وزير الري: تنفيذ أعمال حماية للشواطئ بأطوال 210 كم.. وجار حماية 50 كم أخرى
كتب- أحمد السعداوي:
قال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن ظاهرة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب سطح البحر، تمثل تحديًا كبيرًا أمام عدد كبير من دول العالم؛ خصوصًا على المناطق الساحلية للدلتاوات؛ والتي تتميز بمناسيب منخفضة، ما يعرضها إلى الغرق بمياه البحر.
وتمثل دلتا نهر النيل واحدة من أكثر المناطق المهددة بالعالم والأكثر حساسية للتغيرات المناخية، الأمر الذي يجعل الحفاظ على المناطق الساحلية من آثار التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية والمتمثلة في ارتفاع منسوب سطح البحر مسألة ضرورية من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين والحفاظ على الاستثمارات القائمة بالمناطق الصناعية والزراعية والسياحية الموجودة على سواحل مصر الشمالية؛ خصوصًا بمنطقة الدلتا، وبما يسمح بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية والحفاظ على الثروات الطبيعية للأجيال القادمة، مضيفاً أنه وفي ضوء الأهمية الكبرى لملف التغيرات المناخية؛ فإن مصر تتطلع لاستضافة مؤتمر المناخ القادمـ وجناح المياه المقام ضمن فعالياته ممثلة عن القارة الإفريقية باعتبارها فرصة ذهبية لعرض تحديات القارة السمراء في مجال المياه.
وأشار عبد العاطي إلى أنه تم إطلاق عنوان "المياه في قلب العمل المناخي" على أسبوع القاهرة الخامس للمياه، والمزمع عقده قبيل مؤتمر المناخ.
وأضاف الوزير أن المشروعات المنفذة والجاري تنفيذها في مجال حماية الشواطئ تهدف إلى مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، مشيراً إلى أنه تم خلال السنوات الماضية تنفيذ أعمال حماية للشواطئ بأطوال تصل إلى ٢١٠ كيلومترات، وجار العمل في حماية أطوال أخرى تصل إلى ٥٠ كيلومترًا؛ بهدف تأمين الأفراد والمنشآت بالمناطق الساحلية، والعمل على إيقاف تراجع خط الشاطئ في المناطق التي تعاني عوامل النحر الشديد، واسترداد الشواطئ التي فُقدت بفعل النحر، الأمر الذي يُسهم في زيادة الدخل السياحي بالمناطق التي تتم فيها أعمال الحماية، وحماية الأراضي الزراعية الواقعة خلف أعمال الحماية، والعمل على استقرار المناطق السياحية واكتساب مساحات جديدة للأغراض السياحية، وحماية بعض القرى والمناطق المنخفضة من مخاطر الغمر بمياه البحر، وتُسهم أعمال الحماية في تنمية الثروة السمكية بالبحيرات الشمالية من خلال العمل على تطوير بواغيز هذه البحيرات وتنميتها ، لضمان جودة مياه البحيرات من خلال تحسين حركة دخول مياه البحر للبحيرات.
ومن أبرز المشروعات الجاري تنفيذها لحماية شواطئ مدينة الإسكندرية، مشروع حماية كورنيش وشواطئ المدينة، حيث تم نهو عملية تدعيم وتطوير الكورنيش تجاه المنشية ومحطة الرمل لحماية سور الكورنيش الأثري وطريق الكورنيش من خلال إنشاء حائط بحري بطول ٨٣٥ مترًا باستخدام كتل خرسانية زنة ٥ أطنان وأحجار بتدرجات مختلفة، وتنفيذ أعمال ترميم وصيانة البلاطات الخرسانية المجاورة لسور الكورنيش لمسافة ٣٥٠ مترًا، بالإضافة إلى عملية استكمال إنشاء سلسلة من الحواجز الغاطسة بالإسكندرية لحماية الشواطئ وطريق الكورنيش بمنطقة شاطئ السرايا وأمام فندق المحروسة، من خلال إنشاء لسان بحري على شكل حرف L أمام فندق المحروسة بطول نحو ٦٠٠ متر ، وإنشاء رصيف بحري بطول ١٥٥ مترًا، نظراً لتعرض المنطقة للأمواج العالية، وسيسهم هذا المشروع في استعادة الشواطئ المفقودة بالنحر، وهو ما يُمكن محافظة الإسكندرية من تعظيم الاستفادة من الاستثمارات المقامة بالمنطقة، وجار أيضاً تنفيذ مشروع حماية ساحل الإسكندرية من بئر مسعود حتى المحروسة من خلال إنشاء عدد (٢) من الحواجز الغاطسة أمام المنطقة بطول نحو ١٦٠٠ متر تقريبًا، وبعرض ٤٠ مترًا وتغذية بالرمال بمنطقة الشاطئ خلف حواجز الأمواج الغاطسة بعرض نحو ٣٠ مترًا.
وتقوم هيئة حماية الشواطئ حاليًّا، فى ضوء المشروعات المنفذة لحماية المناطق الأثرية بمدينة الإسكندرية، بتنفيذ عملية حماية قلعة قايتباي بالإسكندرية لحمايتها من الأمواج العالية والنحر المستمر في الصخرة الرئيسية المقام عليها القلعة، بالإضافة إلى تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة لجذب وتنشيط الاستثمارات السياحية من خلال إنشاء حائط أمواج بطول ٥٢٠ مترًا، وإنشاء مرسى بحرى بطول ٠ ١٠ متر، ومشاية خرسانية بطول ١٢٠ متر ولسان حجري بطول ٣٠ متر وتغذية بالرمال ، كما تقوم الهيئة بتنفيذ عملية حماية وتدعيم الحائط البحري الأثري بالمنتزه؛ بهدف حماية الحائط البحري وكوبري المنتزه حتى الفنار من الأمواج العالية وعمليات النحر المستمرة والتي تسببت في حدوث تصدعات وانهيارات جزئية للحائط البحري وأساسات الكوبري الأثري، حيث يتم إنشاء حائط بحري بطول ٢٨٠ مترًا من الأحجار المتدرجة والكتل الخرسانية وتدعيم أساسات الكوبري والحائط البحري الأثري ومنطقة دوران الفنار ومعالجة وتدعيم الجزء المنهار من الحائط الأثري وتنفيذ بلاطات خرسانية أعلى الحائط الخرساني، وتم إسناد المرحلة الثانية من عملية حماية ساحل الإسكندرية بطول ٦٠٠ متر .
ويجري، في مجال حماية شواطئ الدلتا، تنفيذ مشروع حماية منطقة السقالات أمام القوات البحرية بخليج أبي قير، ومشروع تكريك مصب النيل فرع رشيد بمحافظتي كفر الشيخ والبحيرة بعرض نحو ١٠٠ متر وطول نحو ٢ كم، وتنفيذ أعمال حفر أو تكريك للرمال المترسبة بالجانب الشرقي لمجرى النيل والتي تبعد نحو ٢ كم من فتحة بوغاز رشيد وفي اتجاه الجنوب لتسهيل الملاحة.
جدير بالذكر أن هيئة حماية الشواطئ قامت بتنفيذ مشروعات عديدة لحماية المناطق الساحلية المنخفضة غرب مصب فرع رشيد بمنطقة رشيد الجديدة بمحافظة البحيرة، ومشروع حماية المنطقة الساحلية شمال بركة غليون من خلال إنشاء عدد (١٦) رأساً حجرياً، ومشروع حماية المناطق المنخفضة من غرب البرلس حتى مصب فرع رشيد بطول ٢٩ كيلومترًا، ومشروع حماية المناطق المنخفضة من المدخل الغربي لمدينة جمصة حتى غرب مدينة المنصورة الجديدة بطول ١٢ كيلومترًا، ومشروع حماية المنطقة شرق الرؤوس البحرية المنفذة شرق مصب مصرف كوتشنر والتغذية بالرمال، كما سبق تنفيذ أعمال حماية بمدينة رأس البر من خلال تنفيذ عملية حماية المنطقة غرب لسان رأس البر مع إعادة تأهيل الحائط البحري غرب اللسان وتدعيم وإعادة تأهيل حواجز الأمواج وحماية وتكريك مصب مصرف جمصة وتنفيذ أعمال حماية مناطق الخليج وشرق ميناء دمياط وغرب لسان رأس البر وشرق عزبة البرج.
وفي مدينة مرسى مطروح، تم نهو مشروع حماية وتطوير خليج مدينة مرسى مطروح من خلال عمل ألسنة لحماية المنطقة الجنوبية للخليج وكورنيش مرسى مطروح من النحر المتسارع أمامه والمحافظة على الأعماق المناسبة للملاحة بالممر الملاحي القريب والموازي لخط الشاطئ ومنع إطماء الرسوبيات، وعمل تنمية سياحية وخلق فرص عمل لأهالي مرسى مطروح وزيادة العائدات الاقتصادية للمحافظة.
وقامت هيئة حماية الشواطىء، في ضوء ما يواجهه شاطئ الأُبيض أحد شواطئ مدينة مرسى مطروح المميزة من تراجع خط الشاطئ الأمر الذي يهدد الاستثمارات القائمة، بإنشاء ٥ رؤوس حماية حجرية داخل البحر عبارة عن حواجز أمــواج على شكل حرف T بأطوال من (٥٠- ٧٥) مترًا تقريباً بينها مسافات بينية قدرها ٣٠٠ متر تقريباً، وجار العمل في المرحلة الثانية من أعمال الحماية وهى عبارة عن عمل مجموعة ألسنة (حواجز) بعدد ٢٠ رأس حاجز شرق الحواجز الحالية؛ لحماية منطقة الأبيض وكورنيش الأبيض الجديد بطول نحو ٤ كيلومترات، ومن المقرر أن تنتهى هذه المرحلة في شهر مايو ٢٠٢٤.
وتقوم وزارة الموارد المائية والري ممثلة في الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ حالياً بتنفيذ مشروع تعزيز التكيف مع آثار التغيرات المناخية على السواحل الشمالية ودلتا نهر النيل؛ لمواجهة ارتفاع منسوب سطح البحر والظواهر الجوية الحادة والتي تؤثر على المناطق الساحلية المنخفضة الحرجة وتوغل مياه البحر في أوقات النوات بإجمالي أطوال تصل إلى نحو ٦٩ كم في خمس محافظات ساحلية؛ هي(بورسعيد- دمياط- الدقهلية- كفر الشيخ- البحيرة) ، ومن المنتظر الانتهاء من تنفيذ أعمال الحماية قبل نهاية عام ٢٠٢٣.
ويشتمل المشروع على إقامة محطات إنذار مبكر على أعماق مختلفة داخل البحر المتوسط للحصول على البيانات المتعلقة بموجات العواصف والأمواج والظواهر الطبيعية المفاجئة.
ويشتمل المشروع أيضًا على عمل خطة إدارة متكاملة للمناطق الساحلية على طول السواحل الشمالية لمصر على البحر المتوسط، للحفاظ على الاستثمارات والثروات الطبيعية بالمناطق الساحلية، ومن المنتظر الانتهاء من تنفيذ خطة الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية قبل نهاية عام ٢٠٢٥.
وتم البدء بتنفيذ المشروع بمحافظة كفر الشيخ بطول ٢٧ كيلومتر كأولوية أولى، لحماية الطريق الدولي ومحطة كهرباء البرلس ومشروع الاستزراع السمكي في بركة غليون والأراضي الزراعية المجاورة وكذلك التوسعات المستقبلية في المشروعات السياحية، حيث تم طرح مرحلتين من المشروع لحماية ١٤ كيلومترًا، وجار الإعداد لطرح باقي المراحل تباعاً، ويتميز هذا المشروع بتنفيذ تجارب رائدة في استخدام تقنيات قليلة التكلفة ومواد صديقة للبيئة من البيئة المحيطة بمنطقة المشروع في أعمال الحماية، حيث تم إنشاء عدد من الجسور الشاطئية لحماية المناطق المنخفضة ، وإنشاء خطوط طولية لمصدات الرمال ثم عمل صفوف عمودية عليها؛ حيث تستخدم مصدات الرمال في تجميع الرمال وتقليل فقد الرمال بواسطة الرياح أثناء العواصف.
جاء ذلك في إطار اجتماع عقده الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، اليوم الأحد، مع المهندس أحمد عبد القادر رئيس الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ ، والمهندس أحمد عبد العزيز معاون الوزير للتعاون الدولي، لاستعراض أبرز المشروعات الجاري تنفيذها في مجال حماية السواحل المصرية.
فيديو قد يعجبك: