علماء الأزهر يناقشون بجامعة سوهاج الدور الثقافي والدعوي تجاه مواجهة التغيرات المناخية
كتب - محمود مصطفى:
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، المشرف العام على الفتوى بالأزهر الشريف، إن تكامل العلوم الشرعية مع باقي العلوم هو غاية شريعتنا لأن البيئة بكل مكوناتها هناك في شريعتنا ما يبرهن ويضبط كيفية استخدامه والتعامل معه بشكل مفصل، والإسلام أعطى الحياة بكل مكوناتها عناية خاصة للحفاظ على حياة الإنسان والمخلوقات وتهيئة الظروف لعباد الله ليسعوا في الأرض ويبتغوا من فضل الله.
وأضاف خلال كلمته اليوم في الملتقى العلمي الأول الذي يعقده وادي التكنولوجيا بجامعة سوهاج ومركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء بعنوان:"الفلك وتكنولوجيا الفضاء تجاه قضايا البيئة والمناخ- رؤية علمية شرعية"، أن المتصفح للقرآن الكريم يجد كثيرًا من الإشارات إلى الفلك والفضاء، وكذلك في تراث المسلمين الذي نفتخر به، ونجد علماء المسلمين بعدما أتقنوا علوم الشريعة الإسلامية سارعوا إلى تعلم بقية العلوم وبرعوا فيها، مشيرًا إلى أن هذه المؤتمرات وتوصياتها تكون مهمة لصالح البيئة والمجتمع.
وقال الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، إن العلم الحديث وما أثبته عن الظواهر الطبيعة والبيئية يؤكد أن القرآن الكريم سبق الجميع في الحرص على البيئة والفضاء والفلك ووضع الأسس التي تحافظ على الموارد والبيئة، لافتًا إلى أن كل مكونات البيئة مسخرة للإنسان ولكنه مأمور بحسن التعامل معها وفق ضوابط، لأن الإنسان هبط على هذه الأرض وهو مخلوف فيها، وأن قمة المناخ الذي ستضيفها مصر نوفمبر المقبل دليل على أن مؤسسات مصر بما فيها الأزهر على وعي تام بخطورة هذه التحديات، وحرص الدولة المصرية على معالجة هذه القضية.
من جانبها، أكدت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، إلى أهمية تكامل العلوم الشرعية مع العلوم التطبيقية لأن الله جعل الإنسان خليفة في الأرض، وهناك عقاب لمن يبدل نعمة الله، وهناك تغيرات مناخية والمسؤولية تقتضي منا جميعا أن نقدم ما يفيد لبيئتنا، وأن نواجه التغيرات الأخلاقية مثل الاحتكار والإفراط في الاستخدام والأنانية في استخدام الموارد، ويجب أن يكون لدينا الحلول الاستباقية لقضايا البيئة والمناخ.
وأكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الدعوة والإعلام الديني، أن إيجاد الحلول لقضية التغير المناخي وعقد المؤتمرات العلمية حول هذه القضايا لم يعد رفاهية بعد ما لاحظناه من تطورات خطيرة على البيئة، والعلم الصحيح هو الذي يحفظ الأرض من الفساد، وأن الرفاهية التي طرأت على أنماط الحياة كانت تحتاج إلى تطور أخلاقي، فمن المؤسف أن نرى كل تقدم علمي وتقني يصاحبه تقهقر أخلاقي، لافتًا إلى أن التراث الإسلامي يتسم بالعبقرية مع مكونات البيئة وقدم كثيرًا من الحلول الناجمة عن التغيرات لكل مقومات الحياة على هذا الكوكب.
وفي ختام الجلسة، قال الدكتور عمرو غانم، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، إن الكون هو كتاب الله المنظور وسنة النبي مليئة بالأمور التي تدل على كيفية التعامل مع هذا الكتاب نظرا لأهميته، وإماطة الأذى عن البيئة أمر نبوي صريح، وهناك ٥٠٠ مخطوط تراثي متخصص في الحفاظ على الكون كالنجوم والبحار والأمطار والجبال، ويجب أن يعاد قراءة وتحقيق المخطوطات التي خطها أكابر علماء المسلمين قديما لأن فيها كثير مما نحتاجه اليوم، ويجب أن يكون هذا التحقيق من قبل متخصصين، وتظل المسيرة الأزهرية تقدم اليد الطولى في كل القضايا الاجتماعية والبيئية، وكل ما يقدم النفع للإنسان في جميع العلوم والمجالات، وأن الأزهر بادر بدعم مؤتمر المناخ COP27 الذي تستضيفه مصر نوفمبر المقبل.
فيديو قد يعجبك: