بعد طلب الفخراني.. شيخ الأزهر يشرح معنى "واهجروهن في المضاجع واضربوهن"
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
قدم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، شرحا لقوله تعالى "واهجروهن واضربوهن في المضاجع"، خلال برنامجه الرمضاني الذي أذيع في عام 2019.
كان الفنان يحي الفخراني طالب في كلمته أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم، شيخ الأزهر بتفسير قوله تعالى (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ).
قال الفنان يحيى الفخراني، عضو مجلس الشيوخ، إن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب رجل منفتح وخريج جامعة السوربون في فرنسا.
جاء ذلك خلال كلمته أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم الاثنين، أثناء استكمال مناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي، ومكاتب لجان الشئون الدستورية والتشريعية، الثقافة والسياحة والآثار والإعلام، الشئون الدينية والأوقاف عن الدراسة المقدمة من النائب محمد هيبة حول :"ظاهرة العنف الأسري - الأسباب والآثار وسبل المواجهة".
وأضاف الفخراني - في كلمته أمام الجلسة العامة - لدي طلب شخصي لفضيلة شيخ الأزهر، وهو أن يخرج إلى الناس ويقوم بنفسه بتفسير الآية القرآنية (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)، مشيرا إلى أن الشعب المصري شعب متدين بطبعه ويتأثر جدا بتفسيرات النصوص الدينية، ويستمع إليها ويستجيب لها.
وشدد يحيى الفخراني على ضرورة وجود أعمال درامية جيدة تسليط الضوء بمهنية على ظاهرة "العنف الأسري"، لأن العمل الدرامي الجيد يكون له أثر عظيم في نفوس المشاهدين.
وأشار الفخراني قائلا: عملت منذ سنوات قليلة مسلسل "ونوس" والذي تناول ظاهرة التفكك الأسري، ولقى نجاحا كبيرا في أوساط الأسرة المصرية، لافتا إلى أن الدراما المصرية تعاني من نقص كبير في كتاب الدراما الجيدين.
اقرأ أيضا:
وقال فضيلة الإمام الأكبر، في الحلقة الـ 25 من برنامجه الذي أذيع في رمضان 2019، إن الدواء الأخير الذي وصفه القرآن الكريم لعلاج نشوز الزوجة في قوله تعالى "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا"، هو الضرب الرمزي المقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر، لافتًا إلى أن نصوص القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ولا يمكن أن يكون القرآن أمر بهذا النوع من الضرب؛ لأن القرآن حينما أمرنا بمثل هذا الضرب الرمزي أمرنا بهدف إصلاح وإنقاذ الأسرة.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر خلال حديثه في الحلقة الخامسة والعشرين من برنامجه الرمضاني على التليفزيون المصري، أن هذا النوع من العلاج كَثُر حوله اللغط والتشكيك بالإسلام والقرآن، وَيُطَالب المسلمون بتغيير نصوصهم الإلهية ليسايروا حركات المرأة واتفاقيات الأمم المتحدة، مشيرًا إلى ما ذكره الأديب "عباس العقاد" في الرد على المعترضين على هذا النوع من العلاج بقوله "من حق المعترضين أن يعترضوا على القرآن الكريم؛ إذا أكدوا لنا أنه لا توجد في جماعة النساء امراة واحدة يمكن أن يصلحها هذا النوع من التأديب ويصدها عن هدم الأسرة".
وأضاف فضيلته أن ضرب الزوج زوجته له نظام وحدود، فمن شروطه ألا يكسر لها عظمًا، وألا يؤذي لها عضوًا، فإذا ضرب وتجاوز مسألة الأذى فهذا حرام، ويعاقب عليه، كما لا يجوز له أن يضرب باليد، ولا يضرب على الوجه ولا يخدش شيئًا ولا يترك أثرا نفسيا على الزوجة، ومن هنا نرى ان المراد بالضرب هو الضرب الرمزي بالمسواك مثلاً أو فرشة الأسنان في هذا الزمن.
واختتم فضيلة الإمام الأكبر حديثه بأن أمر الضرب ورد في كلمة واحدة في القرآن الكريم "واضربوهن" في مقابل منظومة ضخمة من النصوص القرآنية الصريحة التي تحافظ على المرأة وعلى كرامتها وتأمر الرجل أن يحسن معاملته وعشرته مثل قول الله تعالى "وعاشروهن بالمعروف" وقوله "فامسكوهن بمعروف" و "ولا تضاروهن" وقوله أيضًا "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهو شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا"، لافتًا إلى أن كلمة الضرب إذا وضعت إلى جوار هذه المنظومة تبين أن هذه الكلمة ليست مقصودة لذاتها كعلاج إلا في أندر الحالات، وهي الحالات التي يكون فيها الزوج مضطرًا، إما أن يستخدم هذا النوع من العلاج، وإلا تذهب الأسرة بكاملها إلى مستقبل غير مرغوب.
فيديو قد يعجبك: