لإنقاذ 210 حرف يدوية من الاندثار.. طلب برلماني بوضع استراتيجية وطنية
كتب- مصراوي:
طالب الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، بإطلاق استراتيجية متكاملة للنهوض بالاقتصاد الإبداعي المصري؛ للحفاظ على الحرف اليدوية المصرية من خلال تقديم الدعم اللازم لها، وتذليل العقبات التي تواجهها من أجل الحفاظ على استمرارها.
وقال الهضيبي، في اقتراح تقدم به اليوم الإثنين، إن الدولة تعمل على مدار سنوات على تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة، من خلال طرح مشروعات تنموية في جميع المجالات، مؤكدًا أن مصر تمتلك مميزات عديدة يمكن استغلالها لزيادة حجم الاقتصاد القومي، من خلال دعم الاقتصاد الإبداعي الذي يشمل الفنون الشعبية والتراثية والحرف اليدوية؛ مثل صناعة الفخار والجلود والحلي.
ولفت النائب إلى أن مصر تمتلك ما يقدر بـ210 حرف، الكثير منها اندثر أو في طريقه إلى الاندثار لعدم الاهتمام به، وغياب الدعم الكافي لهذه الصناعات، وهو ما يتطلب العمل بجدية على هذا الملف للاستفادة منه، بما يسهم في مضاعفة العوائد؛ خصوصًا أن مصر تمتلك ثقافات متعددة، فكل محافظة لها ما يميزها بل وكل قرية، بالإضافة إلى بعض الأحياء في المدن والتي تمتلك صناعات يدوية متنوعة، تكون مصدر جذب دائم للسائحين الأجانب والعرب.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن هذا القطاع يواجه عددًا من المعوقات؛ منها غياب السياح العرب والأجانب، وارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في إنتاج مشغولات الأرابيسك والإكسسوارات والتطعيم بالفضة وغيرها من الفنون اليدوية المنتشرة في القاهرة، بالإضافة إلى إعراض الجيل الجديد عن تعلم المهن الحرف اليدوية وممارستها، وهو ما يهدد باختفائها رغم تميزنا فيها عالميًّا.
وحذر النائب من بيع التحف والهدايا التذكارية المصنوعة في الصين والرديئة رخيصة الثمن والتي لا تضاهي جودة الصناعة المصرية اليدوية؛ لتأثيرها السلبي على المنتج المصري، وغياب التشريعات التي تدعم هذا القطاع، وغياب الرؤى الحديثة لتسويق المنتجات.
وتابع الهضيبي بأن الاهتمام بالاقتصاد الإبداعي سينعكس إيجابيًّا على الاقتصاد المصري، ويساعد على الحفاظ على الهوية والثقافة المصرية بكل تنوعها الحضاري؛ خصوصًا أنها تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، وهو ما يمكن استغلاله من خلال التسويق الجيد للمنتجات في جلب العملة الصعبة.
وأكد النائب أن هذا المجال يوفر فرص عمل كبيرة للشباب، لافتًا إلى أنها مجال مثالي لتمكين المرأة اقتصاديًّا؛ خصوصًا للأميات أو أصحاب الشهادات والمؤهلات التعليمية المنخفضة.
وشدد الهضيبي على أهمية أن تتضمن الاستراتيجية خطة واضحة لإحياء الحرف اليدوية التراثية من خلال نقلها إلى آخرين عبر مراكز تدريب يشارك في إدارتها وتنفيذها القطاع الخاص، وتوفير الدعم المادي من خلال تسهيلات بنكية لأصحاب الورش والمصانع الحرفية الصغيرة، بفوائد منخفضة لمساعدتهم على النهوض بمنتجاتهم.
وطالب الهضيبي الجهات المعنية بدراسة احتياجات سوق الحرف اليدوية، وخلق بيئة تشريعية متكاملة تساعدها على النهوض بالصناعة اليدوية، وتنظيم معارض للحرف اليدوية المصرية في جميع المحافل الدولية، التي يسمح فيها للدول بعرض منتجاتها للترويج للمنتجات المصرية، والتى تُقام على الأراضي المصرية، وتقديم هدايا تذكارية لضيوف الدولة المصرية من إبداعات المصريين أيضًا.
فيديو قد يعجبك: