رسالة مهمة من مؤلف "أفول الغرب" إلى شيخ الأزهر: هؤلاء هم الخاسرون- خاص
كتب- إسلام لطفي:
تواصل "مصراوي" مع مؤلف كتاب "أفول الغرب" للكاتب المغربي حسن أوريد، الذي أحدث حالة من الجدل، مؤخرًا، بمجرد ظهور فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهو يقرأه أثناء عودته من رحلة علاجية في ألمانيا.
وخرج حينها الطبيب خالد منتصر، منتقدًا قراءة الطيب هذا الكتاب، مبررًا ذلك بأنه يُعد تناقضًا مع تلقيه العلاجَ في الغرب.
وقال الكاتب المغربي حسن أوريد، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي": "لا أعتقد أن المسألة أزمة؛ بل زوبعة في فنجان، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كان يقرأ الكتاب، وهذا ليس معناه أنه مع الكاتب".
وأضاف أوريد: لا نقبل أن يوظَّف هذا الأمر للنيل من شيخ الأزهر، وغير مقبول أخلاقيًّا.. ويجدر بالذين يزعمون الحداثة والتنوير، الدقة، ولا ينبغي أن يحكموا من خلال الأهواء أو التسرع.
وأشار الكاتب المغربي إلى أن القضية في نهاية المطاف لم تنطلِ على أحد، وخسر الذين أرادوا النيل من مؤسسة الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب.
وتطرق أوريد إلى مضمون الكتاب، بقوله: الأزمة المالية عام ٢٠٠٨ ليست أزمة عابرة ولا يمكن أن تقتصر فقط على الجانب المالي والاقتصادي؛ الأمر الذي دفعني إلى تمحص قيم الغرب، واعتبرت أنها لم تعد قائمة؛ لأن الأفكار التي نادى بها الغرب لم يعد يأخذ بها.
وأكد الكاتب المغربي أن الكتاب ليس تجنيًّا على الغرب؛ ولكن دعوة له أن يأخذ بقيمه، موضحًا أنه هناك جانبًا آخر يرتبط بالاستغلال والأنانية والجشع؛ وهو أساس المنظومة الرأسمالية.
ودخل أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة "صوت الأزهر"، على خط المواجهة، منتقدًا خالد منتصر، قائلًا: الحقيقة أن اهتمام الإمام بالقراءة في هذا الموضوع يتواكب مع اهتمام كبير لمفكرين وكتاب ومراكز أبحاث غربية كبرى، اهتمت طوال العقد الأخير على الأقل وبكثافة بصك هذا المصطلح وترويجه رسميًّا؛ حتى بات مَن لا يقرأ تصورات المفكرين والباحثين والفلاسفة عن الأفول أو التراجع الغربي حضاريًّا هو الرجعي الذي يعيش في غيبوبته الفكرية، ومَن يقرأ ويتعمق في هذا الشأن هو التقدمي المواكب للعالم وما ينتجه من أفكار.
وأضاف الصاوي: لا أعرف إن كان هؤلاء أدعياء العلم والتنوير سبق لهم قراءة كتاب "أفول الغرب" للمفكر المغربي حسن أوريد، واطلعوا على ما يتضمنه من تأملات نقدية في الواقع الغربي والعربي على السواء، ربما لو أنفقوا قدرًا قليلًا من الوقت قبل قذف "بوستاتهم" الانطباعية الساذجة التي لا تليق بمَن يدَّعي الانحياز للعلم والتنوير، وأقل قواعد العلم والتنوير، أن نقرأ أولاً.. لو فعل هؤلاء ما أقول ربما فتح لهم كتاب حسن أوريد الباب لفهم الاهتمام الغربي وليس العربي بهذه النبوءة؛ حتى إن أوريد لم يكن أول ولن يكون آخر المفكرين الذين تعرضوا إلى ذلك وبنفس العنوان.
مَن هو حسن أوريد؟
حسن أوريد هو سياسي وكاتب مغربي، تم تعيينه في يوليو 1999 كأول متحدث رسمي باسم القصر الملكي؛ وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى شهر يونيو 2005.
ويشغل حسن حاليًّا أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، ومستشارًا علميًّا لمجلة "زمان" المغربية، وله إسهامات فكرية وأدبية باللغة العربية والفرنسية.
فيديو قد يعجبك: