نمتلك قوة الردع.. قائد قوات الدفاع الجوي: نستوعب تكنولوجيا العصر ونمتلك وسائل حديثة (حوار)
حوار– محمد سامي:
تحتفل قوات الدفاع الجوي بالذكرى الثانية والخمسين لبناء حائط الصواريخ في الثلاثين من يونيو عام 1970، والذى اتخذ عيدًا لقوات الدفاع الجوي.
وأكد الفريق محمد حجازي قائد قوات الدفاع الجوي، أن القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة توليان اهتمامًا كبيرًا في دعم قوات الدفاع الجوي بتوفير أحدث الأنظمة من عناصر الاستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وتطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن قوات الدفاع الجوي من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة.
وأوضح قائد قوات الدفاع الجوي في حواره مع مصراوي أن هناك صراعًا دائمًا ومستمرًا بين منظومات الدفاع الجوي وأسلحة الجو المتمثلة في العدائيات الجوية الحديثة التي أصبحت لا تقتصر على الطائرات المقاتلة، بل شملت أسلحة الهجوم الجوي الحديثة المسلحة بها الطائرات.
وإلى نص الحوار
- تحتفل قوات الدفاع الجوي كل عام في 30 يونيو بعيد الدفاع الجوي.. نرجو إلقاء الضوء على أسباب اختيار ذلك اليوم؟
صدر القرار الجمهوري رقم 199 الصادر في الأول من فبراير 1968، بإنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة وتحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصل بأحدث الطائرات "فانتوم، سكاى هوك" ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة في ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ.
ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوي صباح يوم 30 يونيو عام 1970 من إسقاط عدد طائرتين فانتوم، وطائرتين سكاي هوك وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى 12 طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم واتخذت قوات الدفاع الجوي يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيداً لها.
- يتردد دائما أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوي كلمة (حائط الصواريخ).. ماذا يعني هذا المصطلح تاريخيًا؟
حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كم شرق القناة وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة.
القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، وخلال خمس أشهر إبريل مايو يونيو يوليو أغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من 12 طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، ما أجبر إسرائيل على قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار إعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970.
لتسطر قوات الدفاع الجوي أروع الصفحات وتضع في عام 1970 اللبنة الأولى في صرح الإنتصار العظيم للجيش المصري في حرب أكتوبر 1973.
الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع.. كيف حطم الدفاع الجوي المصري أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973؟
بدأنا مُبكرًا الاستعداد لحرب الكرامة، حيث بدأ مبكرا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت، بشراء طائرات ميراج من فرنسا، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك، حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى 600 طائرة مختلفة الأنواع.
وبدأ رجال الدفاع الجوي الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة في أكتوبر 1973 من خلال استكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالي واكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام-3 (البتشورا) وإنضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970 وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ ( سام-6) في عام 1973.
وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو الجوي من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971.
وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استرتيجية، وفى اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973، هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالي بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من 25 طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين.
وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجني سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذي كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائها.
- تعتبر منظومة الدفاع الجوي من أعقد المنظومات في العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة فماهي عناصر بناء المنظومة؟
هناك صراع دائم بين منظومات الدفاع الجوي وأسلحة الجو المتمثلة في العدائيات الجوية الحديثة التي أصبحت لا تقتصر على الطائرات المقاتلة بل شملت أسلحة الهجوم الجوي الحديثة المسلحة بها الطائرات وبرز حاليًا التحدي الأكبر وهي الطائرات الموجهة بدون طيار بتعدد استخداماتها وأساليبها وامكانيتها وأضيف عليها الصواريخ البالستية والطوافة وكافة أنواع الأسلحة الذكية ذات الأبعاد المتعددة والمزودة بإمكانيات تكنولوجية وفضائية، مما يستوجب تواجد منظومة دفاع جوي متكاملة مزودة بأنظمة من مصادر تسليح متنوعة من دول مختلفة سواء الشرقي أو الغربي بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات في العالم وهذا يتطلب جهد كبير لتتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات.
وتتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات تعمل فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.
وتولى القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة إهتمامًا كبيرًا في دعم قوات الدفاع الجوي بتوفير أحدث الأنظمة من عناصر الإستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وكذا تطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن قوات الدفاع الجوى من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة.
تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكري مع العديد من الدول العربية والأجنبية والذى يعتبر أحد ركائز التطوير.. فكيف يتم تنفيذ ذلك في قوات الدفاع الجوي؟
هناك اهتمام دائم من قوات الدفاع الجوي على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التي تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوي مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم إتباعها فى القوات المسلحة،
من خلال ثلاث مسارات، وهي تنفيذ التدريبات المشتركة مثل التدريب المصري / الأمريكي المشترك (النجم الساطع)، التدريب المصري / اليوناني المشترك (ميدوزا)، التدريب البحري المصري / الفرنسي المشترك (كليوباترا) ، التدريب المصري / الأردني المشترك (العقبة)، التدريب المصري / الكويتي المشترك (اليرموك)، التدريب العربي المشترك ( درع العرب ) لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول، وهناك تدريبات ذات طبيعة خاصة بقوات الدفاع الجوي تتميز بالتخصصية مثل التدريبات مع الجانب الأمريكي لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار، التدريب المصري / الروسى المشترك (سهم الصداقة)، التدريب المصري / الباكستاني المشترك (حماة السماء)
والمسار الثاني، هو تأهيل مقاتلي قوات الدفاع الجوي من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوي المتميزين للتأهيل بالدول الشقيقة والصديقة من خلال دراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة
والمسار الثالث، هو تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات والمحافظة على حالة الإستعداد القتالى لمنظومة الدفاع الجوى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة.
- هناك تطور هائل فى تكنولوجيا الطيران.. فما هو الدور الذى قامت به كلية الدفاع الجوي لإعداد الطلاب في ظل التطور في التكنولوجيا؟
تعتبر كلية الدفاع الجوي من أعرق الكليات العسكرية، على مستوى الشرق الأوسط فمنذ إنشاء مدرسة المدفعية المضادة للطائرات فى مصر كأول نواة لتدريب ضباط الدفاع الجوي وما أعقبه من صدور أمر تشكيل كلية الدفاع الجوي في يوليو 1974 كأحد الدروس المستفادة بعد حرب أكتوبر تم تطوير الدراسة بها بإدخال التعليم الهندسى لمواكبة التطور التكنولوجى فى أسلحة ومعدات الدفاع الجوى الحديثة فى سبتمبر 1979.
ونظراً لأهمية دور كلية الدفاع الجوي في الوصول بخريجي كلية الدفاع الجوى لأعلى المستويات العلمية لا تتوقف أعمال التطوير والتحديث في المناهج العلمية والهندسية والتكنولوجية والمعامل الهندسية لضمان تخريج ضباط قادرة على التعامل مع أحدث الأسلحة والمعدات ذات التقنية الحديثة والأنظمة الإلكترونية المعقدة وهو ما يظهر جليًا في الأنشطة العلمية لمدرسي وطلبة الكلية خلال فترة الدراسة والمشاريع الهندسية لخريجي الكلية والتي يمكن اعتبارها نواة لكافة بحوث تطوير (أسلحة الدفاع الجوى / المقلدات).
ولا يقتصر دور كلية الدفاع الجوي على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد لتأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة.
بالإضافة لتنفيذ التدريب العملي من خلال الفصول التعليمية والتي بها أجزاء ومقاطع من محطات الصواريخ الحقيقية بإستخدام الوسائط المتعددة ومساعدات التدريب المتطورة والمقلدات التى تحاكى المعدات الحقيقية، وحضور إحدى مراحل معسكرات التدريب المركز لوحدات فرعية الدفاع الجوى يتم من خلالها التدريب على تنفيذ رمايات حقيقية لأنواع مختلفة من الصواريخ.
وفى إطار التطوير المستمر في قواتنا المسلحة تقوم قوات الدفاع الجوى باتخاذ الإجراءات التى تواكب هذا التطور من خلال عدة محاور:
المحور الأول (تطوير أسلوب اختيار أعضاء هيئة التدريس) بترشيح الضباط أوائل الدفعات للعمل بالكلية بعد اكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات.
المحور الثاني (تطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية) من خلال التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية بما يواكب مستجدات العصر والتطور التكنولوجي في الأسلحة والمعدات والعمل على بناء الشخصية القيادية بدراسة العلوم العسكرية وفن القيادة وتعظيم دراسة العلوم السلوكية والإنسانية والتأهيل النفسي.
المحور الثالث (تطوير الطرق وأساليب التدريس وإبتكار مساعدات تدريب متطورة) من خلال تزويد الفصول الدراسية والمعامل بأحدث الأجهزة وإعداد المادة العلمية للمواد الدراسية بإستخدام (المالتى ميديا).
المحور الرابع (تطوير البيئة التعليمية بالكلية) ويشمل تطوير (المكتبات – ميادين الرماية والتدريب – الفصول التعليمية - المعامل الهندسية – مرافق الكلية – مستشفى الكلية – المنشآت الرياضية المختلفة بالكلية) بالإضافة للاشتراك فى المسابقات العلمية.
المحور الخامس (تطوير أداء البحث العلمي) بإيجاد حلقة وصل مستمرة بين كلية الدفاع الجوى والجهات البحثية الأخرى (بالقوات المسلحة والجامعات المدنية المحلية والدولية) .
التطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح.. فما هو الحل من وجهة نظركم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي؟
في عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءاً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية لكن ما يعنينا في هذا الأمر هو استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل في إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر.
والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة الدفاع الجوي، تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من إستطلاع القوات غرب القناة بإستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق إمتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة)
ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط في ما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير في أسلوب إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة علاوة على الإرتقاء المستمر بمستوى تأهيل الفرد المقاتل.
أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن في العنصر البشري.. فماذا أعددتم للارتقاء بأداء الجندي المقاتل علميًا وبدنيًا ونفسيًا؟
تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي يعتمد على منهج علمي مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري وطبقًا لعقيدة القتال المصرية.
فكان لزاماً علينا أن نقوم بتأهيله (معنويًا - نفسيًا - بدنيًا - فنيًا - إنضباطيًا) طبقاً لأسس ومعايير دقيقة حيث يتم رفع المستوى التدريبي من خلال اتباع سياسة تعتمد على الاستفادة من جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة بالإضافة إلى التوسع في إستخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرميات التخصصية في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية بالاستفادة بما يمتلكه مركز التدريب التكتيكي لقوات الدفاع الجوي من تجهيزات متطورة تتوائم مع الأنظمة المتطورة للصواريخ المضادة للطائرات مع استمرار العمل في تطوير وتحديث مراكز التدريب طبقا للخطط المصدق عليها من القيادة العامة للقوات المسلحة للوصول بمقاتليه الدفاع الجوي لأعلى مستوى الإحتراف.
- خلال اشتراك قوات الدفاع الجوي في المسابقات الدولية ظهر تفوق فريق السماء الصافية بحصوله على المركز الثالث على مستوى العالم خلال المسابقة؟
منذ تكليف فريق الدفاع الجوي بالإعداد والتجهيز للإشتراك في المسابقة أكدت للفريق أن المسئولية كبيرة لتمثيل مصر أمام العالم حيث تعتبر المسابقة مؤشر على مستوى التدريب ومدى كفاءة الفرد المقاتل واستعداده لتنفيذ مهامه.
فالمسابقة صممت لتكون محاكاة حقيقية للحرب ومن هنا كان الحافز الحقيقي للتدريب الجاد وكانت البداية بإنتقاء نخبة من الضباط والدرجات الأخرى المتميزين والحاصلين على مراكز متقدمة في فرق مكافحة الإرهاب الدولي والقتال المتلاحم ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعدادي لمدة ستة أشهر وبعدها يتم تدريبهم لمدة ثلاثة أشهر ثم تصفية المتسابقين واختيار أحسن العناصر للإشتراك في المسابقة .واستطاع فريق الدفاع الجوي الحصول على المركز الثالث على مستوى العالم وكان أداء الفريق المصري مبهر ومتميز بشهادة جميع القادة والفرق المشاركة وجميع من حضر وشاهد البطولة مما خلق روح منافسة عالية جدًا.
- يعد الاهتمام بالجانب المعنوي شرط ضروري للارتقاء بمستوى أداء مقاتلي قوات الدفاع الجوى.. ماذا تقدمون فى هذا الجانب لأبنائكم المقاتلين؟
نؤمن داخل قوات الدفاع الجوي بأهمية توفير المناخ المناسب والرعاية اللازمة لرجالنا كمقابل بسيط لما يقدموه من جهد وعرق كل في موقعه.
تم إنشاء مجموعة من دور الدفاع الجوي لتقديم الخدمات الاجتماعية للضباط وأسرهم في القاهرة، والإسكندرية، والساحل الشمالي، والغردقة، وأحدثها دار الدفاع الجوي بالعاصمة الإدارية الجديدة، فضلاً عن التطوير المتلاحق للقرية الأوليمبية المتكاملة بما تمثله من قيمة مضافة لخدمة القطاع الرياضي المدني بما تحتويه من أنشطة رياضية مختلفة تناسب جميع الفئات لتأهيل أبناء قوات الدفاع الجوى وأسرهم وكذا المدنيين.
وتحرص قيادة قوات الدفاع الجوي على تحفيز القادة والضباط وبث روح التنافس الشريف بينهم عن طريق تنظيم المسابقات (العلمية، الرياضية) وتكريم المتميزين منهم، كما تنظم قوات الدفاع الجوى (المسابقات ، حفلات التكريم للمتميزين علمياً) من أبناء الضباط.
لو راجعنا سيناريو الحروب الحديثة سواء السابقة أو الحالية (الحرب الروسية الأوكرانية) لنجد أن تحييد سلاح الدفاع الجوي يأتي كأسبقية أولى في أي حرب.. ممكن توضح لنا ما يمثله ذلك من عبء على قوات الدفاع الجوي؟
نتيجة المتغيرات الحادة التي تشهدها الساحة الدولية اليوم والتطور السريع والحاد في تكنولوجيا التسليح، فإن إمتلاك قوة الردع وأساليب مجابتهتها أصبح أكثر طلبًا وأشد إلحاحًا وأصبحت القوة العسكرية لأي دولة من المتطلبات الأساسية للدفاع عن الحقوق ولحماية المصالح ولدرء المعتدين صونًا لأمنها القومي.
ويأتي دور قوات الدفاع الجوي ليؤكد هذا المضمون في ظل التوسع في استخدام القوات الجوية وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة بصورها ومدياتها المختلفة حيث يتم بصورة مستمرة متابعة كل جديد فى مجال تكنولوجيا التسيلح أو فكر الإستخدام أسلحة الهجوم الجوي المتطورة وتنفيذ الدراسة والتحليل اللازم للوصول لأنسب تطوير مطلوب في الأسلحة والمعدات وتحديث فكر الإستخدام وأساليب التدريب لمقاتلى الدفاع الجوي.
وتظهر أهمية دور الدفاع الجوي من خلال طبيعة المهمة الملقاة على عاتقه لمواجهة أي تهديدات محتملة في أي وقت وتحت مختلف الظروف بالإضافة إلى الإستغلال الأمثل للإمكانيات لتنفيذ تلك المهمة الدائمة والمستمرة بمراقبة وتأمين المجال الجوي المصري وتأمين التجميعات الرئيسية للقوات المسلحة والأهداف الحيوية على كافة الإتجاهات الإستراتيجية لاكتشاف العدو الجوى وإنذار القوات عنه في التوقيت المناسب.
- توصف قوات الدفاع الجوي دائمًا بأنها درع السماء القادر على صد أي عدوان جوى.. سيادة الفريق نطلب من سيادتكم رسالة طمأنينة للشعب المصري عن قوات الدفاع الجوي؟
فى البداية أود أن أوضح أمر هام جدا نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا فى ذات الوقت نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة والتهديدات التى تتعرض لها كافة الإتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ليست بعيدة عن أذهاننا.
ولكن يظل دائماً وأبداً للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلماُ وحرباً وعندما نتحدث عن الإستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوي.. فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة فى مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح.
ويتم تحقيق الإستعداد القتالى العالى والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع إستعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير فى غاية الدقة فإننا دائماً نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز وبالتطوير المستمر.
فيديو قد يعجبك: