هل انتهت جائحة كورونا؟.. أساتذة أمراض صدرية يجيبون
كتب- أحمد جمعة:
حذر عدد من أساتذة الأمراض الصدرية والحساسية بالجامعات المصرية، خلال مشاركتهم في المؤتمر السنوي التاسع عشر للجمعية العلمية المصرية للشعب الهوائية، من خطورة الاستهانة بفيروس كورونا والتعامل مع الجائحة على أنها انتهت تماما والى غير رجعة.
وأكد الأطباء المشاركون في المؤتمر الذي عُقد على مدار يومين بمدينة الإسكندرية، أن الفيروس مازال موجودًا، لكنه أصبح أقل حدة وشراسة مقارنة ببداية الجائحة.
وفي كلمته قال الدكتور عصام جودة أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة الإسكندرية ورئيس المؤتمر، إن الشعور بأن الجائحة انتهت هو شعور «خادع»، لذا ندعو المواطنين إلى الاحتياط والالتزام بالقواعد الصحية المعرفة والتزام بارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة.
وأرجع جودة، اعتقاد البعض بأن الجائحة انتهت، بسبب تراجع معدلات الإصابة بشكل كبير، وذلك نتيجة تكرار العدوى والوصول للمناعة المجتمعية، بالإضافة إلى زيادة نسب التطعيمات المضادة للفيروس، مع الأخذ في الاعتبار تراجع حدة الفيروس بعد تحوره أكثر من مرة، مشيرًا أن حالات الإصابة بالفيروس مع مرور الوقت ستكون محل الأنفلونزا العادية، نظرًا لأنهما يشتركان في نفس الأعراض.
وأضاف أستاذ الأمراض الصدرية، الذي ترأس المؤتمر السنوي التاسع عشر للجمعية العلمية المصرية للشعب الهوائية، لمدة 17 عامًا، بحضور ومشاركة كبار أساتذة الصدر والحساسية من مختلف الجامعات، وأطباء من مختلف التخصصات الطبية من صدر وحساسية وباطنة وعناية مركزة، وخلال جلسات العمل تم مناقشة العديد من الموضوعات المتعلقة بالأمراض الصدرية وجائحة كورونا وطرق الوقاية والعلاج والتحصين باللقاحات وكيفية التعامل مع المتحورات الجديدة، كما تناول أيضا «اقتصاديات العلاج» وكيفية الوصول إلى التشخيص والعلاج للأمراض المختلفة بطريقة اقتصادية، ووضع الضوابط لذلك والخطوط العريضة للعلاج.
بدوره قال الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض بطب عين شمس وعضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية بوزارة التعليم العالي، إن كثيرا من المواطنين مؤخرًا لديهم قناعة تامة بأن فيروس كورونا قد انتهى تمامًا في مصر، وهذا الاعتقاد غير حقيقي بالمرة وخطئ تمامًا.
وأضاف: على العكس نحن كأطباء أمراض صدرية، رصدنا مؤخرًا استقبال بعض المرضى المصابون بـ «كورونا» من جديد، وذلك بعد فترة انقطاع طويلة عن استقبال حالات الإصابة
وأوضح أنه منذ أسبوعين تقريبا بدأنا كأطباء أمراض صدرية نستقبل بعض الحالات مجددًا في العيادات، وهذا يعني عودة الإصابات من جديد، صحيح أنها حالات ضعيفة وقليلة لا يمكن وصفها بموجة جديدة، ومعظمها لا يحتاج دخول المستشفيات لأنها حالات بسيطة وموجودة في الجهاز التنفسي العلوي، لكنها مؤشر على عودة الإصابات مجددًا، مطالبا من يصاب بالأعراض المتعارف عليها بسرعة إجراء
وطالب أستاذ الأمراض الصدرية، كل من يصاب بالأعراض المتعارف عليها في الجهاز التنفسي العلوي مثل الرشح، الزكام، حرقان في الحلق، بأن لا يتعامل معها كأنها دور بر تقليدي نتيجة التعرض للمكيفات، مش بل يجب عليه إجراء تحاليل الاختبار السريع لكورونا، والمتابعة مع طبيب مختص حتى لا تتفاقم الحالة ويكون سببا في نقل العدوى لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن من ذوي المناعة الضعيفة.
وشدد أستاذ الأمراض الصدرية، على ضرورة العودة مجدد ولو بالقدر البسيط، لاتباع الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة واتخاذ الحذر خاصة في أماكن التجمعات والأماكن المٌغلقة، لأن الإصابات بدأت تعود من جديد، كما أن المستشفيات بعد سماحها بالدخول بدون كمامة، عادت مؤخرًا بإصدار صدرت توصيات بضرورة ارتداء الكمامة داخلها لتجنب انتشار العدوى.
وفيما يتعلق باحتمالية أن يكون اللقاح المضاد لفيروس كورونا موسميًا، قال الدكتور عادل خطاب إنه حتى الآن لم تصدر أية توصيات في هذا الشأن من منظمة الصحة العالمية، لكن المؤشرات تسير في هذا الاتجاه، متوقعًا أن يحدث ذلك خلال الشتاء المقبل أو بعد المقبل على أقصى تقدير، منوهًا إلى أن فرص ظهور متحورات جديدة للفيروس مازالت قائمة لكنها ستكون بسيطة وأقل في حدة الإصابة والانتشار.
من جانبه أكد الدكتور محمد حنتيرة، أستاذ الأمراض الصدرية بطب طنطا، وقائم بأعمال عميد كلية الطب بطنطا، وسكرتير عام المؤتمر، أن جائحة كورونا لم ولن تنتهي بل تحولت من جائحة لمرض مزمن، صحيح أن الفيروس ضعف، لكنه مازال موجودًا، ونتيجة لبرنامج التطعيمات والإجراءات الوقائية أصبح ضعيفا، والحالات الموجودة بسيطة ويتم علاجها بمضاد الفيروسات بسهولة جدا.
فيديو قد يعجبك: