وزيرة البيئة: الجفاف والفيضانات تمثل خطرًا كبيرًا على الأمن الغذائي في المستقبل
كتب- محمد نصار:
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ، في جلسة بعنوان "نظم الغذاء والزراعة في الانتقال من COP27 إلى COP28 المنعقدة ضمن منتدى "تحول النظم الغذائية" على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات 2023 بإمارة دبي، بمشاركة مريم المهيري، وزيرة البيئة والتغير المناخي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ونخبة من صناع القرار وأصحاب الفكر وعدد كبير من المسؤولين الحكوميين والخبراء العالميين، لمناقشة التحديات والفرص والعمل على وضع الحلول لأكثر القضايا إلحاحا على البشرية وإيجاد آليات لمواجهة التحديات.
وأوضحت وزيرة البيئة خلال الجلسة أهم العقبات التي تواجه تحول النظم الغذائية، وهي الطريقة التي تتبعها النظم الغذائية الحالية ليست مستدامة، مما يساهم في تغير المناخ، ويتسبب في إزالة الغابات وتدهور الأراضي وارتفاع معدلات التلوث وزيادة الضغط على الموارد التي هي قليلة بالفعل، مما يتسبب أيضًا في آثار اجتماعية واقتصادية مع زيادة عدم المساواة عندما يتعلق الأمر بإمكانية الوصول والقدرة على تحمل التكاليف، وهو ما يدفعنا إلى العمل على إيجاد حلول لتحويل مثل هذه الأنظمة لتصبح أكثر استدامة وإنتاجية وإنصافًا.
وتابعت وزيرة البيئة أن هذا التحول يواجهه الكثير من التحديات وهو ما يتطلب تعبئة المجتمع الدولي لدعم مثل هذا التحول لتطبيق الممارسات المستدامة مع مراعاة التحديات الكوكبية وزيادة عدد السكان الذين يحتاجون إلى طعام مغذي ومتنوع ومناسب.
وأكدت ياسمين فؤاد أن عامى 2022 و2023 شهدا أزمة كبيرة في الأمن الغذائي والطاقة والصراعات والأزمات السياسية، وفي وسط كل هذا كان هناك تحديا لوضع قضية التغيرات المناخية على الأجندة الدولية، مشيرة إلى نقطة مهمة وهي ضرورة اعتماد الإنسان والتعود على استخدام الأطعمة قليلة الكربون والعمل على تغيير العادات المستخدمة في الاعتماد على الأطعمة عالية الكربون والتعامل الجيد والاستفادة من مخلفات الطعام واستغلالها بشكل أمثل.
وأضافت الوزيرة أن هناك العديد من المبادرات العالمية التي تعزز الزراعة المستدامة، كمبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام أو مبادرة FAST، ذات الهدف الطموح لتنفيذ إجراءات ملموسة من شأنها أن تؤدي إلى تحسين كمية ونوعية مساهمات تمويل المناخ من أجل تحول الزراعة والنظم الغذائية بحلول عام 2030، لدعم التكيف والحفاظ على مسار 1.5 درجة مع دعم الأمن الغذائي والاقتصادي، موضحة أن مبادرة "FAST " تهدف إلى تعزيز رؤية شاملة مع مراعاة خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة الخاصة بها للمفاضلات والتآزر لإطلاق الإمكانات والاحتياجات الكاملة لنظم أغذية زراعية أكثر استدامة.
وأوضحت ياسمين فؤاد أن مبادرة الزراعة تسمح للمزارعين بالوصول إلى الأرض ورأس المال والتمويل المستدام الذي يساعده على مواجهة التغيرات المناخية، مشيرة إلى تأثيرات التغيرات المناخية ونقص المياه على محصول هام بالنسبة لمصر وهو القطن المصري التي تشتهر مصر بزراعته وهو ما دفع مصر لتنفيذ مشروع في صعيد مصر لزراعة القطن ونسجه وهو ما يربط بين الزراعة والصناعة.
كما بدأت مصر مشروعات لاستغلال المخلفات الزراعية والاعتماد عليها كأسمدة تستخدم فى الزراعة مرة أخرى ويمكن للمزارع الاعتماد عليها.
وشددت الوزيرة على أهمية رفع الوعي البيئي بمبادرتي الزراعة Fast والمخلفات والاهتمام بذلك لطلاب المدارس والجامعات وزيادة وعيهم بقضايا التصحر والتغيرات المناخية والتنوع البيولوجي، لبناء جيل قادر على مواجهة التغيرات المناخية.
وأشارت وزيرة البيئة خلال الجلسة إلى العلاقة كبيرة بين الماء والغذاء والطاقة وجميعهم احتياجات أساسية عند التطرق لقضية تحول النظم الغذائية لأن إرتفاع الوعي في الاستهلاك يساعد علي توفير الموارد ويساهم في تحسين إنتاج الغذاء، موضحة أن مصر اهتمت بربط تلك الموضوعات من خلال برنامج نوفي (NWFE)، والذي ربط بين الطاقة والمياه والغذاء من خلال استغلال الطاقة الجديدة والمتجددة القابلة للتمويل في ري الأراضي الزراعية وبالتالي إنتاج الطعام نظرا لكون الغذاء والمياه مشروعات ليست جاذبة للتمويل وهذا الدمج ساهم في توفير فرص عمل وتحقيق التوازن بين برامج التخفيف والتكيف واستخدام تكنولوجيات جديدة.
وأوضحت مبعوث مؤتمر المناخ أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرون للتغيرات المناخية أعطى اهتماما كبيرا لموضوع الزراعة من خلال إقامة عمل مشترك لمدة 4 سنوات في شرم الشيخ بشأن تنفيذ العمل المناخي الخاص بالزراعة والأمن الغذائي، بما في ذلك تنفيذ نتائج عمل "كورونيفيا" المشترك الذي يدعم قطاع الزراعة في التكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من حدته، ومن بين أهداف العمل المشترك "تقديم الدعم والمشورة التقنية للأطراف والهيئات المنشأة والكيانات التشغيلية للآلية المالية بشأن العمل المناخي لمعالجة القضايا المتعلقة بالزراعة والأمن الغذائي"، مشيرة إلى أحدث تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والتي توضح أن "الإنتاج الزراعي قد تأثر سلبا بتغير المناخ نظرا لتأثره بارتفاع درجات الحرارة وشدة الموجات الحارة وطول مدتها والجفاف والفيضانات في المستقبل تمثل أيضا خطرًا كبيرًا على الأمن الغذائي، وستكون الزراعة والآثار أكثر حدة على البلدان والمجتمعات التي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي".
وتابعت: لابد ونحن في طريقنا للانتقال من مؤتمر COP27 إلى مؤتمر COP28 أن نحافظ على الصلة بين الزراعة والتكيف، وتعزيز إجراءات التكيف الزراعي لتحسين الإنتاجية وزيادة الأمن الغذائي، والتى تعد أحد العناصر الأساسية في إطار برنامج عمل جلاسكو - شرم الشيخ بشأن الهدف العالمي بشأن التكيف، مشددة على ضرورة تناول تدابير التكيف ودعم البلدان النامية بمشاريع التكيف التي تزيد من الأمن الغذائي في هذه البلدان، كمشاريع تحسين إنتاجية المحاصيل لمواجهة آثار تغير المناخ والظواهر المناخية المتطرفة.
فيديو قد يعجبك: