تشكيليون يعلقون على أزمة لوحات كلية البنات: "كوبي بيست"

(مصراوي):

أثارت لوحات الفنانة التشكيلية غادة والي في محطة مترو محطة كلية البنات؛ جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، بعد نشر عدد من الفنانين التشكيليين والنقاد الفنيين، آراء لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أشاروا فيها إلى وجود شبهة اقتباس من فنان تشكيلي روسي شهير وهو "جورجي كوراسوف" المعروف بمشروعه الفني الذي يعتمد على الأسلوب التكعيبي.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما امتد لأزمة أخرى خاصة بتصوير اللوحات البنات المصريات ببشرة سوداء داكنة، بحيث يشبهن الإفريقيات أكثر منهن للبشرة البيضاء أو القمحاوية المعروفة بها المرأة المصرية، ما نتج عنه تماس مع بعض الأقاويل التي انتشرت الفترة الماضية حول تجسد نظرية "الأفروسنتريك"، وما يدعيه البعض من سرقة المصريين القدماء للحضارة الإفريقية، وكلها محض أكاذيب تصدى لها علماء الآثار الفترات الماضية، إلا انها تجددت مع بث هذه اللوحات وهو ما استطلعنا حوله رأي عدد من كبار الفنانين التشكيليين.

من ناحيته أعرب الفنان التشكيلي محمد عبلة عن أسفه لما حدث، مؤكدًا أن لوحات محطة كلية البنات مأخوذة "كوبي/بيست" من الفنان الروسي الشهير، وليس في ذلك نقاش أو وجهات نظر لأنها ليست مقتبسة منه بتصرف، على حد قوله.

وأضاف عبلة: "مصر بها إفريقيات كثيرات، والعالم كله بدأ من إفريقيا، وأعتقد أن هذا الأمر ليس هو مربط الفرس في هذه القضية، وإنما في اقتباس عمل روسي وتلبسه ملابس مصرية، وكان يجب تشكيل لجنة لقبول واستلام هذه الأعمال من هذه الفنانة، فمصر مليئة بالمواهب، ولدينا فنانين كبار يجب صنع مسابقات يتقدم لها الجميع".

وأكمل: "إنني أطالب بعدم عمل أي شيء في المجال العام سواء كان ميادين أو محطات مترو أو الأشياء الشبيهة بذلك إلا من خلال مسابقات عامة، يتقدم لها الفنانون، ويتم الاختيار من أفضل التصميمات".

من ناحيته قال الفنان الكبير أحمد شيحة: "هناك العديد من المؤسسات الضخمة التي تسعى إلى محاول النيل من الحضارة المصرية القديمة، وباستمرار نجد مصر مهددة لهز القيم الأساسية لحضارتها وبالتالي فإن أخطر شيء يتعرض له البلاد أن نسمح لأحد أن يشكك في حضارتنا القديمة وكل ما يتردد في هذا الإطار غير حقيقي وغير صحيح".

وأضاف: "الموجود في آثارنا من صورة بصرية، ملامح مصرية خالصة، وليست شفاه غليظة، أو ملامح إفريقية"، مؤكدًا أن دولًا كبيرة تقف وراء هذه الأقاويل، وأن كل مصري يجب أن يشعر بالعزة والفخر لأن أجدادنا هم من بدؤوا الحضارة في هذا العالم.

من ناحيته حاول "مصراوي" الاتصال بالفنانة غادة والي، للرد على كل ما يثار في هذا الصدد أو توضيح وجهة نظرها، إلا أننا لم يتسن لنا الوصول إليها.

​