إعلان

"كارثة حقيقية".. 7 جوانب لانهيار المنظومة الصحية في غزة ومسئول يوجه رسالة عاجلة

11:18 م الأحد 29 أكتوبر 2023

مواطنون يحتمون بمحيط مجمع الشفاء الطبي

كتب- محمد عمارة:
قال الدكتور يوسف أبوالريش، وكيل وزارة الصحة في غزة، إن النظام الصحي في القطاع يواجه كارثة حقيقية متعددة الجوانب نتيجة استمرار الاعتداءات الهمجية ضد المدنيين الآمنين وضد جميع المؤسسات التي تخدم المجتمع بما في ذلك المؤسسات الصحية ودور العبادة وسيارات الإسعاف وطواقم العمل الإنساني مما أفرز كارثة حقيقية في قطاعات مختلفة كان في مقدمتها انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة.

وأضاف "أبوالريش"، في تصريحات لمصراوي، أن الكارثة تتمثل في التالي:-

أولا: امتلاء المستشفيات بالمصابين:

قال وكيل الوزارة لمصراوي: بالرغم من تمديد وزيادة السعة السريرية الاصلية إلى الضعف (كما حدث في مستشفى الشفاء حيث تم تمديد السعة السريرية للعناية المركزة من 12 سريرا الى 42 سريرا - غير مهيئة بالشكل المطلوب - كما تم تمديد الآسرة المخصصة لأقسام الجراحة من 350 سريرا الى 600 سرير - بما في ذلك الآسرة التي تم تغيير وظيفتها وتلك التي وضعت في الممرات والساحات) فإن أعدادا كبيرة جدا من الجرحى وصلوا إلى المستشفيات على مدار الساعة إلى الحد الذي امتلأت معه جميع الآسرة المخصصة لعلاج الجرحى في الأقسام المختلفة وأصبح متعذرا إخلاء الجرحى المتواجدين في أقسام الطوارىء إلى أقسام العناية المركزة والعمليات والأقسام الاخرى، ما تسبب في اختناق أقسام الطوارئ بالحالات مع عدم القدرة على تقديم الرعاية الصحية لها من ناحية وعدم قدرتها على التعامل مع أعداد الجرحى الجديدة والتي أصبحت تتلقى الخدمات على الأرض مما تسبب في فقدان العديد من الأرواح التي لم يكن هناك متسع ولا ظروف مناسبة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لها.

2. القوى العاملة:

وأوضح: لقد وصل الكادر الطبي والمساعدين الطبيين والكوادر المساندة إلى مرحلة الإنهاك التام حيث لا تتوفر القوى العاملة التي تغطي التمدد الكبير الذي تم في عدد الآسرة، كما أن العدد الأصلي لم يعد قادرًا على الوصول إلى المستشفيات بسبب تهجيرهم القسري من مكان سكنهم ونزوحهم مع عائلاتهم - حيث تمكن فقط (30 - 40 % ) من الالتحاق بالمستشفيات، وعدم ممرات آمنة ولا وسيلة نقل آمنة للوصول إلى المستشفيات وقد قتل عدد من القوى العاملة وأصيب العشرات، وبعضهم قتل وهم يؤدون واجبهم الإنساني كالمسعفين بالإضافة إلى الإنهاك البدني نتيجة العمل المتواصل دون راحة والإنهاك النفسي الناجم عن التعامل مع الضحايا من الأطفال والنساء والتشتيت والقلق الناجم عن خوفهم على أطفالهم وأسرهم، حيث لم يعد هناك مكانا آمنا في قطاع غزة وقد تلقى عدد من القوى العاملة نبأ قتل جميع أفراد الأسرة أو بعضهم وهو على رأس عمله بينما تفاجأ بعضهم بأطفاله وزوجته بين الضحايا التي وصلت إلى المستشفى الذي يعمل فيه.

3- الامدادات الطبية:

وتابع: العديد من هذه الأصناف لم تكن متوفرة في المستشفيات التي كانت تعاني أصلا من فقدان ما يقرب من 45% من قائمة الأدوية الأساسية قبل بدء العدوان على غزة والعديد من الأصناف نفدت نتيجة الأعداد المهولة من الإصابات مع توفر هذه الأصناف في السوق المحلي ومنع الاحتلال دخولها مع إغلاق المعابر إلى الدرجة التي تم فيها إجراء بعض العمليات الجراحية دون توفر الأدوية الأساسية المستخدمة في عملية تخدير المرضى بالإضافة إلى نفاد العديد من المستهلكات مثل المثبتات الخارجية للعظام وغيرها من مستلزمات العمليات الجراحية.

4- الإمدادات غير الطبية:

وأكمل: تعيش المستشفيات أوضاعا مزرية نتيجة وقف الاحتلال للخطوط الناقلة للمياه وانقطاع التيار الكهربائي بسبب فصل الخطوط الكهربائية الإسرائيلية وتوقف محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة بسبب نفاذ الوقود الصناعي جعل المستشفيات تعتمد على بعض المولدات وهذه المولدات ليست مخصصة للعمل 24 ساعة متواصلة ولا يوجد لدينا ما يكفي من الوقود لاستمرار عملها مما جعل المستشفيات تلتزم خطة تقشف لإطالة أمد عمل المولدات وفق المتوفر من كميات شحيحة من الوقود حيث تم فصل التكييف عن الأقسام و تحديد ساعات معينة لعمل بعض الأقسام (الغسالات وأقسام التعقيم ومحطات الأكسجين...).
وأكمل: "أضف إلى ذلك الاعتماد على آبار مياه داخل المستشفى حيث يتم استخدام مياه ملوثة وغير صالحة للاستخدام مع كون الكميات الناتجة عن هذه الآبار غير كافية ولا تسد حاجات المستشفى".

5- تعذر الوصول:

قال أبوالريش: لم تعد سيارات الإسعاف قادرة على الوصول إلى المرضى والمصابين في أماكن القصف بسبب استهداف سيارات الإسعاف والمسعفين ولم يعد الدفاع المدني قادراً على إخلاء الشهداء والجرحى بسبب فقدان الوقود ونقص المعدات لديه، كما أن القصف المتواصل تسبب في دمار كبير لحق بالبنية التحتية والطرق، الأمر الذي يحول دون وصول المرضى أو المصابين إلى المستشفيات في الوقت المناسب.

وتابع: أضف إلى ذلك خروج عشرات المؤسسات الصحية عن العمل وخاصة مراكز الرعاية الأولية نتيجة عدم قدرة الطواقم الطبية والمرضى للوصول إليها وانقطاع عمليات الأونروا عن العمل في محافظة غزة وشمال غزة وتقليص أعمالها في جنوب قطاع غزة.

6- استهداف المؤسسات الصحية:

قال أبوالريش، إن استهداف المستشفيات الصحية أصبح يمارس بشكل مستمر وعلى نطاق واسع علما بأن الاحتلال الإسرائيلي قام بتهديد هذه المؤسسات عبر شاشات التلفزيون وقد تم بالفعل تدمير المستشفى الدولي للعيون تدميرا كاملاً وشاهدنا المجزرة التي حدثت في المستشفى المعمداني وشاهدنا إخراج مستشفى بيت حانون عن الخدمة وشاهدنا إخراج مستشفى الكرامة عن الخدمة، كما تم استهداف مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال بالفسفور الأبيض وقد بلغ عدد المستشفيات التي أصبحت خارج الخدمة أكثر من 12 مستشفى وتم تحويل كل الحالات المدخلة فيها إلى مستشفيات أخرى تعاني تعاني أصلا من اكتظاظ شديد للمرضى.

7- تحول المستشفيات إلى مراكز للإيواء:

قال وكيل الوزارة، إن المستشفيات تحولت إلى مراكز لإيواء النازحيين حيث يوجد الآن بمستشفى الشفاء فقط أكثر من 50 ألف من المواطنين الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم بحثاً عن مكان آمن، كما أن مستشفى القدس يتواجد به أكثر من 12 ألف نازح يهربون من القصف المستمر على مدار الساعة.
وأكمل: هذا الاكتظاظ الكبير للأطفال والنساء يعتبر بيئة غير آمنة ويعرض هؤلاء الأطفال والنساء للأمراض الوبائية وخاصة في ظل نقص المياه ودورات المياه وانعدام أدنى مقومات النظافة إضافة إلى الضغط الكبير على مرافق المستشفيات وخلق بيئة لا تمكن الطواقم الصحية من تقديم خدماتها.

8- إصابات غير معتادة:

قال أبوالريش، إن نوعية الإصابات التي يشاهدونها في المستشفيات إصابات شديدة تحتاج إلى آسرة عناية مركزة وإلى رعاية استثنائية وقد تم ملاحظة وجود حروق غير معتادة، إضافة إلى الإصابات الناتجة عن الشظايا مما يؤكد استخدام أسلحة جديدة تنهال على رؤس هؤلاء المرض، الأمر الذي يؤخر خروج هؤلاء المرضى من المستشفيات ويضاف إلى ذلك عدم وجود مكان ليذهب إليه هؤلاء الجرحى بعد تدمير بيوتهم وقتل ذويهم.

وتابع: الحالة التي يمر بها قطاع غزة هي حالة غير مسبوقة والمطلوب اليوم واختتم: بشكل عاجل وقف هذه الاعتداءات وفتح المعابر وتوفير ممرات لإخلاء الجرحى إلى خارج قطاع غزة وتوفير إمدادات عاجلة كي لا ينتهي انهيار المنظومة الصحية بكارثة غير مسبوقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان