لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مظهر شاهين: خدمة الزوجة لأم زوجها واجبة من باب الإنسانية

08:58 م الثلاثاء 06 سبتمبر 2022

الشيخ مظهر شاهين

كتب- محمد نصار:

قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن خدمة الزوجة لأم زوجها واجبة من باب الإنسانية والرحمة.

وأضاف شاهين، عبر صفحته على فيسبوك، إنه لا مانع أن تعيش الزوجة في بيت العائلة لكن بشروط.

وأشار إلى أنه إذا كان من حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها منزلا مستقلا، وهذا هو الأصل والواجب شرعا، إلا أنه يرى أن هذه المشاركة والتعاون تفرض على كلا الطرفين أحيانا أن يتنازل عن جزء من حقوقه كي تستمر الحياة، وإذا كان من حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا إلا أن ذلك ليس بالضرورة أن يكون متاحا في كل الحالات، بالتوافق بين الزوج والزوجة، فكل على حسب طاقته.

وتابع إمام وخطيب مسجد عمر مكرم: قد تضيق الظروف المادية على الزوج فيضطر للانتقال إلى منزل والديه، أو يتزوجا فيه بالاتفاق والتراضي وليس بإجبار الزوجة، وهنا على الزوجة أن تتحمل ذلك، طالما سيوفر لها جزءا كبيرا من الاستقلالية الشخصية، ودون أن يتعرض لها أحد بسوء، بشرط ألا يعيش معهم في هذا البيت إخوة أو أقارب ذكور للزوج، لما ورد عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت" (رواه البخاري ومسلم).

وواصل مظهر شاهين: الحمو هم أقارب الزوج والزوجة من الرجال عدا أبيها وإخوتها وأبناء الزوج لأنها محرمة عليهم على أرجح الأقوال، ففي كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود: قال ابن فارس: الحمأ أبو الزوج وأبو امرأة الرجل.

وقال في المحكم أيضا: وحمأ الرجل أبو زوجته أو أخوها أو عمها، فحصل من هذا أن الحمأ يكون من الجانبين كالصهر وهكذا نقله الخليل كذا في المصباح.

وأشار إلى قول الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: اتفق أهل اللغة على أن الأحماء أقارب زوج المرأة كأبيه، وعمه، وأخيه، وابن أخيه، وابن عمه ونحوهم، والأختان أقارب زوجة الرجل، والأصهار يقع على النوعين، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت، فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي، والمراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد الأخ وابن الأخ، والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم وعادة الناس المساهلة فيه ويخلو بامرأة أخيه فهذا هو الموت وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه، فهذا الذي ذكرته هو صواب معنى الحديث، وقطعا هذا لا ينطبق على الإخوة إذا كانوا أطفالا صغارا أو أيتاما، فلكل حالة حكمها.

وتابع أن خدمة الزوجة لأم الزوج إذا كانت مسنة وإن كانت غير واجبة شرعا وليس هناك نص يلزمها بذلك، إلا أنها قد تكون واجبة من باب الإنسانية، وحسن العشرة، لأنها في مقام والدتها، وخاصة إذا لم يكن من الممكن أن تعيش بمفردها، أو أن تخدم نفسها، أو لم يكن لها أولاد، أو مات زوجها ولم يتبق لها إلا ابنها، لأن الزوج مع أمه في هذه الحالة أمام 4 خيارات:

1- أن يرميها في الشارع،

2- أن يتركها وحيدة في بيت آخر وهي لا تستطيع خدمة نفسها فتهلك.

3- أن يأتي لها بخادمة وقد يكون في وضع مادي لا يسمح له بذلك.

4- أن يأتي بأمه إلى منزله لتكون أمام عينيه وتحت رعايته.

ورجح الشيخ مظهر شاهين الخيار الرابع، قائلا: أعتقد أن الخيار الرابع هو الأنسب والأسلم والأقرب إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى،

ولا ينبغي عن الزوجة أن تدفع زوجها إلى خيار آخر يغضبه، فهي في النهاية أمه، وبرُّها واجب عليه، ووصية الله له، بل ينبغي عليها أن تشجعه علي برِّ أمه، وأن تساعده في خدمتها رحمة وبِرَّا وفضلا، وهنا تنال الزوجة ثوابا عظيما إذا ما اعتبرت ذلك لوجه الله تعالي، بل وتنال محبة زوجها، وعلى الزوج أن يحمل هذا الفضل لزوجته ويعينها عليه ولو بالكلام الطيب، فالحياة لا يمكن أن تبني على المساومات والعزلة والأنانية والتنصل من الواجب بين الزوجين، ولا على الحقوق والواجبات وفقط، بل تبنى على المحبة والمودة والعطاء والمشاركة بين كليهما.

وأضاف مظهر شاهين: لقد كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها تخدم أم زوجها علي بن أبي طالب، وتساعدها في شؤون البيت، وقد كان علي رضي الله عنه يقسم العمل في البيت بين زوجته وبين أمه، فقد أخرج الطبراني بسنده عن علي قال: "قلت لأمي فاطمة بنت أسد بن هاشم اكفي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك خدمة الداخل الطحن والعجن".

وواصل: أذكر أن والدتي أطال الله عمرها تزوجت من أبي وجدتي لأبي كانت سيدة مسنة وقعيدة، وقد لازمتها خدمتها أمي أكثر من 25 سنة لم تقل لها يوما "أف" كانت لها نعم الأم والأخت والابنة، وفي أعوامها الأخيرة فقدت جدتي بصرها، وبمرور الوقت أصابها مرض الزهايمر فنسيت كل شئ، بما في ذلك أسماء أعمامي وعماتي (أبناءها وبناتها) إلا إذا حاولنا تذكيرها، غير أنها لم تنس اسم أبي من بين كل الرجال، واسم والدتي وأختي فقط من بين كل النساء، وحين عانت سكرات الموت كانت في حضن أمي، ولقنتها أمي الشهادة ورأسها على صدرها، لا أقول ذلك من باب الفخر، ولكن ليتعلم بنات اليوم كيف تكون الرحمة، فالإنسانية قبل كل شئ.

وأكد: لتعلم الزوجة أنها اذا كانت اليوم زوجة وأم، فمن الوارد غدا أن تكون حَمَاة، وقد تضطرُّها الظروف إلى أن تعيش مع ابنها وزوجته، وأن ما تزرعه اليوم ستحصد ثماره غدا، فتعاملي مع أم زوجك كما تحبين أن تعاملك زوجة ابنك، فيقول الله تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ) فلتقدم لأم زوجها اليوم ما تتمناه لنفسها غدا، فالجزاء من جنس العمل.

واختتم الشيخ مظهر شاهين حديثه قائلا: وأخيرا.. أيها الناس اتقوا الله في الأمهات ولا تتحدثوا عنهن وكأنهن عالة على أبناءهم، أو عبئا على المجتمع، فالأم هي الأساس، وهي بركة هذه الحياة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان