قرار مجهول وردود رسمية.. تفاصيل أزمة إزالة منزل عباس العقاد بأسوان

كتب- محمد شاكر:

انتشرت خلال الساعات الماضية، أنباء عن صدور قرار بإخلاء منزل الكاتب الكبير عباس في شارع عباس فريد بمدينة أسوان، تمهيدا لإزالته، وهو ما أثار جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونفت أسرة الكاتب الراحل تلقيها أي إخطار بهذا الأمر، مؤكدة أن البيت يحتاج إلى ترميم، للحفاظ عليه كقيمة تراثية كبيرة لأنه يحمل جزءا من تاريخ العقاد، خاصة أنه عاش به آخر أيامه، فيما لم تعلن محافظة أسوان أو أي جهة رسمية مسئوليتها عن إصدار مثل هذا القرار الغامض الذي أثار الجدل.

كما نفى عماد فتحي، رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي، في تصريحات لمصراوي، علمه بأي قرار في هذا الصدد، مؤكدا أن هيئة قصور الثقافة تسعى للحفاظ على تراث العظماء في صعيد مصر، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من تراث العقاد موجود في قصر ثقافة العقاد.

ومن جانبها، قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة: أنا لا أعلم شيئا عن إزالة منزل الأديب الراحل عباس العقاد ، ولم تتدخل الوزارة حتى هذه اللحظة، ولم يتم إخطارنا بأي قرار إزالة.

وكانت اللجنة الدائمة لحصر المباني ذات الطراز المعماري المتميز، بجهاز التنسيق الحضاري، عاينت بيت العقاد لسرعة التدخل العاجل من أجل ترميم وتدعيم المبنى كقيمة تاريخية، ومدى إمكانية تحويل الدور الأرضي منه إلى متحف ومزار ثقافي وسياحي مفتوح لرواد ومحبي التراث والثقافة والفكر والأدب، خاصة أن الأديب الراحل عاش في المنزل آخر أيامه.

وأشارت محافظة أسوانـ، في بيان سابق، إلى أن ذلك يأتي تأكيدا لاهتمام المحافظة بالمباني التراثية المرتبطة بتاريخ أبنائها من رموز العلم والفكر والأدب، وفي مقدمتهم عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، وتنفيذا لتوجيهات أشرف عطية، محافظ أسوان، أثناء زيارته الميدانية لبيت الأديب والمفكر الراحل بمناسبة الذكرى الـ 133 لميلاده.

وأوضحت محافظة أسوان أنه تم تقديم كل التسهيلات لقيام اللجنة بالحضور لأسوان والمعاينة الميدانية لبيت العقاد الذي تم إنشاؤه منذ عام 1948 على مساحة 220 مترا بشارع عباس فريد بنظام الحوائط الحاملة ومكون من أرضي ودورين ولم يشهد أي أعمال إحلال وتجديد من قبل.

ونوهت المحافظة بأن اللجنة عقب قيامها بالمعاينة الميدانية لهذا المبنى التاريخي ستقوم بإعداد تقرير تفصيلي عن الحالة الفنية للمبنى والذي لوحظ ظاهريا وجود تصدعات بالحائط الشرقي، مع بعض الشروخ بالجانب الغربي، بالإضافة إلى حدوث هبوط بأرضية الدور الأرضي للمبنى باعتباره من الطراز المعماري للآثار.

وعباس محمود العقاد من مواليد يونيو 1888، وتُوفي في مارس 1964 وهو من العلامات البارزة في تاريخ مصر حيث يعد الراحل عباس العقاد رمزا من رموز الأدب المصر، وعلت أسهمه في مجال الثقافة من حيث الأدب، والشعر، والفلسفة، وذاع صيته فملأ الدنيا بأدبه، ومثل حالة فريدة في الأدب العربي الحديث.

وعرضت إحدى زوجات الحكام العرب خلال زيارة لمحافظة أسوان في عام 2017 شراء المنزل بسعر خيالي، وتحويله إلى متحف، لكن أسرة العقاد رفضت العرض، وأكدت أن بيت العقاد ملكا لمصر والمصريين ولا يمكن أن يقدر بثمن.