لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خبير آثار: العيدية ارتبطت بما كانت توزعه الدولة على المواطنين في العيدين

07:29 ص الثلاثاء 03 مايو 2022


كتب- مصراوي:

أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن "العيدية" كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف وهو لفظ اصطلاحي أطلقه الناس على كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف وكانت تعرف في دفاتر الدواوين بالرسوم ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف.

وأضاف ريحان، في بيان صحفي: بدأت عادة توزيع العيدية منذ العصر الفاطمي وكانت توزع مع كسوة العيد، وعندما كان الرعية يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلى أحد أبواب قصر الخلافة.

وأشار ريحان إلى أن تسمية العيدية في عصر المماليك "الجامكية" وتم تحريفها إلى كلمة العيدية، وكان السلطان المملوكي يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الأمراء وكبار رجال الجيش ومَن يعملون معه وتتفاوت قيمة العيدية تبعًا للرتبة فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة وإلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة وفي العصر العثماني أخذت أشكالا أخرى فكانت تقدم نقودًا وهدايا كما يحدث في وقتنا الحالي وذلك طبقًا لدراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور علي أحمد إبراهيم الطايش، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.

ونوه ريحان بمظاهر احتفالات عيد الفطر والتي اتخذت صورًا شعبية ورسمية، ففي العصر الفاطمي أطلق عليه "عيد الحُلل" وهي الملابس وذلك لارتباطه بتوزيع الحلل على رجال الدولة، وكان يسير موكب الاحتفال من قصر الخليفة بشارع المعز لدين الله الفاطمي وحتى مصلى العيد أمام باب النصر وعلى طول الطريق تتعالى التكبيرات، وفي العصر المملوكي كان يجتمع أهالي الحي يوم العيد أمام منزل الإمام الذي سيصلي بهم صلاة العيد في المسجد فإذا خرج إليهم زفوه حتى المسجد وبأيديهم القناديل يكبرون طوال الطريق وبعد انتهاء الصلاة يعودون به إلى منزله على نفس الصورة نفسها التي أحضروه بها.

وكانوا يخرجون في أول أيام العيد بالقاهرة والمدن الأخرى إمّا إلى المدافن لتوزيع الصدقات رحمة على موتاهم، أو للنزهة في النيل وركوب المراكب، ويذهب البعض الآخر لزيارة أقاربهم وأهلهم لتقديم التهنئة لهم، كما كان المصريون في العصر المملوكي يفضلون أكل السمك المشقوق أي السمك المجفف البكلاه.

كما أشار ريحان طبقًا للدراسة إلى الاحتفال الرسمي بالعيد والذي كان يبدأ بصعود ناظر دار طراز الخاصة في آخر أيام رمضان إلى القلعة في موكب كبير وبصحبته عددًا عظيمًا من الحمّالين يحملون خلع العيد لحملها إلى السلطان وفي ليلة العيد يدخل الأمراء جميعًا على السلطان لتهنئته وفي صباح يوم العيد ينزل السلطان إلى الحوش السلطاني لتأدية صلاة العيد ويسمع الخطبة بجامع الناصر بن قلاوون بالقلعة ويعود إلى الإيوان الكبير، المشيد عليه حاليًا جامع محمد علي، حيث يمد سماط حافل للطعام بلغت تكاليفه في بعض السنوات خمسين ألف درهم وأخيرًا يخلع السلطان على الأمراء وأرباب الوظائف كما يفرج عن بعض المساجين.

وفي العصر العثماني كان يبدأ الاحتفال الرسمي بعد فجر يوم العيد حيث يصعد كبار رجال الدولة إلى القلعة ويمشون في موكب أمام الباشا من باب السرايا (قصره) إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون فيصلون صلاة العيد ويرجعون ثم يهنئون الباشا بالعيد وينزلون إلى بيوتهم فيهنئ بعضهم البعض، وفي ثان أيام العيد ينزل الباشا للاحتفال الرسمي بالعيد حيث يجلس في الكشك المعد له بقراميدان (ميدان القلعة) وقد هيئت مجالسه بالفرش الفاخر والمساند الجميلة والستائر وتقدم القهوة والمشروبات وقماقم العطور والبخور ويأتي رجال الدولة للتهنئة.

وفي عصر أسرة محمد علي وحتى الآن أصبح شكل "العيديّة" ما نعرفه اليوم حيث يقوم ربّ الأسرة والأبناء الأكبر سنًا من الأشخاص العاملين أصحاب الدخل بتقديم العيدية للأطفال والزوجة والبنات الأكبر سنًا وارتبطت باعتبارها مبلغًا نقديًا مع الهدايا الأخرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان