقائها كذلك.

الرسم البياني التالي يوضح حركه نفط غرب تكساس خلال اليومين الفائتين حتى لحظه كتابه هذا التقرير حيث هبطت الاسعار من مستويات ال 107.95 الى مستويات ال 100.25 قبل ان ترتد الى مستويات ال 105.88 وحاليا عند مستويات ال 103.75 مدفوعه بالعوامل السابقه:

لابد من الإشاره إلى أنه قد وصل سعر خام برنت إلى 139 دولارًا في مارس وهو أعلى مستوى منذ عام 2008 بعد أن أدى غزو موسكو لأوكرانيا إلى تفاقم مخاوف الإمدادات وقد ساعد الاحتمال المتزايد لعقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بأن تنتهي المفوضية الأوروبية اليوم الثلاثاء من العمل على الحزمة التالية من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا والتي ستشمل حظرًا على شراء النفط الروسي حيث ان الحظر النفطي المحتمل على نطاق الاتحاد الأوروبي يمكن أن يقوض بشكل كبير الوفره المتناقصه بالفعل للنفط الروسي.

كما سيتم التركيز على الجولة الأخيرة من تقارير المخزون والعرض في الولايات المتحدة حيث انه من المتوقع انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 أبريل.

وستصدر مجموعة صناعة معهد البترول الأمريكي تقرير مخزونها في الساعة 20:30 بتوقيت جرينتش تليها الأرقام الحكومية من إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء.

****

هذا المحتوى إعلان تحريري، وليس لمصراوي أي علاقة به